د.سمير صبحي: المشاركة في بعثة لألمانيا للاطلاع على جهاز التربية والتعليم
تاريخ النشر: 08/11/24 | 19:38*إلى أهلي في بلدي*
*د. سمير صبحي – رئيس بلدية ام الفحم*
شاركت هذا الأسبوع ضمن بعثة إلى العاصمة الألمانية برلين، نظمتها مجموعة “مجدالور” (מגדלור) لعدد من القيادات والرؤساء وكبار الموظفين منهم: مديرو مكاتب حكومية سابقًا، موظفون كبار في جهاز التربية والتعليم، أعضاء كنيست، رؤساء جمعيات عاملة في مجال التربية والتعليم، أكاديميون يمثلون جامعات وكليات، رؤساء سلطات محلية حاليًا وسابقًا وغيرهم.
وقد تمّ تقسيم البعثة إلى مجموعات عمل، وفق اختصاصهم، فكانت لرؤساء السلطات المحلية والحكم المحلي مجموعة عمل ومجموعة أخرى للمهنيين والمختصين في مجال التربية والتعليم وأخرى للعاملين في السياسات التربوية، وقد شارك في الزيارة التعليمية إضافة لي، الأستاذ سليمان العمور، مدير عام مجموعة أجيك، الامر الذي يجعل مطالبنا في مجال التربية والتعليم لمجتمعنا العربي حقيقية وموضوعية في ذات الوقت، لخصوصية المجتمع العربي في البلاد.
وهدفت الزيارة إلى برلين للتعلّم عن قرب والاطلاع على جهاز التربية والتعليم الألماني ما بعد الحرب العالمية الثانية، وما بعد سقوط جدار برلين، من حيث المفاهيم التربوية، العلاقات بين الأطراف ذات الصلة، مستوى التعليم، وفحص إذا كان بالإمكان تطبيق هذا النموذج في البلاد، مع الخصوصية لكل بلد وثقافته ولكل مجتمع وثقافته. والهدف الأسمى لهذه الجولة هو تحضير ورقة عمل بهذا المجال للمسؤولين في مجال التربية والتعليم في وزارة المعارف، والتطرق ضمن هذه الورقة لخصوصية المجتمع العربي في البلاد.
وقد استمعنا إلى عدد من المحاضرات بهذا الخصوص من محاضرين ومختصين في عدد من المواضيع منها: سياسة التربية والتعليم ومبنى نظام التعليم السياسي للديموقراطية في المانيا، تاريخ التعليم السياسي في المانيا، وضع المجتمع الألماني من ناحية الديموقراطية، صعود اليمين المتطرف والوضع السياسي في المانيا، التعليم غير المنهجي في المانيا، هندسة الوعي والروايات التاريخية، الديموقراطية الليبرالية في أوروبا، وظائف الصناديق السياسية مثل صندوق فريدريخ إفرت وصندوق كونراد آدنأور، منظمة المعلمين والمعلمات في برلين، تصميم الذاكرة ومجابهة آثار الماضي، تدريس التاريخ في المانيا، علاقة السلطة المركزية بالحكم الفيدرالي المحلي، التبرعات والمجتمع المدني، وضع الديموقراطية والمجتمع الألماني، لجنة التربية البرلمانية وتحديات الديموقراطية وتحديات التعليم السياسي وغيرها.
وقد اطلعنا خلال الجولة في برلين على مواضيع ذات العلاقة والصلة بالتربية والتعليم منها: الميدان السياسي، التبرع والعطاء، الحكم المحلي، تأهيل المعلمين والأكاديميا، حقل التربية والتعليم، المكاتب الحكومية التي لها علاقة بالتربية. وخلال تواجدنا في المانيا قام المستضيفون لنا في المانيا بتنظيم جولة للبعثة في وزارة العائلة الألمانية والتعرف على جناح الديموقراطية في الوزارة حيث التقينا بوزيرة العائلة هناك، وكذلك جولة للبرلمان الالماني البونديستاج بمشاركة عضوة اللجنة البرلمانية الالمانية للتربية والتعليم.
بهذا السياق أؤكد على أننا استمعنا إلى وجهات نظر مختلفة بكافة الجوانب، خاصةً أن الثقافةَ الألمانيةَ تختلف عن ثقافتنا وتحدياتنا في هذه البلاد كمجتمع عربي يعاني من الكثير من المعيقات والمشاكل والرواية الخاصة به في هذه البلاد، إلى جانب النقاش حول هويتنا العربية الفلسطينية في جهاز تربية وتعليم إسرائيلي، الأمر الذي يحتّم علينا تقديم طلبات كثيرة من المسؤولين في هذه البلاد عن التعليم وعلى رأسهم وزارة المعارف من ضمن ذلك: العمل على إقامة مديرية وسكرتارية تربوية للتعليم العربي تتمتع بمكانة واستقلالية وموارد متساوية كما هو الوضع مع التعليم الديني – الرسمي في المجتمع اليهودي، نظام تربوي يتناسب مع مميزات المجتمع العربي، والأدوات والآليات والموارد التي تكون بين أيدينا لتحقيق هذه الأهداف، منها مشاركة لجان أولياء أمور الطلاب ومجالس الطلاب باتخاذ القرارات التربوية، مشاركة القطاع الثالث والمجتمع المدني كذلك بسيرورة العمل والفعاليات في المدارس، كذلك مشاركة طلاب الجامعات والأكاديميا في صياغة الرؤيا التربوية، إيجاد أطر تعليمية – تربوية استمرارًا لما بعد المرحلة الثانوية، لإيجاد تواصل بين المدرسة والجامعة والتشغيل بعد ذلك، إمكانية إيجاد استقلالية ذاتية للسلطة المحلية مع المدارس والأهالي والطلاب لصياغة المضامين للتعليم غير المنهجي، الحفاظ على الميزانية التفاضلية للمدارس العربية، لتقليص المسّ بالطلاب العرب بالموارد التي بين أيديهم، استقلالية السلطة المحلية باختيار المعلمين والمديرين وعاملي التربية والتعليم بدون علاقة لوزارة المعارف، ودعم الهيئات التمثيلية المهنية كلجنة متابعة قضايا التعليم العربي.
هذا مع الإشارة أن مشاركتنا بهذه البعثة جاءت بالتنسيق مع المستوى المهني في اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ولجنة التربية المنبثقة عنها لعرض مطالب واحتياجات وتحديات المجتمع العربي.
لا شك أن هذه خطوة مباركة وجيدة، كبداية لسماع صوتنا في هذ المجال الذي يعتبر مجالًا أساسيًا لتربية الأجيال وتخريج القيادات والانطلاق بمجتمعنا قدمًا نحو المعالي وإخراجه من براثن العنف والجريمة التي يغرق بها.
*تهنئة ومباركة لطلاب الجامعات والكليات بافتتاح السنة الدراسية الجديدة*
مع انطلاق السنة الدراسية الأكاديمية الجديدة 2024/2025 هذا الأسبوع في البلاد، نهنّئ طلاب الجامعات والكليات والمعاهد العليا من بلدنا ام الفحم ومن المجتمع العربي جميعًا. نرجو أن تكون هذه السنة مليئة بالنجاحات والتفوق والإبداع. هذه فرصة لاستكشاف الذات وتطوير القدرات وصقل المهارات. نتمنى لكم عامًا دراسيًا مثمرًا مليئًا بالطموحات والإنجازات، ومكللًا بالتفوق والتقدّم نحو تحقيق أحلامكم وأهدافكم. كل التوفيق والنجاح!
المانيا النازيه لا تستحق شد الرحال اليها مهما كان ولاي سبب