هل أنا مغفل، أم لست في عالمي ؟
بقلم قرار المسعود
تاريخ النشر: 13/11/24 | 7:17
أتحسس كل يوم من خلال مخالطتي لمجتمعي و احتكاكي به و غالبا ما يسبب هذا النقاش في الرؤى بشأن الأحداث العامة اختلافا معه، و عند ما يكون النقاش حادا أعاتب نفسي على أنني المخطئ أو ثقافتي غير كاملة أو درايتي لا تحيط بما يجري في عالمي يوميا. لكن عندما أتدارك عقلي أجد أن الصواب غالبا ما يكون حليفي. فأتعجب و أخاطب نفسي مرة أخرى ، هل أنا المخطئ فعلا في تصوري للواقع أو لأنكِ دائما لا تريدين اليقين ؟ فتجيبني: إسأل عقلك. فأحلل الأمر أو المسألة من أوجه مختلفة و أرى خارج نطاق مجتمعي الذي أعيش فيه فأتيقن بوجود نسبة عالية تشاطر تصوري. فهل بات من الضروري، تجنب المخالطة أو محاربة الجهل حتى ينتصر العلم ؟.
لا يتعجب القارئ الفاضل من العنوان بل يتعجب من الوضع و التناقض الذي نعيش فيه و نتجاهل المسير الحكيم لشؤونه و تقديره لكل شيء. فالمسألة مسألة سنة إلاهية و لكن ننسى المسببات البشرية التي نحن ملزمون بها. يقول سيناك : الزمان يداوي ما لم يستطع عليه العقل. هل هذا المثل ينطبق عليٌ أم على محيطي ؟. هناك مَنْ يستوعب مِنْ الإشارة و هناك مَنْ لا يستوعب مِنْ ضرب الحديد. هل هو القدر المكتوب أم القدر المفروض ؟.
– أنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: في قارة بها أكثر من عشرين دولة، لو تستورد حبة موز تباع بسعر واحد متفق عليه و تصدربنفس النمط.
– أنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أن بلادي تسعى أن تطعمني من أرضي و لا من أرض غيرها.
– أنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أنها تريد حمايتي بأولادي لا من غيرهم.
– أنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: يقول قائل أن ما أنجز في بلادي في عامين إثنين لم ينجز في عشرين سنة.
– أنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أن بلادي وضعت وديعة الشهداء خط أحمر لأعيش حرا و مستقرا و مطمئنا.
– أنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أن بلادي كان لها أرباب في التموين من الخارج على حساب القدرات المحلية في الأشغال الكبرى و الإستغلال المنجمي و الطاقوي لتصبح لهم و المجتمع عبيد.
– أنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أنه قديما كا يحجب الإعلام على المناطق الداخلية و لا نعلم شيء عن تسيير بلادنا و ما ينفعنا.
– أنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أن هناك مخطط لطمس ذاكرتنا و أبطالنا و تاريخنا
– أنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أن ميثاق حقوق الإنسان المقدس من 1945 مبني على تمجيد أهل المحرقة و إحترام ساميتهم.
– أنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أن دولة بحجم شارع عضو في الأمم المتحدة مقابل دولة تحارب من أجل إستقلالها منذ قرن و ليس لها الحق في الإستقلال و لا العضوية.
– أنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أنك لا يجب أن تفهم و إذا فهمت عليك أن تنُضم إلى الغرب ليستفيد من قدراتك.
– أنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: كل ثروات بلادي كانت مستغلة من طرف الأجانب و كان شباب بلادي يموت في البحر.
– أنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أن بلادي كانت تمول أوروبا بالقمح و اللحم.
– أنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أن بلادي كانت تسيرها عصابة و أنا أصفق لها.
– أنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: كنت مخذر بالشعارات الغربية لا بالواقع.
– أنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أنني كنت جزء من هذه المسرحية
أليست هذه حالتي، أم هي حال مجتمعي و مجتمعات المعمورة ؟
في بيان المعقول تهتز العقول و يبرز المفعول و يظهر المذلول و ينبطح المخذول، فأين أنتم يا أهل العقول؟. من هذه العبارة نطرح سؤال، هل من عبقري يستطيع أن يبين و يشرح بأمثلة بسيطة و مفهومة حتى يدرك المواطن الكريم ماذا ينبغي عليه أن يبادر به في الظرف الحالي اتجاه بلده و شعبه؟