لبنان وقف اطلاق النار والحيران
موسى عزوڨ
تاريخ النشر: 28/11/24 | 8:03من اخر مؤتمر صحفي لعفيف رحمه الله الى توقيف وقف اطلاق النار وقرار 1701 لايت
وشمائلٌ شهِد العدو بفضلها * * *والفضل ما شهدت به الأعداء [1] ، ماذا تقول بمدحك الشعراء * * * وعُلاك ترفعُ أصلَه الزهراءُ ، وعِداك قد شهدوا بفضلك في العلا * * *والفضل ما شهدت به الأعداء [2]
من أجمل وأغرب ما وقفت عليه تلك النظرة الاستشرافية واستعمال ادبيات واستحضار التاريخ وحسن التوظيف في اخر مؤتمر صحفي لمسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف رحمه الله وارتباطه الوطيد بوقف اطلاق النار اليوم، حيث أهم ما جاء فيه :
-1- تواطؤ أمريكي مع الكيان الصهيوني في عدوانه على لبنان : حيث أكد أن هناك “تواطؤ وضغط أميركي خبيث تقوده السفيرة الأميركية في عوكر، إنها جريمة ضد الإنسانية ولكن في ظل الهيمنة الأميركية على العالم، من سيحاكم من في الجرائم ضد الإنسانية؟ إن العدوان على بيروت العزيزة بالأمس وأهلها وأهلنا ونحن جزء أصيل منها، هو استكمال لجرائمه المدانة في سائر أنحاء الوطن، والتي أدت إلى استشهاد عدد كبير من المدنيين تحت ذرائع واهيّة وكاذبة اختلقها ليبرر جريمته الجديدة، لأن هدفه الأصلي هو القتل والتدمير”.
-2- للعدو نقول: لم ترى بعد إلا القليل من ضرباتنا وشدد على ان “في الوضع الميداني لا سيما على الجبهة الجنوبية فإن المقاومة بخير، وتدير حقل رمايتها وتوقيت صلياتها بما يتناسب مع قراءتها للميدان وظروفه الموضوعية، مخزونها الاستراتيجي بخير”. المقاومة لن تخوض دفاعا موضعيا ثابتا بل دفاعًا مرنا متوافقًا مع متطلبات الجبهة، ومع ظروف كل بقعة فيها، تنصب له الكمائن وتشرك العبوات وتنفذ الالتفاتات وتتنقل بمرونة عالية من الدفاع إلى الهجوم وتلحق به أفدح الخسائر وقد بدأ بالاعتراف بها تدريجياً ودفعته مراراً وتكراراً إلى الانكفاء وإعادة تقييم وضع الجبهة الذي خالف حساباته وتقديراته”.
-3- لسنا في العام 1982 حيث غير الاحتلال الاسرائيلي المعادلات السياسية : وفي الشأن السياسي الداخلي، قال “يدور الكثير من الكلام على شاشات التلفزة والصفحات الأولى وكواليس السياسة عن استعجال النتائج السياسية في الداخل اللبناني ناكد “ان المعركة مع العدو لا تزال في بداياتها الأولى بكير بكير بكير كتير الحديث عن الاستثمار السياسي فلا تستعجلوا ولا تحرقوا أصابعكم أو أنكم لم تتعلموا أبدا دروس الماضي وتذكروا دائما أن الإسرائيلي لا يعمل عندكم أبدا بل يعمل لمصالحه وحدها”. وقال “نحن لسنا في العام 1982 عندما وصلت الدبابات الإسرائيلية إلى بيروت وغيرت المعادلات السياسية، ومزقت النسيج الاجتماعي اللبناني، بل نحن كأننا في الأيام الأولى من حرب تموز عندما استعجل القوم إياهم بإطلاق الأحكام النهائية عن هزيمة حزب الله قبل أن يتبين لهم خطأ ما ذهبوا إليه، ويعودوا مجددا إلى رشدهم مع نهاية الحرب، ويخرج منها حزب الله منتصرًا”. وشدد على أن “أولويتنا المطلقة الآن هي إلحاق الهزيمة بالعدو وإجباره بالقوة على وقف العدوان ومع ذلك فإن أي جهد سياسي داخلي أو خارجي لتحقيق هذا الهدف مشكور مادام متوافقًا مع رؤيتنا الشاملة للمعركة وظروفها ونتائجها، وضمن هذه الرؤية يندرج تمسكنا القاطع بالوحدة الوطنية والتضامن الداخلي”.
-4- المعركة ليست كربلاء بل قلع باب خيبر : وإلى أهلنا النازحين، قال : “أنتم عيوننا التي بها نرى، وقلوبنا التي تخفق في صدورنا وأنتم أمانة سيدنا وشهيدنا الأسمى، فإن قصّرنا فعذرًا منكم وإنا عازمون على بذل أقصى ما نستطيع، وإن وفقنا في خدمتكم فهو واجب علينا لا منّة لنا فيه”. وتابع “يا شعب المقاومة نعلم أنها شدّة وتزول ويسر بعد عسر أفحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون. المقاومة ليست إلا أنتم، أنتم المقاومة وأهلها وناسها وستعودون قريبًا إلى الضاحية وإلى بيوتكم في الجنوب والبقاع، ووعد السيد الشهيد لكم أننا سنعيدها أجمل مما كانت حاضر في قلوبنا وعقولنا وسنحتفل بالنصر سويًا، إن شاء الله”.
وختم بالقول “ثقافتنا كربلائية وروحيتنا روحية الاستشهاد ولكن لتعلموا جميعًا أن هذه المعركة ليست كربلاء وزينب ليست وحدها في الصحراء بلا ناصر أو معين، ولن يقتل الحسين مرتين بل إنها معركة خيبر، معركة قلع الباب في خيبر، وإن الله معنا وشعبنا اللبناني العظيم بأغلبيته الساحقة معنا، وإلى جانبنا الجمهورية الإسلامية في إيران والعراق العظيم ويمن الحكمة والبطولة وسوريا الصمود وفلسطين الشهادة والأمة العربية الإسلامية والأحرار الشرفاء في العالم”. وفي النهاية أكد “ان حزب الله ليس تنظيمًا فقط وإن عاد التنظيم إلى تماسكه وفعاليته من أعلى الهرم إلى آخر مسؤول محور وبقعة، وحزب الله ليس مقاومة فقط وإن ابتدأت المقاومة تستعيد المبادرة والاقتدار، إن حزب الله هو أمة والأمم لا تموت لأن قدرها الانتصار”.
حيث انه من خلال تحقيق الهدف من عدمه يتحدد وصف النجاح والهزيمة. وفي سياق ذلك، في هذا الاطار أشار النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» حسن فضل الله، في حديث لـ«الميادين» الى ان «كل الأهداف الإسرائيلية سقطت على أعتاب الخيام وكفركلا وغيرها من القرى اللبنانية، لا نتحدث عن مبالغات وإنما نتحدث عن صامدين فرضوا على العدو الإسرائيلي أن يأتي إلى وقف إطلاق النار»، مضيفاً ” في اليوم التالي للحرب سيرفع أبناء الجنوب والبقاع والضاحية وكل مواطن شريف راية المقاومة والتحرير” وهذا حدث فعلا . وقال فضل الله: «لم يتحقق من الأهداف الإسرائيلية إلا التدمير والقتل ومحاولة بث الفوضى بين الناس في هذه الليلة، والمقاومة حتى اليوم تركز على المنشآت العسكرية الإسرائيلية وعملياتها تتمّ من منطقة جنوب الليطاني»، وتابع: «جيش الاحتلال بكل التكنولوجيا التي يملكها فشل في وقف عمليات المقاومة جنوب الليطاني». لافتاً الى أن «قد يستطيع العدو بث الخوف في قلوب المدنيين لكن قيادة المقاومة قرارها واضح بالمواجهة حتى اللحظات الأخيرة». وأضاف «نحن كلبنانيين وطنيين دورنا الأساسي هو الصمود والثبات ومنع العدو من تحقيق أهدافه»، وقال: «النصر يُقاس بتحقيق الأهداف فقط والعدو لم يحقق أهدافه».
وكان اجتياح الكيـان للبنان في بداية أكتوبر، بأهداف معلنة لم تتحقق أي منها بعد ثمانية 08 أسابيع من العدوان وكانت العودة بفرح وعزة بعد 66 يوماً، من مغادرة والترحيل القصري لأهل الجنوب والبقاع وضاحية بيروت .خسر فيها الحزب ولبنان والأمة الكثير وتألمنا كما تألم العدو وخسر الكثير ونرجوا من الله ما لا يرجون . حيث أن احتلال الجنوب وانشاء منطقة عازلة وابعاد الحزب الى ما بعد الليطاني وهزيمته ونزع سلاحه وتغيير أو تعديل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 لفرض شروط جديدة. مع مراقبة الأجواء والحدود اللبنانية مع وهم استيطان جديد … لم يتحقق منها شيء؟ حيث اعتقد الواهِمون أنّ الحزب انتهى، وأنّ المقاومة هُزمت، وبدؤوا اجراءات الجرد بينهم “لحصر الإرث”. وما اشبه اليوم بالبارحة ففي انتصار تموز2006 ( الذي كان يعتبره كثيرون هزيمة ) ، تهافتت “جماعة 14 آذار” وراهنت على هزيمة المقاومة وتحضروا للاستلاء و السيطرة على الحكم كله واليوم التالي بعد الحرب ، وقد جمعتهم وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك كوندوليزا رايس في عوكر، “سندويشات الجبنة”، ووزعت عليهم الأدوار والمهمات…
أبدع الرئيس نبيه بري كمفاوض عن لبنان رغم الضغوطات الداخلية والخارجية مع مبعوث الرئيس الأميركي أموس هوكشتاين . ثم يعلن مكتب نتنياهو في بيان، بأن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي وافق على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بأغلبية 10 أصوات، مقابل اعتراض صوت واحد. وأوضح المكتب أن نتنياهو تحدّث هاتفياً مع الرئيس الأميركي جو بايدن وشكره “على جهوده ” وصولاً لإبرام هذا الاتفاق ( قراءة بسيطة لهذا الشكر يبين ويوحي بمعنى الانتصار ) . وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن «إسرائيل» ولبنان وافقتا على اتفاق وقف إطلاق النار، شاكراً في السياق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. ولفت بايدن في مؤتمر صحافي، إلى أنه لن تكون هناك قوات أميركية في جنوب لبنان والغرض من الاتفاق أن يكون وقفاً دائماً للأعمال القتالية. وأعلن بايدن أن اتفاق وقف إطلاق النار سيسري مفعوله في الساعة 10 صباح اليوم بتوقيت لبنان ولفت الى أنه خلال 60 يوماً سيسيطر الجيش اللبناني على أراضيه وستسحب «إسرائيل» ما تبقى من قواتها من لبنان.
يعتبر النص نسخة “مخفّفة” لايت من بنود القرار 1701 لعام 2006 ولجنة مراقبة خماسية مضاف اليها الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا ، حيث الاتفاق محصور في منطقة جنوب الليطاني، ومن اللافت انه تحدّث عن مهلة 60 يوماً ( كحد اقصى ) لانسحاب الاحتلال إلى الخط الأزرق وإدارة مفاوضات لحل النزاعات حول الحدود، لكنه لم يضع مهلة لسحب حزب الله وحداته العسكرية النظامية من جنوب الليطاني. وقد اكدت الحكومة اللبنانية في مرسومها رقم 01/24 الوزاري أن البنود المرفقة تأتي ضمن نطاق القرار الأممي دون أي تعديلات أو إضافات. بنود الاتفاق الرئيسية حسب الحكومة اللبنانية:
-1- يتوقف كل من لبنان وحزب الله عن جميع الأعمال العدائية اعتبارًا من الساعة 04:00 صباحًا بتوقيت بيروت، يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
-2- مع سريان وقف إطلاق النار، يلتزم حزب الله بوقف جميع عملياته ضد إسرائيل، وفي المقابل، تمتنع إسرائيل عن تنفيذ أي عمليات عسكرية هجومية على الأراضي اللبنانية، سواء ضد أهداف مدنية أو عسكرية، أو أي أهداف أخرى، براً أو بحراً أو جواً.
3- يقر الطرفان بأهمية قرار مجلس الأمن رقم 1701 لتحقيق السلام والأمن، ويتعهدان بالالتزام به بشكل كامل ودون أي انتهاكات.
4-يحتفظ الطرفان بحق الدفاع عن النفس، ولا يلغي الاتفاق هذا الحق.
5- يُحظر أي استهداف لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة “اليونيفيل”، مع التزام هذه القوات بواجباتها المنصوص عليها في القرار 1701.
6- ستخضع أي مبيعات أو إمدادات للأسلحة والمعدات ذات الصلة إلى لبنان للمراقبة والتنظيم من قبل حكومة لبنان تماشيًا مع قرار مجلس الأمن 1701.
7- تمنح الحكومة اللبنانية القوات العسكرية والأمنية الرسمية في لبنان الحرية الكاملة للقيام بما يلي:
تمنح الحكومة اللبنانية القوات العسكرية والأمنية الرسمية في لبنان الحرية الكاملة للقيام بما يلي:
أ. مراقبة وتنفيذ الإجراءات ضد أي دخول غير مصرح به للأسلحة والمعدات ذات الصلة إلى لبنان وعبره.
ب. تفكيك جميع المنشآت غير المصرح بها المشاركة في إنتاج الأسلحة والمعدات ذات الصلة، ومنع إقامة مثل هذه المنشآت في المستقبل بدءاً من منطقة جنوب الليطاني.
ج. تفكيك جميع البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة جميع الأسلحة غير المصرح بها التي تتعارض مع هذه الالتزامات بدءاً من منطقة جنوب الليطاني.
8- تعتزم الولايات المتحدة وفرنسا العمل ضمن اللجنة التقنية العسكرية للبنان لتمكين وتحقيق نشر قوة قوامها 10 آلاف جندي من الجيش اللبناني في جنوب لبنان في أسرع وقت ممكن. بالإضافة إلى ذلك، تدعم واشنطن وباريس بالتعاون مع المجتمع الدولي الجيش اللبناني على نحو ملائم لتعزيز انتشاره في جنوب لبنان
9- توافق إسرائيل ولبنان، بالتنسيق مع قوات حفظ السلام على التعاون مع اليونيفيل والولايات المتحدة وفرنسا، على النحو التالي:
أ- ستتعاون إسرائيل ولبنان مع الآلية الثلاثية وستسهل عملها، مع ضمان سلامة أفرادها.
ب- ستعمل الآلية واللجنة التقنية العسكرية للبنان على تدريب الجيش اللبناني على تفتيش وتفكيك المواقع والبنى التحتية غير المصرح بها، فوق الأرض وتحتها، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، ومنع وجود الجماعات المسلحة غير المصرح بها.
ج- ستستمر قوة اليونيفيل في تنفيذ مهامها وفقاً لاختصاصاتها بالتوازي مع عمل الآلية.
– ستبلغ إسرائيل ولبنان عن أي انتهاكات مزعومة إلى الآلية واليونيفيل.
11- ينشر الجيش اللبناني على جميع الحدود، بما في ذلك المعابر الحدودية البرية والجوية والبحرية، كما سيقوم الجيش اللبناني بإنشاء نقاط تفتيش وحواجز على جميع الطرق والجسور الواقعة على طول الخط الذي يحدد منطقة جنوب الليطاني.
12-ستسحب إسرائيل قواتها بشكل تدريجي إلى جنوب الخط الأزرق، وستعمل الآلية على تنسيق تنفيذ خطة مفصلة للانسحاب التدريجي والنشر بين الجيش الإسرائيلي والجيش اللبناني، على أن لا يتجاوز ذلك 60 يوماً.
13- تطلب كل من إسرائيل ولبنان من الولايات المتحدة، بالتعاون مع الأمم المتحدة، تسهيل المفاوضات غير المباشرة بينهما بهدف حل النقاط المتنازع عليها على طول الخط الأزرق، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 1701.
وفي الختام وبمسايرة سؤال : ” ماذا بقي من توحيد ساحات المواجهة ؟ نؤكد انه لا شك ان ” طوفان الأقصى” وطد لمفهوم الصمود والتحدي في “وحدة الساحات” أو “وحدة الجبهات”، “محور المقاومة”؟ وان المساندين قذ ظهروا وبرهنوا في الميدان. فهل يعتبر هذا الاتفاق فكا للارتباط لجبهة الصمود والتحدي”؟
ولعل الاجابة بالبرهان بالخلف عن ما قاله رئيس وزراء العدو من إن وقف إطلاق النار مع لبنان أتاح مكسبا استراتيجيا وهو عزل حماس وكسر ما يسمى “وحدة الساحات” ؟ وأن الهدف “التركيز على إيران” . والفاهم يفهم. والفضل ما شهدت به الأعداء . وحيث صرحت حماس :” هذا الاتفاق لم يكن ليتم لولا صمود المقاومة والتفاف الحاضنة الشعبية حولها “. في هذه الاثناء ومن رام الله -أصدر محمود عباس مرسوما يقضي بموجبه أنه في حال شغور مركز رئيس السلطة الفلسطينية، يتولى مهامه رئيس المجلس الوطني الفلسطيني مؤقتا لحين اجراء الانتخابات الرئاسية ؟ وفي بيان رسائل مبهمة .