تربية الماشية في المناطق السهبية
بقلم قرار المسعود
تاريخ النشر: 17/10/24 | 13:11 إن تطور تربية الماشية في المناطق السهبية لم تواكب ركب التنمية المنبثقة من البرنامج المعد من 2020-2024 مقارنة مع المشاريع التي إنطلقت في هذه الحقبة و أعطت تحولا ملحوظا و وجها جديدا للبلاد. في حقيقة الأمر تربية الماشية (أي الأغنام) كانت موردا هاما خلال الحقبة الإستعمارية في المنطقة تمويلا و تصديرا إلا أن المحيط الفكري للمنطقة لم يعطها دفعا أو نمطا جديدا تخرج منه و تتخلص من الأسلوب و المعاملة الموروثة في التربية بالطريقة التقليدية لتلبي حاجة المواطن المتزايدة.
أصبح فرض عين على كل الولايات التي تمتاز بثروة ما (سكيكدة الفرولة – خنشلة التفاح – بومرداس العنب – بسكرة التمر- كمثال) التخطيط و التطوير العصري لتلك الثروة الموجودة ليصبح تحولا واقعا. فمن خلال البرنامج المسطر في الخماسي و البرامج التكملية، أين تلح السلطة العمومية على تطوير الثروة الخاصة بكل ولاية قصد وضع قواعد أساسية للاقتصاد الوطني و الإستغناء عن الإستيراد. فما يلاحظ في الولايات السهبية، أن توفير المادة اللحوم الحمراء لم يلبي حاجة السوق كما كان عليه في السابق رغم سياسة الدعم و المرافقة من طرف الدولة ( إنشاء مذبحة جهوية بحاسي بحبح ولاية الجلفة، يعتبر رسالة للولايات السهبية في تطوير هذا المنتوج الذي تتميز به).
إن سوء وضعية تنمية الثروة المحلية تعدت إلى إستيراد اللحوم البيضاء هذه السنة لتلبية حاجة السوق. يتسائل البعض أين الخلل ؟ هل هو متعلق بالطريقة التقليدية لتربية الماشية ؟ أو لإزدياد عدد السكان و تقلص مساحات الرعي و ما يترتب عليها من مصاريف ؟ الكل متفق أن الوضعية تتطلب حلول تتماشى مع تطور المجتمع و أسلوب تطوير الاقتصاد. ربما يكون هذا راجع لخصوصية تفكير المنطقة و عدم تفتح الموال على طريقة عصرية تسمو بالمنطقة في هذا المجال من إنشاء الموال الناشئ و تحديد منطقة الرعي الخاصة به و تمويله و مساعدته من خلال تجارب الدول الرائدة في هذا المجال كأستراليا رومانيا مثلا.
ما يلاحظ أنه حتى البحث العلمي في هذا الجانب ضعيف رغم إنشاء الكليات في الجامعات و خاصة الولايات المعنية، ما زالنا لا نرى تغييرا في الواقع الميداني و بقيت مجرد النظريات المكتوبة لنيل الشهادة و لم يقتحم الموال الميدان بقناعة بنمط معين من خلال التحسيس بأهمية المتطلبات المفروضة مقارنة بما نشاهده في بعض الولايات التي تنفذ البرامج المخصصة لمنطقاتها.