نظرة إلى الواقع الأليم

بْقَلَمّ النّاشْطّ الأجْتّمَاعِي كمال دراوشة ابو مالك

تاريخ النشر: 17/11/24 | 18:16

(عندما اكتب أكتب بنظرة إجتماعية عامة )

*أطلتُ النظر إلى واقعنا الذي تزاحمت فيه العداوات والخصومات، فكدتُّ ألا أرى من يخاصم بشرف ونُبل ومروءة، إن هي إلا جذوة الخلاف تبدأ في الاشتعال، حتى يكون الفُجّر في الخصومة والاستطالة في الأعراض، واستباحة الكذب والبهتان، لإظهار قبح الآخرين.
،وهذا يُعتبّر أحد الأمراض الاجتماعيّة في غياب الوعي الديني والأخلاقي ، وإحدى خِصَال النفاق
فأين خصومة الفارس الذي كان يترفّع عن قتال الأعزل ويغمد سيفه ؟
والذي كان يقاتل الخصم ثم يصون شرف المقتول ويكرم أهله ونساءه..
كان ذلك في زمن سادت فيه القيم والأخلاق الرفيعة .
*نعم نُقرّ بأن الاختلاف بين البشر أمرٌ كوني واقع لا محالة، ! والعداوة بين الناس لا إرادة !!، ولكن حتى البُغض والكره له أدب وقيم .
ليس معنى أن أختلف معك أو أبغضك أن أقوم بنسف كل فضائلك، أو أن أجمع كل المساوئ بحق وبغير حق في شخصك.
البعض إذا خاصمّ مَنّ كان لهُ مُقرّبا، ينقلب فيعامله كالزوجة التي تُكَفّر الزوج الذي أحسن إليها دهرا، وتقول له “ما رأيتُ منك خيرا قط”، فليس ذاك للأحرار بخُلق، وقديما قالها الشافعي: “الحرّ من راعى وداد لحظة، أو انتمى لمن أفاده لحظه”، فيا لضيعة وداد اللحظات، ويا لجُحد فوائد اللفظات.
*وأما إذا كان العداء على إنسان أصيلا، فحدّث ولا حرج عن البهتان والزور ،
ورشق الآخرين بما ليس فيهم، والسقوط كالذباب على عثراتهم وعيوبهم التي لا تُذكر أصلاً .
إننا مطالبون بالشرف والنزاهة في الخصومة حتى مع الظالمين، نُبيّن ظلمهم، ونكشف مساوئهم، لكن لا نتجاوزه إلى اختلاق التّهم ورشقهم بها زورا، ليس لأن الظالمين أهلا لذلك، ولكن هذا ما يليق بنا كأمة الوسط والعدل والإنصاف، فلو كان الخصم جائرا وظالما، فما ذنب أُمّه أو ابنته كي تُسبّ ويُنهش عرضها؟
الفُجُّر في الخصومة دليل على فقدان احترام الذات، فمن يُقدر ذاته ويحترمها، يترفّع عن إتيان هذه الحماقات والسفاهات.
فيا بني دمي وديني، حتى الساموراي يقتسم الضربة الأخيرة مع خصمه المهزوم بمُنتهى النُبل والشهامة.
فَكّوُنّوُا خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ

تعليق واحد

  1. قال رسولُ الله ﷺ: ما أصاب أحدًا قطُّ همٌّ ولا حزنٌ فقال: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسمٍ هو لك، سميتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقك، أو أنزلتَه في كتابك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك؛ أن تجعل القرآنَ ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همِّي؛ إلا أذهب اللهُ همَّه وحُزنَه…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة