لا تراهنوا على أحد إن كنتم تعقلون
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 22/10/24 | 21:48أعرف أن أخبار قطاع غزة ولبنان هي الأهم في الوقت الحالي، وأعرف أن التطورات في هاذين الجزأين من العالم يحظيان بالمكانة الأولى لدى وكالات الأنباء وقنوات التلفزة العالمية، لأن الأمر يتعلق بالدرجة الأولى بإسرائيل. لكن لا بد من التطرق الى انتخابات الرئاسة الأمريكية الوشيكة التي يحشر العرب أنوفهم فيها مؤيدين للمرشحة كامالا هاريس ضد منافسها ترامب، وكأن هاريس “ستنشل الزير من البير” لصالح العرب، علماً بأن المرشحين ترامب وهاريس لا يختلفان في الخطوط العريضة للمنطقة وبالتحديد لإسرائيل. وهنا لا بد من توضيح نقطة مهمة وهي التفريق بين رغبتين في المنطقة العربية: رغبة الشارع العربي من ناحية، ورغبة الأنظمة العربية من ناحية أخرى،
أسبوعان فقط بقي على انتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجري في الخامس من الشهر المقبل. المنطقة العربية، تأتي في مقدمة المترقبين لهذه الانتخابات، لأن السياسة الخارجية الأمريكية، لها تأثير قوي في العديد من ملفات المنطقة.
خلال فترة التنافس بين المرشحين الأمريكيين للرئاسة الماضية، الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطي جو بايدن، أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “يو جوف” البريطانية، أن النسبة الأكبر من العرب، كانوا يفضلون فوز جو بايدن، على نظيره دونالد ترامب. وفاز بايدن فماذا فعل للعرب؟ لا شيء مطلقا بعكس ما فعله لإسرائيل وخصوصا في حربها على غزة. وهنا أريد أن أذكّر العرب الذين يراهنون على هاريس بأنها لا تختلف كليا عن ترامب فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي.
لا حاجة للتطرق الى ما فعله ترامب حلال فترة رئاسته ضد العرب عامة والفلسطينيين خاصة، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل خير دليل على ذلك. وبالنسبة للمرشحة هاريس اسمعوا ما قالته هذه المرشحة التي تعبر بصورة واضحة عن موقفها الداعم كليا لإسرائيل:
في عام 2017 ألقت هاريس خطابًا أمام المشاركين في مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) قالت فيه: ” طالما أنني عضو في مجلس الشيوخ للولايات المتحدة، سأفعل كل ما في وسعي لضمان الدعم الواسع والحزبي لأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس. ”
وتعارض هاريس حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات التي تستهدف إسرائيل، وكانت من رعاة قرار مجلس الشيوخ الذي اعترض على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2334، الذي يدين بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية باعتباره انتهاكًا للقانون الدولي. هل فهمتم الآن يا عرب ان لا فرق بين هاريس وترامب؟ وافهموا أيضا أن لا فرق بين الأفعى السمراء والأفعى الرقطاء فكلتاهما سامتان.
وأخيراً… يا عرب، لا تراهنوا على أحد المرشحين حليفا للعرب ان كنتم تعقلون، وقد تعلمنا من التاريخ أن كل مرشح للرئاسة الأمريكية يجب ان يكون مرضيا عنه من جانب اللوبي الصهيوني في أمريكا