إنهض أقول لك يا كنّة كي تسمعي يا جارة
هادي زاهر
تاريخ النشر: 19/10/24 | 13:35شاب في مقتبل العمر من دالية الكرمل، ينتهج أسلوب المدعو يوسف حدّاد في انتهاج سياسة الكاثوليكيّ أكثر من البابا الّذي أثار اشمئزاز حتّى اليهود التقدميين، والشّاب المشار إليه ينشر فيديوهات عبر تيك توك يدفع إلى الاستهزاء الذي دفع الصحفي اليهودي جدعون هليفي إلى القول ليوسف حداد من خلال برنامج تلفزيوني “نحن لا نحترم العملاء” ويظهر الشاب وهو يلف نفسه بالعلم الدّرزيّ وهنا يجب أن نضع الحدّ لكلّ من تخول له نفسه بالظّهور بأنّه يتحدّث باسم الجميع، على الأهل أن يوقفوا إزلاق أولادهم، والسّلطات الّتي تدفعه إلى ذلك سعيدة لأنّها تريد القول بأنّ لها شريكًا في ارتكاب موبقاتها الّتي تخطّت الخيال، يتحدّث بصيغة العاشق الولهان لسياسة إسرائيل، إنّ هذه الدّولة تعمل خارج القوانين الدّوليّة الأخلاقيّة
والإنسانيّة، تعمل بوحي قول أحد الأبوات الصهاينة من إنّه “إذا لم يكن لها عدو فعليها أن تخلق العدو كي يتكتّل شعبها” وهي الدّولة الوحيدة في العالم الّتي لم تقرّ لنفسها دستورًا كي تستمرّ في عدوانها وتوسيع حدودها، والأنكى أنّ هذا الفتى يتحدّث بلسان عشيرته كلّها، وكأنّ هذا ما ينقصنا متناسيًا بأنّ الطّائفة الدّرزيّة كأمّتنا العربيّة فيها الشّرفاء وفيها السّفهاء، وهنا أتذكّر ما كتبه البروفيسور يحنان بيرس في كتابه عن
شبكة العلاقات بين الطّوائف في إسرائيل، يقول: “نحن نشمئز إن لم نقرف من العربيّ المتملّق ونكن الاحترام كلّ الاحترام للعربيّ الوطنيّ” وكأنّ رئيس الدّولة السّابق البروفيسور إفرايم كاتسير “قد قال: إنّ كلّ ما نطلبه من عرب إسرائيل هو أن لا يقوموا مخالفات أمنيّة” وهكذا فان المسؤولين الرّسميين من الشّعب اليهوديّ يشمئزون من أسلوب التملّق أيا كان مصدره، وفي هذا السّياق أتذكّر أيضًا أنّي دُعيت لبرنامج تلفزيونيّ مع الصّحفيّ القدير يرون لندن وقبل البرنامج قال لي: “أنّنا نريد أن تتحدّث كما تعرف فعندنا من المتملّقين الدّروز بما فيه كفاية، كلّ من ندعوه من الدّروز يقول بأنّ النّبيّ شعيب (ص) زوّج ابنته صبّورة للنّبيّ موسى ونحن نعرف بأنّ لكم في ذلك رواية أخرى” كما أذكر بأنّنا عندما طالبنا بمياه للرّيّ في أراضي المقتلة واجتمعنا مع وزارة الزّراعة تحدّث أحد أعضاء الجمعيّة قال لمساعد الوزير: أنّنا دروز فأجبه وماذا يعني ذلك؟ فردّ عليه بالقول بأنّنا خدمنا في الجيش وأنّ أولادنا وأحفادنا يخدمون أيضًا، فقال له مساعد الوزير آنذاك المدعو ” تشابي” بالحرف الواحد وبحدّة: “أنّ هذا الحديث قديم وممل فقد سئمنا من مشاهدة هذا الفلم” وانتظرنا 35 سنة حتّى حصلنا على المياه وكانت الحجّة بأنّه يصعب ضخ المياه من السّهل إلى الجبل هذا في حين انّهم يمدّون عشرات الكيلو مترات
للمستوطنات العدوانيّة ذلك لأنّهم يريدون أن نترك الأرض ونعمل خدّامًا لديهم، من هنا ومن خلال تجربتنا الطّويلة مع الحكومات الإسرائيليّة نقول إنها استفردت بنا وأمعنت في ظلمنا ولعلّ قانون القوميّة خير مثال على ذلك، الضّبّاط والزّعماء الدّروز تذلّلوا حتّى الركوع من أجل إضافة جملة قصيرة على القانون وكانت الجملة عبارة عن “ما عدا من خدم في الجيش” رفضوا إضافة هذه الجملة حتّى!!! هل تعلم لماذا؟ إذا لم يسعفك
الادراك سأساعدك في الاستنتاج الصّحيح وهي أنّهم يعتبروك وبحقّ عربيّ فلسطينيّ وأنّ هذه الأرض، هي ملكًا للشّعب اليهوديّ، وأنّ مصيرك على المدى الوسط أو البعيد على كفّ عفريت، هذه هي الحقيقة الصّارمة الّتي لا نريد أن نستوعبها للأسف الشّديد..
من هنا يا أبني أقول لك إذا أردت البروز فها نحن نمنحك شحنة من ذلك ونخصّص لك مساحة نردّ عليك من خلالها وكان يمكننا أن نتجاهلك و”الحديث لك يا كنة كي تفهمي يا جارة” لأنّنا نحبّ أن يواكب شبابنا تطوّرات هذا الزّمن وينطلقوا بعصاميّة ويسمقوا في العلالي فلا تكسر مزراب العين، انصحك بأن تأخذ أمورك بيدك، بإرادتك وأن لا تتكئ على أسلوب المواربة والانحناء من أجل تحقيق أمالك كي لا يعلو ظهرك، فكفانا هذا الرّكوب على ظهورنا، أقول لك أدرس وأنطلق، اعتمد على قواك الذّاتيّة فلو نظرت إلى كافّة المجالات، خذ مثلًا المجال الطّبيّ في البلاد فهناك سترى بأنّ الكثير من الجرّاحين ورؤساء الأقسام في المستشفيات هم من المواطنين العرب، خذ مثلًا كبير علماء السّرطان في إسرائيل، ابننا جمال زيدان من قرية بيت جن، درس في الدّول الاشتراكيّة، وهم معادين لسياسة الحكومات الإسرائيليّة الّتي تبطش بنا، ورغم ذلك اجتهدوا وتقدّموا بعيدًا عن سياسة المسايرة الّتي تحاول أن تبرز فيها والّتي لن تفيدك وقت الامتحان فما سيفيدك هو مستواك العلميّ.. وإن حظيت باسلوك الهزيل بالطّبطبة على ظهرك، فهذا أسلوب عجوز قد ولّى إذ انّ من كانوا يقومون بالوساطة مع ال
رّعيل الأوّل في الدّولة قد ماتوا فلهم الرّحمة ولك من بعدهم طول البقاء واليوم يستقبلك قادم جديد من خلف البحار بالنّسبة له أنت مجرّد رقم! وشهادتك هي من تشفع لك لذلك دعك من الخزعبلات الّتي هي مجرد مضيعةٍ للوقتِ، وإن حظيت بأحسن الأحوال ببعض الفتات نتيجة لعملك. وفقك الله وأرشدك إلى الطّريق الصّحيح.