ايران بين ابتلاع الضربة أو رد يحفظ ماء الوجه
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 27/10/24 | 16:47في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، شنت ايران هجوما على إسرائيل باستخدام نحو 200 صاروخ باليستي، في رد فعل على عمليات اغتيال وهجمات استهدفت إسماعيل هنية وحسن نصر الله، إضافة إلى قادة عسكريين إيرانيين، الأمر الذي أثار توقعات بنشوب حرب إقليمية واسعة. وفي أعقاب الهجوم الإيراني ، توعد نتنياهو إيران بدفع الثمن باهظا، فيما أعلنت واشنطن أنها ستعمل مع إسرائيل لضمان مواجهة إيران.
ومنذ ذلك الوقت تكاثرت حرب التصريحات والتهديدات بين الجانبين، آخرها توجيهات صاحب القرار النهائي في ايران المرشد الأعلى علي خامنئي للحرس الثوري بوضع عدة خطط عسكرية للرد على أي هجوم إسرائيلي. الخطط على ما يبدو قيد الدراسة. وحسب المعلومات المتوفرة تشمل الخطط إطلاق ما يصل إلى ألف صاروخ باليستي تجاه إسرائيل، إذا تسببت الضربات الإسرائيلية في أضرار جسيمة أو خسائر بشرية كبيرة، بمعنى أن حجم الرد الإيراني سيكون متناسبا مع حجم الأضرار التي تسببها إسرائيل وسيكون حتما ردا قاسٍا اذا استهدفت إسرائيل للبنية التحتية النفطية ومنشآت الطاقة أو المواقع النووية، أو اغتيال قيادات إيرانية.
الرد الإسرائيلي وقع فجر السبت بعد 25 يوما من الضربة الإيرانية لإسرائيل. الإذاعة الإسرائيلية ذكرت أن عشرات المقاتلات شاركت في هجمات على أهداف بطهران ومشهد ومحطة للطاقة بكرج. وكالة “تسنيم” الإيرانية قالت ان “إيران، كما أعلنت سابقا، مستعدة للرد على اعتداء من قبل إسرائيل، وانها تحتفظ بحقها في الرد، ولا شك أن إسرائيل ستتلقى ردا متناسبا على أي عمل”.
نحن الآن في الحالة الإسرائيلية الإيرانية وكأننا في درس رياضيات يتعلق بالعدد الدوري أو العشري وهو عدد له نمط تكراري، وهذا ما يحصل مع اسرائيل وايران. الهجوم يتكرر مرة من هذا الجانب ومرة أخرى من الجانب الآخر. ولكن إلى متى ستبقى هذه الحالة؟ وهنا أيضا يكمن السؤال الأهم: كيف تفهم ايران هذا الهجوم الإسرائيلي مع الإشارة الى ان قناتي (إن.بي.سي) و(إيه.بي.سي) الإخباريتان الأمريكيتان نقلا عن مسؤول إسرائيلي أن الهجمات الإسرائيلية على إيران لم تشمل منشآت نووية أو حقول نفط إيرانية، وأنها ركزت على أهداف عسكرية.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، قال أن إسرائيل نفذت “ضربات دقيقة ومحددة على أهداف في مناطق مختلفة في إيران وأن هذه الأهداف شملت منشآت لتصنيع الصواريخ ومنصات صواريخ أرض-جو وقدرات جوية أخرى وأنها ستكون قادرة على “اختيار أهداف إضافية منها وضربها إذا لزم الأمر”. فهل تعتبر ايران رد إسرائيل ضربة قاسية يستحق الرد بإطلاق ألف صاروخ على إسرائيل كما أعلنت ايران أم هو هجوم عادي يمكن الرد عليه على طريقة حفظ ماء الوجه؟
ايران وحسب محللين عرب وأجانب ليست في وضع يسمح لها بالدخول في حرب فعلية مع إسرائيل لأن ايران يهمها بالدرجة الأولى الحفاظ على نظامها الذي تعتبره ايران قدس الأقداس. وكان الخميني مؤسّس الثورة الإيرانية، قد أطلق شعار الحفاظ على النظام الإيراني بعد ثورة عام 1979. وقال في إحدى خطبه “إنّ “الحفاظ على النظام الإسلامي الإيراني من أوجب الواجبات، وهو أهمّ من الحفاظ على حياة الإمام المهدي”. وهذا يعني بدون شك أنّ بقاء النظام الإيراني هو أهمّ من كلّ شيء وحتى فلسطين وكلّ الدول العربية.
وأخيرا…
ولذلك من غير المعقول ان تجازف إيران في حرب مع إسرائيل التي تدعمها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لأن ذلك من الممكن ان يكون نهاية حكم الملالي.