أهمية الإفطار للطفل
تاريخ النشر: 28/11/11 | 21:37لما كانت حياة أطفالنا تقليداً وعادة في كل شيء، كان لابد للأم الحريصة على أن تنشئ أبناءنا تنشئةً سليمة أن تحرص على كل ما يدعو لسلامة طفلها سواء على الصعيد الاجتماعي أو الصحي أو التحصيل الدراسي، فالأم هي الأقدر على أن تضبط نظام حياة طفلِها، ومن بين العادات التي لابد للأم أن تعوِّد طفلها الطالب عليها “عادة تناول طعام الإفطار” مهما كانت الظروف، فلا تجعل البرد – مثلاُ- عائقاً لاستيقاظها مبكرةً فتضيع الوجبة على طفلِها، ولا تجعل السهر الطويل أيضاً يؤثر على ذلك.. وغيره فباختصار، إنّ وجبة الإفطار ضروريةٌ جداً للطفل، وبها ينمو الطفل سليماً بدنياً وذهنياً..
السيدة أم محمد ترفض أن يذهب طفلها محمد في الصف الأول الابتدائي إلى مدرسته إلا بعد أن يفطر، فتقول:”ولتسهيل مهمته هذه خاصة وأن الشهية لا تكون مفتوحة كل صباح، سعيتُ إلى تعويد محمد على تلك العادة قبل أن يدخل المدرسة، وقبل أن أخرج إلى عملي، وإن تأخر بي الوقت، أُعدّ له “ساندويتش” ليأكله وهو في طريقه إلى المدرسة.
وعلى النقيض، تكتفي أم عبد الرحمن بإعداد ساندويتش لطفلها الطالب “عبود” ليتناوله في الفرصة لتصبح تلك العادة أمراً لا يمكن تغييره في حياته، إذ لا مكان لوجبة الإفطار قبل ذهابه للمدرسة.
بينما أم أيهم ترى الأمرّين في إطعام البيضة لابنتها “رهف” في الصف الأول الابتدائي فحسب قولِها:”منذ صغر “رهف” وهي ترفض تناول البيضة وفي كل يومٍ يمرّ أقول لنفسي :”ستكبر وتطلب الطعام بنفسها”، لكنها لم تفعل قط، حتى رحت أُجبِرها على تناول البيضةَ منذ أول يوم للدراسة، وكثيراً ما اضطررت لتعنيفها وأحياناً حرمانها من المصروف”.
وحسب قولها فإن أم أيهم تتصرف بتلك الطريقة خوفاً على ابنتها من تدهور صحتها ولأنها تعلم أهمية وجبة الإفطار وأن النمو العقلي والحركي لا يكون إلا بالغذاء الصحي.
الدكتور ماهر نصار اختصاصي التغذية ومشاكل نقص الوزن أشاد بالأم التي تحرص على تناول ابنها لوجبة الإفطار لأن ترسيخ تلك العادة قبل الذهاب للمدرسة أمرٌ يقع على عاتق الأم، وأكَّد أهمية تلك الوجبة وأثرها على التحصيل الدراسي قائلاً:”لابد للطفل الطالب أن يذهب للمدرسة متناولاً لوجبةٍ مفيدة، كي تمدّه بالطاقة فهو يحرق السكر بطريقة أسرع من الكبار لكثرة حركته، لذا فهو بحاجة لوجبة كاملة فيها السكريات والسوائل، لأن الطفل في الطفولة في مرحلة بناء ونمو بدنيّ وذهنيّ”. مضيفاً:”قد تكون وجبة الإفطار مكونة من شريحة خبزٍ محشوة بالزبدة والمُربَّى، مع كوبٍ من الحليب، إنها وجبة رائعة ومفيدة جداً وتضمن للطالب أن يبقى ثلاثة أرباع يومه الدراسي أو حتى نهاية الدوام نشيطاً ومتفتح الذهن ومليئاً بالطاقة التي تجعله قادراً على استيعاب الدروس بسرعةٍ والمشاركة بنشاط , وفي الفرصة في المدرسة قد يكتفي الطالب بكأس عصير، وعند العودة للبيت، ليس بالضرورة أن يُجهَّز له غذاء مخصَّصٌ تملؤه اللحوم كي ينمو بسلام، فالأمر ليس بهذا التعقيد، إذ أي نوعٍ من الطعام الصحي البسيط سيكفيه غذاءً، لأن غالبية غذائنا لا يخلو من المواد المفيدة للجسم سواء البيض أو الفول أو الحمص أو حتى العدس وغيره.
وفي العشاء، ليس بالضرورة أن تكون الوجبة غنية بالطاقة، لأن الطفل لن يكون بحاجةٍ للركض واللعب بل هو بحاجة للاسترخاء والهدوء، ويكفي الحليب مع “الكورنفليكس” أو بعض من الفاكهة أو أي ساندويتش بسيط حسب د. نصار.
بقلم حنان مطير