موتي يبشٍّر بالحياة.!

يوسف جمّال - عرعرة

تاريخ النشر: 03/11/24 | 15:48

متُّ في توالي أيامي مرّات
ومرّات
وقمت من موتي الى الحياة
مرّات ومرّات
مرّات .. ومرّات
متُّ وحييّت حتى اعتدت على الموات
والقيام الى الحياة
متُّ جنيناً قبل أن أولد
فولدت حيّا يصنع الحياة
متُّ رضيعاً
فحبوت ومشيت والتحقت بالرماة
متُّ وأنا تحت ظلال الخيمات
فقلعتها وسرت في طريق الأيام
عائداً الى مابع الشّام
القادمات
متُّ غريب الديار
فحييت على عشقها
فكتبت لها الأشعار
متُّ أبحث عن ظلً يظلِّل
فراخي الصغار
فطاروا يغرِّدون للقفار
ويعمًّرون الدِّيار
أقوم من موتي
من الدمار الى العمار
من بين الجمار
الى أختراق الحصار

*****
متُّ واقفاً قاعداً نائماً
متُّ ماشياً راكباً
محارباَ
متُّ مشرَّداً
غريباً لاجئاً
ولكني كنت دائماً أقتل موتي
و أقبره في المقابر
ولا أصلّي عليه صلاة الغائب
وأعود الى حديقتي لأزرع فيها أقحوان
**********
فيَّ أرواح لا تعدُّ
إذا ما مات منها واحد
ولدت فيَّ أرواح
قبوري مزروعة في كلّ البلاد
تملأ الأرض كفاح
وأنفاسي تنشر الحياة في كلِّ الجهات
وموتي أرواح تبشِّر بميلاد الحياة

********
دمي سرمديُّ
يموت
ويتجدّد باستمرار
ينزف ويبني نفسه من جديد
فهو صلب كالحديد
فإذا كسر يلتحم
وإذا صدئ يلمّع
وإذا جفَّ ينبع
من جديد
*********
روايات موتي وحياتي تملأ المجلّات
محفورة على جدران المغارات
منحوتة على صفحات الذكريات
مصلوبة على صليب العودة
موتي ..
يسري في طريق الآلام
ويعرج بعدها حيّاً الى السماوات
ويلتقي هناك بالأنبياء
تحت ظلال خمائل الجنات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة