اتفاق لبنان وإسرائيل “إخصاب مخبري” من والدين أمريكي ولبناني
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 30/11/24 | 15:46وأخيراً، وافق نتنياهو، على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان والذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية فرنسية. نظريا، تنفست المنطقة الصعداء نتيجة هذا الاتفاق الذي أبعد شبح حرب إقليمية، بمعنى انفرج هم المنطقة بأكملها. لكن ليس كل ما يلمع ذهباً. وعلى المنطقة التريث قبل التفاؤل، لأن الممعن في نص الاتفاق يلاحظ أموراً تدعو للتساؤل.
الاتفاق الذي يتضمن 13 نقطة هو في حقيقة الأمر يشبه “طفل الاخصاب المخبري” لأن هذا الاتفاق رأى نور الحياة نتيجة ضغوط مكثفة وشديدة تم ممارستها على نتنياهو من جهة وعلى حزب الله من جهة ثانية. الإدارة الأمريكية الحالية وبالاتفاق مع ترامب القادم لإدارة البيت الأبيض وضعوا نتنياهو في الزاوية وأفهموه انه إذا رفض الاتفاق فلن يكون هناك إرسال ذخيرة لكيان ولن يكون استخدام حق الفيتو في قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإسرائيل.
نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني الذي يمثل حزب الله في المفاوضات، لعب دوراً مهماً بل مركزيا في انجاح الاتفاق من خلال مشاوراته مع حزب الله خصوصاً ان حركة “أمل” التي يرأسها بري، تشكل مع حزب الله الثنائي الشيعي الأقوى في لبنان.
الموفد الأمريكي للمفاوضات بين إسرائيل ولبنان عاموس هوكشتاين، هو الذي أدار هذه المفاوضات بنجاح بمشاركة نبيه بيري حيث تمكنا من كسر كافة العقبات، ولذلك وُلِد الاتفاق من أبوين أحدهما أمريكي اسمه عاموس هوكشتاين والآخر لبناني اسمه نبيه بري.
نتنياهو سارع مساء الثلاثاء، الى كلمة للإسرائيليين، معلنا موافقة المجلس الوزاري المصغر على الاتفاق مع لبنان وبالأحرى مع حزب الله لكنه لم يعرض الاتفاق على الكنيست أو على الحكومة للتصويت عليه واكتفى بعرضه على المجلس الوزاري المصغر. في كلمته وعد نتنياهو بعودة جميع المواطنين المهجرين وتحدث عن انتصار. هذه الوعود ليست جديدة لأن المواطن اليهودي يسمعها منذ الثامن من شهر أكتوبر الماضي.
تعالوا تسمع ما تقوله صحيفة معاريف العبرية في هذا الصدد وبالتحديد الرد على كلمة نتنياهو:” بعد ساعات من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، “يبرع نتنياهو في وصف واقع غير موجود، وفي تقديم وعود لا يمكن الوفاء بها، لكن الواقع أن إسرائيل لا تملك القوة العسكرية والسياسية للقضاء على حزب الله، ومن الأفضل قول الحقيقة بدلا من نشر الأوهام الكاذبة”
إذاً، نستنتج من كلام الصحيفة العبرية ان بيبي يكذب لأنه لا يفي بوعده خصوصاً انه يقدم للجمهور هذه الوعود منذ 14 شهراً دون نتيجة. صحيح ان إسرائيل قتلت حسن نصر الله ويحيى السنوار وقادة آخرين كبار من حزب الله وحماس، لكن الأسرى الصهاينة لا يزالون لدى حماس ومهجري مستوطنات الشمال والجنوب لا يزالون خارج بيوتهم.
محللون يرون أن نتنياهو يحاول تحويل قبول الاتفاق الى نصر سياسي كبير. الأمر المضحك ان نتنياهو برّر قبول الاتفاق لأجل (التركيز على إيران وأذرعها في المنطقة). وبالتأكيد هذا الادعاء ذريعة للبقاء في الحكم مدة أطول وسط أزمات داخلية تعصف به من كل جانب.