قادة حماس وأزمة الإقامة… من يقبل بهم؟

الاعلامي احمد حازم

تاريخ النشر: 25/11/24 | 12:25

قادة حماس يمرون اليوم في أزمة إقامة خانقة بعد الضغط الذي مارسته أمريكا على قطر لإخراجهم من الدوحة وإغلاق مكتب حماس فيها. والسبب في ذلك يعود الى ادعاء آمريكا وإسرائيل بأن حماس مسؤولة عن فشل المفاوضات حول الأسرى ووقف الحرب. هم يطالبون بإخراج قادة حماس بتهمة إفشال المفاوضات عقباً لهم. ولكن، كم مرة أفشل نتنياهو المفاوضات؟ وكم مرة تراجع نتنياهو عن تفاهمات سابقة مع الوسطاء بهذا الشأن. فلملذا لم يتام لتخاذ أي إجراء بحقه؟ ثم لماذا أمريكا هي صاحبة القرار في شأن داخلي قطري؟

من ناحية منطقية وقانونية فإن قطر هي المسؤولة عن كل أجنبي موجود على أراضيها وليست أمريكا، إلاّ إذا كالنت قطر لا تزال مستعمرة أمريكية وليست مستقلة بعد. لكن يبدو بشكل واضح أن المنطق والسياسة خطان متوازيان لا ولن يلتقيا والمصالح هي العنوان الرئيس للسياسة.

صحيح أن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، قد صرح خلال مؤتمر صحافي في الدوحة بأن “قياديي حماس الذين هم ضمن فريق المفاوضات، ليسوا الآن في الدوحة، ويتنقلون بين عواصم عدة” لكنه أوضح من جهة ثانية كتبرير لعملية الإغلاق أن “مكتب حماس في الدوحة تأسس من أجل عملية الوساطة ومن الواضح أنه عندما لا تكون هناك عملية وساطة فإن المكتب نفسه لا يكون له أي وظيفة” لنفترض أن هذا الكلام هو صحيح، فلماذا لم تعلن قطر عن ذلك مسبقاً أي قبل الطلب الأمريكي بطرد قادة حماس علماً بأن ؟ لكن تبرير الأنصاري هو محض كذب وغير صحيح بتاتاً، لأن مكتب حماس موجود في الدوحة منذ العام 2012 بمباركة من الولايات المتحدة،

السؤال المطروح الآن: من يقبل بقادة حماس ضيوفاً؟ هناك دولتان مرشحتان للاستضافة وهما إيران وتركيا، بعد أن تخلت سوريا عن استضافتهم نتيجة خلاف سياسي بينهما. خيار الاستضافة المتاح حاليًّا هو إيران، التي تدعم الحركة، لكن إيران لها أيضا مصالحها مع الولايات المتحدة حتى وان كانت تعتبرها “الشيطان الأكبر” فالمصالح شيء والشيطان شيء آخر. لذلك من المتوقع أن تكون الاستضافة لبعض القيادات وليس بشكل جماعي، وعلى نحو مؤقت، حتى معرفة شؤون المفاوضات المرتقبة حول مصالح إيران مع أمريكا ترامب.

وماذا بشأن تركيا؟ قد يكون هذا الاحتمال أكثر تصديقاً وقبولاً ولا سيما بعد الزيارة التي قام بها أمير دولة قطر تميم بن حمد لتركيا، والتي قيل انها تناولت ملف وجود حماس في تركيا. وبعد زيارة أمير قطر لتركيا، سارع رونين بار رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) الى السفر لتركيا للقاء زميله التركي إبراهيم كالين لبحث إمكانية قيام تركيا بدور الوساطة بين اسرائيل وحماس وبحث مواضيع أخرى استنادا لوسائل اعلام عبرية.

لكن من غير المعقول أن تسمح تركيا بانتقال قادة حماس اليها، لأن تركيا عضو في حلف الأطلسي العسكري (الناتو) الذي تتزعمه أمريكا وهي في هذه الحالة بحاجة الى موافقة أمريكية مما يعني ضمنياً موافقة إسرائيلية.

وأخيراً… لم يبق في المنطقة العربية سوى العراق واليمن لاستضافة حماس والدولتان بحاجة أيضاً الى موافقة إيران

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة