حرب الشمال والجنوب والفاتورة التي دفعها حزب الله

الاعلامي احمد حازم

تاريخ النشر: 13/10/24 | 13:34

لو قمنا بتقييم الحرب على غزة ولبنان على غرار حسابات كرة القدم، لتبين لنا ان إسرائيل تحصل على واحد / صفر لكن حماس هي الرابحة في النقاط رغم الدمار وأعداد القتلى، لأن إسرائيل لم تحقق أهدافها ولا تزال حماس واقفو على رجليها ولا سيما رئيسها يحيى السنوار الذي لا يزال يتحدى إسرائيل من تحت الأرض أو فوقها، فهذا ليس مهما بل المهم هو الصمود.

وبالرغم من مقتل عشرات الآلاف من أهالي غزة وتدمير البنى التحتية فيها فإن الجيش الإسرائيلي لم يستطع الوصول الى قادة حماس كما فعل مع حزب الله. لكن رغم ذلك فإن غزة الآن أشبه بمدينة اشباح وتكاد تكون توأم العاصمة الشيشانية غروزني عندما دمرها الجيش الروسي.

في دراسة أصدرتها الأمم المتّحدة تقول ان إعادة بناء قطاع غزة تحتاج 16 عاماً طبعاً إذا انتهت المعارك الآن، وإذا وفّرت الأسرة الدوليّة الأموال الضروريّة، وكل التقارير تشير إلى وجود حوالي عشرة آلاف جثّة تتحلّل ببطء تحت ركام غزّة، إضافة إلى مئات آلاف القنابل غير المنفجرة وهو ما يجعل إزالة الركام عمليّة محفوفة بالمخاطر.

أما في لبنان المختلف جغرافياً عن غزة، فالنتيجة لغاية الآن واضحة تماماً وهي واحد/ صفر أيضا لصالح إسرائيل لأنها تمكنت من اغتيال رأس الهرم في الحزب حسن نصر الله، باعتراف بيان للحزب، وكذلك اغتيال خليفته هاشم صفي الدين (حسب قولها) لأن حزب الله لم يؤكد ذلك في بيان رسمي كما فعل مع نصر الله.

يرى محللون لبنانيون ان التطورات التي حصلت لحزب الله وأهمها فقدان هيبته بعد مقتل رمز الشيعة في العالم نصر الله كانت بسبب تمسك الحزب بموقفه الذي لم يعتمد على حسابات دقيقة، ولو كان لديه بعد نظر سياسي صحيح لما خصل له ما حصل.

في العام 1990 عندما احتل صدام حسين الكويت ظل متمسكا باحتلال هذه الدولة الخليجية رغم توسل قادة العالم له بالانسحاب. فماذا كانت النتيجة فيما بعد؟ تخالف الغرب وأنظمة عربية ضد العراق وشنوا هجوما عليه أسفر عن سقوط صدام ونظامه. ويبدو ان نصر الله لم يتعلم مما جرى لصدام نتيجة عناده.

المبادرات والدعوات الدولية المتكرّرة والموفدين لحزب الله لم تكن كافية لإقناع نصر الله بتنفيذ القرار الدولي 1701 بالعودة الى شمال نهر الليطاني في جنوب لبنان.

لقد انهالت العروض على نصر الله غربية وعربية وتعددت الرحلات المكوكية لبيروت لموفدين فرنسيين ومبعوثين أمريكيين يرجون نصر الله حفظ ماء وجهه أكثر من مرّة. ومن هذه العروض تحرير الأراضي المحتلّة في جنوب لبنان، وتحديد النقاط الحدودية لمصلحة لبنان، والبدء بالتنقيب عن النفط وإعادة إعمار البلد ووضعه على السكّة لتنفيذ الإصلاحات والنهوض بالاقتصاد وإعادة إعمار الجنوب. ولكن لا حياة لمن تنادي حتّى وصل لبنان إلى ما هو عليه اليوم.

وأخيرا…
حسن نصر الله دفع فاتورة عناده وكان الثمن غاليا بعملية اغتياله واغتيال قيادات عسكرية وأمنية من الصف الأول، وتدمير كبير جدا للضاحية الجنوبية لبيروت، التي تتواجد فيها مقرات حزب الله، وتدمير هائل لجنوب لبنان ومناطق في البقاع،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة