أرفض نظريّة: ” الغاية تبرّر الوسيلة”!
د. محمود أبو فنّه
تاريخ النشر: 14/10/24 | 17:03صاحب نظرية: “الغاية تبرّر الوسيلة” هو الفيلسوف الإيطاليّ مكيافيلي (1469 – 1527م) كما ظهرت في كتابه: “الأمير”، وبموجب هذه النّظريّة يحقّ للحاكم أنْ يلجأ لوسائل غير نبيلة وغير أخلاقيّة، مثل استخدام القمع والظّلم والاستبداد
ضدّ شعبه لتحقيق أهدافه!
والمؤسف أنّ هناك الكثيرين – غير الحكّام والزعماء السياسيّين – الّذين يطبّقون هذه النظريّة في حياتهم!
أمّا موقفي كان – وما زال – فهو: إذا كانت غايتُك ساميةً نبيلةً، فلتكن وسائلُك لتحقيقها ساميةً نبيلة!
هذا المبدأُ ترعرعتُ عليه منذ نعومة أظفاري، مقتديًا بوالديّ – رحمهما
اللهُ – وقد حرصتُ في حياتي، منذ كنتُ طالبًا أتعلّم، وفي جميع مراحل تعلّمي ودراستي، وعندما تزوجتُ وأصبحتُ أبًا لخمسة أبناء، وعندما عملتُ مدرّسًا ومحاضرًا ومفتّشًا مرشدًا للمعلّمين، حرصتُ في تعاملي مع الجميع على ترسيخ هذا المبدأ في نفوسهم، وأنْ يجنُوا ويكسبُوا ويرتقوا بفضل جدّهم وعرقهم، وأنْ يرفضوا تحقيق غاياتهم بالغشّ والتّزوير والوسائل غير النّبيلة!
صحيح، الكلّ يصبو لتحقيق غاياته والنّجاح في دراسته وعمله وعلاقاته مع الآخرين، ولكن يجب تحقيق ذلك باستخدام وسائل شريفة نبيلة بعيدًا عن الخداع والنّفاق والكذب، وبهذا السّياق أذكر موقفي من الامتحانات وكتابة الوظائف، فقد كنت أدعو إلى الاعتماد على الّنفس والحفاظ على طهارة الامتحانات وكتابة الأبحاث وعدم الغشّ والنّقل، واعتبرتُ ذلك واجبًا قوميًّا من الدّرجة الأولى!
وفي رأيي من يلجأ لأساليب فهلويّة ملتويّة للوصول إلى غايته، يتعوّد على ذلك، ويسيء لنفسه أوّلا، ولمجتمعه وشعبه كذلك.
أنّني أدعو للالتزام بقيم النّزاهة والطّهارة (في الامتحانات وغير الامتحانات) لا خوفًا من العقاب، بل بدافع داخليّ نابع من موقف خلقيّ يُمليه الضّمير الحيّ الواعي، وتغذّيه الكرامة والثّقة بالنّفس!