حرب الرد والرد بين إسرائيل وإيران
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 14/10/24 | 10:20يبدو واضحا أن إيران هي الخبر الرئيس والأهم في الإعلام العالمي، وبالتحديد ما يتعلق بالرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني عليها، رداً على اغتيال حسن نصر الله في بيروت، واغتيال رئيس حركة حماس اسماعيل هنية في يوليو/تموز الماضي في طهران، وفق ما أعلنه الحرس الثوري الإيراني.
نتنياهو توعّد بتوجيه ضربة قوية لإيران. سيناريوات الضربة تتراوح بين ضرب منشآت عسكرية وحتى اغتيال مرشد ايران علي خامنئي على غرار اغتيال خسن نصر الله، مروراً باستهداف المنشآت النفطية أو المفاعلات النووية.
قادة اليمين المتطرف في إسرائيل يحثون نتنياهو على ضرب المنشآت النووية الإيرانية ومن بينهم أفيغدور ليبرمان عضو الكنيست ووزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق. فقد انتقد ليبرمان بشدة سلوك الحكومة الإسرائيلية تجاه طهران، داعيا إلى شن هجوم نووي على إيران. ليبرمان قالها صراحة في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي ان “على إسرائيل أن تستخدم كل القدرات المتاحة لهزم برنامج إيران النووي لأن الصمت في مواجهة نشاط إيران النووي يفسر على أنه ضعف “. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، نفتالي بينيت، قد طالب إسرائيل في الثامن من هذا الشهر، بمهاجمة المنشآت النووي الإيرانية ورفض معارضة إدارة بايدن توجيه ضربة لهذه المنشآت.
إيران تحاول بذل جهود دبلوماسية سريعة مع دول في المنطقة، بهدف معرفة ما إذا كان بإمكانها تقليص الضربة الإسرائيلية المنتظرة عليها، لكنها من جهة ثانية أبلغت الولايات المتحدة وبعض الدول في الشرق الأوسط بأنها سترد على أي هجوم جديد من جانب إسرائيل. بمعنى ان ايران ليست فقط جاهزة للضربة بل انها جاهزة أيضاً لرد الضربة. ولذلك نحن أمان مشهد حرب الرد والرد بين إسرائيل وإيران.
على ذمة تقرير نشرته شبكة NBC News الأمريكية يوم السبت الماضي، فإن إسرائيل ضيقت قائمة أهدافها المحتملة لتشمل البنية التحتية العسكرية والطاقة في إيران ولا يوجد ما يشير إلى أن إسرائيل ستستهدف المنشآت النووية أو تنفذ عمليات اغتيال. لكن هذا ليس القرار الأخير لإسرائيل لأنها لم تتخذ قرارات نهائية بشأن كيف ومتى ستوجه الضربة، لأنها في تشاور مستمر مع الولايات المتحدة، التي لا تريد، حسب المعلومات المتوفرة، أن تستهدف إسرائيل المواقع النووية أو حقول النفط الإيرانية. وقد تبين ذلك أيضا من المكالمة التي أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نتنياهو الأربعاء الماضي، وأخبره أن “رد إسرائيل يجب أن يكون متناسبا”.
الجديد على صعيد المنطقة فيما يتعلق بالضربة المنتظرة لإيران، أن الأردن وقطر والإمارات والسعودية أبلغوا الإدارة الأمريكية أنهم لا يريدون أن تستخدم الولايات المتحدة أو إسرائيل بنيتها التحتية العسكرية أو مجالها الجوي بأي عمليات هجومية ضد إيران. طبعا هذا كلام جميل وفيه جرأة.
وأخيرا… السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا لو أصرت الولايات المتحدة وإسرائيل على استخدام المجالات الجوية لهذه الدول الأربع لضرب إيران؟ سؤال بحاجة لجواب.