نفاق لإسرائيل وتجاهل لما يجري في لبنان

الاعلامي احمد حازم

تاريخ النشر: 15/10/24 | 14:19

المعروف تاريخيا ان فرنسا بالنسبة الى لبنان هي البلد الام. فكل اللبنانيين يتكلمون اللغة الفرنسية ويعتبرون فرنسا الدولة الحامية والداعمة لهم في وقت الشدائد وهذا ما شاهدناه من السفرات المكوكية لمسؤولين فرنسيين كبار، بما فيهم الرئيس الفرنسي ماكرون، ان كان ذلك بعد تفجيرات مرفأ بيروت أو خلال الخلاف الأخير مع إسرائيل حول الحدود البحرية وحول حقول الغاز في البحر الأبيض المتوسط، او حول الحرب الدائرة بين حزب الله وإسرائيل في الجنوب اللبناني بسبب أحداث السابع من أكتوبر.

السلوك السياسي الأخير لفرنسا خيب آمال اللبنانيين بها، وهم الذين ما زالوا يعتبرونها سنداً معنوياً لهم

وتوهمهم بأنها مهتمة بأمن لبنان، وتدعو إلى مؤتمر لدعم لبنان يوم الرابع والعشرين من الشهر الحالي. اسمعوا الحكاية:

وزارة الخارجية الفرنسية أصدرت بياناً مساء الأحد، ١٣ اكتوبر بعد العملية التي نفذها حزب الله على قاعدة بنيامينا العسكرية، وادّت الى وقوع عددٍ من القتلى والجرحى في صفوف القوات الإسرائيلية جاء فيه:

“لقد فجعنا بهجوم الطائرات المسيرة على قاعدة بنيامينا الذي أوقع العديد من الضحايا. اننا نعلن عن تضامننا مع الجرحى وأهاليهم من حيفا إلى صفد، ومن عسقلان إلى نتانيا أضحت إسرائيل منذ عام تقريباً هدفاً يومياً للقذائف والصواريخ والطائرات المسيرة، هذا العنف الذي لا يطاق، والذي يوقع الكثير من الضحايا في صفوف المدنيين بالدرجة الأولى، يجب أن يتوقف.”

طبعاً من حق فرنسا اتخاذ الموقف الذي تراه مناسبا ان كان ذلك إزاء بنيامينا، التي قتل فيه أربعة جنود وجرح حوالي سبعين شخصا، أو غيرها فهذا شأن داخلي خاص ولا اعتراض عليه، ولكن لماذا لم تتعامل فرنسا مع لبنان كما تعاملت مع إسرائيل التي قتل جيشها مئات المواطنين المدنيين في الجنوب اللبناني وهجر اكثر من مليون وربع مليون مدني لبناني ؟

البيان الفرنسي يدعو إلى وقف العنف ضد المدنيين الاسرائيليين ويتجاهل اي دعوة لوقف العنف ضد المدنيين في لبنان. فهل قرأتم عهراً أكثر من هذا العهر الفرنسي؟

وأخيراً…
هل تعرفون لماذا يطالب نتنياهو برحيل قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل) على الحدود بين لبنان وإسرائيل؟ الأمر واضح تماماً: الهدف ميداني يرمي إلى منع وجود القوات الدولية من تشكيل عائق امام حرية تحركات الجيش الاسرائيلي اليومية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة