يبيعون تراثهم في مزاد علني (والتراث شرف)… جاء دور خاتم حسن نصر الله

جاء في تحقيق نشرته مؤخرًا مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية أن صادرات إيران من النفط الخام وصلت في شهر سبتمبر الماضي، إلى 1.8 مليون برميل يوميا. وفي العام الماضي بلغت الإيرادات من وراء بيع النفط الخام بين 35 مليار دولار إلى 50 مليار دولار. وأضافت صادرات البتروكيماويات ما بين 15 و20 مليار دولار أخرى. وتعد إيران من القوى النفطية التقليدية في العالم خصوصًا أن دخلها من عائدات الطاقة يعتمد أكثر على تصدير النفط وليس الغاز، علمًا بأن إيران تملك واحدًا من أهم احتياطات الغاز الطبيعي في العالم.

وبالرغم من هذا الكم الهائل من صادرات النفط وهذه المبالغ الضخمة جدا التي تجنيها ايران من وراء مبيعات النفط، فإنها أقدمت مؤخرا على خطوة غريبة من نوعها وكأن الملياردات التي تجنيها غير كافية. فقد ذكرت قناة “أفق سيما” التابعة للاذاعة والتلفزيون الايراني عن عرض خاتم لحسن نصر الله في مزاد علني يبدأ بمبلغ 113 الف دولار.

ولكن ما هي قصة هذا الخاتم؟ النائب الايراني في مجلس الشورى الاسلامي مجتبى رحماندوست، أعلن في برنامج “بافق فلسطين” على شبكة افق الايرانية أن الخاتم تلقاه كهدية من حسن نصر الله خلال زيارته لإيران في شباط/ فبراير 2014، قناة العالم الرسمية تقول ان ثمن الخاتم سيعود ريعه للشعب اللبناني.

المعروف بل ومن العادات الاجتماعية بين البشر، ان الهدايا يحتفظ بها كذكرى من الذين يقدمونها احتراما لهم. فما بالك بهدية من حسن نصر الله. ولو كانت ايران “دولة موز” فقيرة تنظم مثل هذا المزاد للتبرع أو للحاجة لفهمنا الأمر. لكن أن تكون إيران إحدى أكبر الدول المنتجة والمصدرة للنفط تتخذ هذه الخطوة فهو أمر يدعو للتساؤل خصوصا أن صاحب الخاتم كان في حياته “الابن المدلل والمطيع” لجمهورية الملالي.

على كل حال لم أستغرب هذه الخطوة الإيرانية بالتخلي عن خاتم نصر الله. فإيران سبق لها أن عرضت جزأ من تاريخها والتاريخ عند من يفهمه هو كرامة. فقد أعلنت ايران عن نيتها إقامة مزاد علني عبر الإنترنت لبيع بعض كنوزها التاريخية النفيسة. صحيفة “التايمز” البريطانية، ذكرت ان من بين القطع الأثرية التي سيتم بيعها في المزاد، قلعة راين التي يتجاو عمرها الألف عام. وتقع في مقاطعة كرمان، وذلك ضمن 19 موقع تراثي تاريخي إيراني إضافة إلى بيع بعض جزرها ومقاطعة خوزستان فضلًا عن بعض الأصول الحكومية الأخرى.