هل أصبحنا عرب الـ “العبرية؟ “… اللغة هوية فلا تفقدوها
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 06/11/24 | 14:20في زياراتي العديدة لدولة الجزائر، والتي كانت غالبيتها في سنوات الثمانينات والتسعينات، كنت ألمس كل مرة أن الشعب الجزائري لا يزال مرتبطاً باللغة الفرنسية ويفضلها على العربية. حتى أن الجزائريين في حياتهم اليومية يتحدثون مع بعضهم البعض بلغة هي “خلطة” بين اللهجة الجزائرية واللغة الفرنسية. وأذكر عندما كنت في زيارة للجزائر عام 1990 أني التقيت بالسياسي محفوظ نحناح رئيس “حركة المجتمع والسلم” وهي حركة ذات توجه إسلامي، وطرحت عليه السؤال حول سبب سيطرة اللغة الفرنسية على المجتمع الجزائري. فقال لي بصراحة: ” أن المشكلة في شعبنا وهو المسؤول عن ذلك، فليس لدى شعبنا النية في التحدث بلغة عربية نقية من المفردات الفرنسية ”
أتذكر قول الراحل نحناح دائما، لأنه ينطبق على مجتمعنا العربي. أأنا لست ضد تعليم لغة ثانية أو ثالثة ورابعة ولكن ليس تفضيلها في الحياة اليومية على لغتنا العربية واستخدام مفردات عبرية حتى في البيوت والمحلات التجارية والمقاهي. سألت مدرسا للغة العربية عن سبب ذلك فأجابني برد غير مقنع بالقول:” نحن نعيش معهم وبالتالي مجبرون على التحدث بها. الجواب غير منطقي. نعم، المواطن العربي مجبر على التحدث بالعبرية مع اليهودي، لكنه ليس مجبراً على استخدام مفردات عبرية في بيته ومع جيرانه وأصدقائه.
كثيرا ما أرى على منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أسماء عرب باللغة العبرية. لماذا؟ وكثيرا ما أسمع عربا يتحدثون مع بعضهم بالعبرية فهل هذه “عقدة الخواجا؟” ثم هل رأيتم يهودياً يكتب اسمه بالعربية على منصة فيسبوك أو غيرها؟ فلماذا نحن نفعل ذلك؟ والشيء المؤسف اني أرى في بلداتنا العربية لافتات كثيرة جدا لأسماء محال تجارية باللغة العبرية فقط. فهل أصبحنا عرب الـ “العبرية؟” ألا يكفينا حمل اسم “عرب إسرائيل؟”
هؤلاء الذين يفضلون العبرية على العربية أقول لهم ان اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم أفضل كتاب أنزل، ولسان الرسول الكريم أفضل نبي أرسل. قال ابن القيم عن اللغة العربية في كتاب أحكام أهل الذمة : وقد أنزل الله بها أشرف كتبه ومدحه بلسان عربي.
اللغة العربية هي من أجمل لغات العالم والمفروض الافتخار بها لأن اللغة هوية وانتماء. يقول الدكتور أحمد الجنابي في دراسة له بعنوان “أهمية اللغة العربية في صراع الهوية” أن الهوية اللغوية هي إحدى مكونات الهوية الوطنية الموضوع الأب والموضوع الأم هو هوية الأمة والموضوع الابن هو الهوية الثقافية والموضوع الحفيد هو الهوية اللغوية.
وأخيراً… صحيفة التايمز البريطانية نقلت عن مستوطنة اسمها غيفين تريفيتس قولها: “ان أصوات القصف على غزة مهدئة لي وتدعو للراحة وإنها موسيقى تطرب أذني”. بدون تعليق لأن سيف قانون الطوارئ مسلط على رقابنا.