المطلوب من أيمن عودة التدخل لحل الخلاف مع العربية للتغيير

الاعلامي احمد حازم

تاريخ النشر: 01/12/24 | 14:02

ذكرت أكثر من مرة في مقالات سابقة لي أني لا أهتم بانتخابات الكنيست وغير معني أبدا بما يدور في داخلها وخلف كواليسها. لكني من جهة ثانية فإن الواجب المهني تجاه القراء يفرض عليّ بعض الأحيان التطرق الى بعض الأحداث المتعلقة بالكنيست وخصوصا ما يتعلق بقوانين عنصرية أو تصريحات عنصرية بغيضة ضد المجتمع العربي من جانب نواب يمينيين متطرفين أمثال بن غفير وزمرته.

لكن هناك أمور أخرى أضطر أحياناً للحديث عنها (خدمة للقارئ) مثل الخلافات بين “القائمة العربية الموحدة” وبين “القائمة المشتركة” وتبادل الاتهامات بينهما. هذه المرة الخلاف ليس بين القائمتين إنما بين أركان “المشتركة” نفسها. فلماذا هذا الخلاف وهل بالإمكان تسويته؟

في الانتخابات الأخيرة تم الاتفاق بين “الجبهة” و”العربية للتغيير” الثنائي الذي يشكل القائمة المشتركة، على تناوب يقوم بموجبه يوسف العطاونة (الجبهة) بالاستقالة من عضوية الكنيست في الخامس عشر من الشهر الماضي وإفساح المجال لعضو “العربية والتغيير” سمير بن سعيد للدخول للكنيست.

ويبدو أن التمسك بعضوية الكنيست أهم من الالتزام بالاتفاق. فقد مر أسبوعان على موعد الاستقالة ولم تتحرك الجبهة ولم يتحرك العطاونة في هذا الاتجاه. حاولت أكثر من مرة الاتصال بالعطاونة للٍاستماع منه حول سبب امتناعه عن الاستقالة فلم يرد حتى أنه لم يكلف نفسه بالعودة لي رغم أن ذلك مرفوض أخلاقياً وسياسياً، علماً بأني اتصلت بالعربية للتغيير ورفضوا التعليق على ذلك. لكن على الأقل ردوا على المكالمة.

ماذا فعل العطاونة بدل الاستقالة؟

المعلومات المتوفرة لي ( وهي من مصدر موثوق به في الجنوب) تقول ان العطاونة وبن سعيد التقيا قبل شهر تقريبا من دون معرفة “العربية للتغيير” وعقدا على ما يبدو صفقة ثنائية يتراجع فيها العطاونة عن الاستقالة حاليا وبقائه في الكنيست. ومن الطبيعي أن لكل شيء تمنه ولا شيء في السياسة يتم بالمجان ولا ندري مل هو ثمن موافقة سمير بين سعيد على فعلته والتي تمت من وراء ظهر العربية للتغيير،حسب المصدر. سمير بن سعيد من ناحية فعلية ومنطقية أضر بمرجعيته التي رشحته لعضوية الكنيست ووثقت به، وهذا أمر منافٍ تماماً للأخلاقيات الحزبية. وفي حقيقة الأمر المسؤولية بالدرجة الأولى تقع على عاتق “الجبهة” المفترض بها أن تتدخل لتسوية الأمر إذا كانت تعلم بما جرى وإن كانت لا تدري فالمصيبة أعظم.

أيمن عودة كرئيس للقائمة التحالفية يجب عليه التدخل لحل الخلاف لأن ما حصل هو نقض لاتفاق بين حزبين سياسيين عضوين في قائمة يرأسها أيمن عودة وليس اتفاقا عشائريا. العطاونة له سابقة تشهد له بعدم تنفيذ اتفاق مماثل. ففي العام ٢٠١٧ ايضا بقي في مقعده عدة اشهر ولم يستقيل آنذاك لصالح التجمع.

واضح أن الجبهة ستجد نفسها في ورطة انتخابية وشعبية في الانتخابات المقبلة، بدون “العربية للتغيير” لذلك على الجبهة العمل من أجل البقاء مع الطيبي والعربية للتغيير وهي مطالبه بتنفيذ اتفاق التناوب وهو استحقاق واجب عليها خاصة انها حزب مؤسسات والمفروض بها ان تفرض على العطاونة قراراً بالاستقالة دون علاقة بأي شيء آخر.

وأخيراً…

هذا الموضوع يا جبهة “طلعت ريحتو” فعاجوا الأمر قبل تفاقمه ان كنتم تعقلون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة