وفي الحرب اجراسا تقرع وترانيما تسمع
بقلم جيهان حيدر حسن وفؤاد سليمان
تاريخ النشر: 02/12/24 | 9:14
جيهان حيدر حسن:
اليوم الاثنين في العام 2023 الخامس والعشرون من كانون الاول / ديسمبر تحديداً
تاريخ 25 كانون الأول. والذي يصادف عيد الميلاد المجيد.
كان قد مر على حرب 7 اوكتوبر سته شهور.
على…….. أعلن قداسه البابا فرنسيس بالغاء الاحتفالات بهذه المناسبة العظيمه لدى أبناء
الطائفه المسيحيه وألتى تحمل طابعاً دينيا يجمع بين جميع الاديان والطوائف على حداً
سواء.
أفاد قداسه البابا باختصار الاحتفال بشكل رمزي، تضامناً، تكريماً واحتراماً لاطفال غزه
الذين يلقون حتفهم في الحرب ووصفه اياهم “يسوع الصّغير اليوم” وإن الضربات
الإسرائيلية هناك تؤدي إلى “حصد مروع” للمدنيين الأبرياء.
موقف مشرف ويشهد له التاريخ.
لكن. وبعد مرور عاماً بأكمله اعلان البابا بمنع الاحتفال وبالمقابل استمرار الحرب وما
خلفه من دمار، قتل الابرياء،اطفال، نساء، وكبار السن. حيث توسيع دائره الحرب بين
الطرفين. الامر الذي جعلني لاعاده النظر بقرار البابا بمنحى اخر.
بادئ ذي بدء، يجب النظر إلى كلا الجانبين، لأن الأطفال الإسرائيليين قُتلوا واختطفوا
وتيتموا، ويجب النظر في الكارثة التي حلت بالأطفال في إسرائيل، وخاصة في النقب،
ولأطفال غزة. . كما أن الحرب مستمرة منذ أكثر من عام، بل وامتدت إلى لبنان
وإيران، لذا فإن إلغاء الاحتفالات العامة بطلب من البابا لم يثمر ولم يكن لصوته صدي
بين اوساط السياسيين ( صناع الحرب).
أعتقد أنه على الرغم من أن عيد الميلاد يأتي بمناسبة أحداث مهمة لدى الطائفه
المسيحية، رمز للعطاء، المحبه والسلام.
إلا أنه ذا طابع وصيغه خاصه لدى الطفال، لغاء الاحتفالات لا يضر بأحد سواهم، وهذا
ما اثبت منذ عام على التوالي. السبيل لمساعدة الأطفال ليس بإلغاء الاحتفالات بل بتقديم
التبرعات للأطفال من الجانبين وتنظيم الفعاليات في أماكن هادئة وآمنة للأطفال بعيدا
عن الحرب. يمكن أن تكون هذه الأحداث أيضًا بمناسبة عيد الميلاد الذي يعد عطلة
مهمة جدًا للأطفال.
في رأيي أن إلغاء الاحتفالات كما طلب البابا العام الماضي لا ينهي الحرب ولا يحسن
مشاعر الأطفال، وبالتالي فإن طريقة التعبير عن التضامن ليست بإلغاء الاحتفالات التي
تمنحهم فرحه العيد ومتعه اجواءه.
برأي. صنع السلام بطريق المساهمة لزرع البسمه والفرحه على وجوه الأطفال بشتى
الطرق سواء بالتبرعات المادية، الملابس، الحلوى وغيرها…
أعتقد أن إلغاء الاحتفالات بحدث ديني مميز ذو طابع خاص له مكانته، قرار الغاء
الاحتفال فقط يلغي فرحه الاطفال ويظهر أن العالم يتعاطف معهم. وينقل لهم أن الوضع
سيء ولا يؤدي إلا إلى تعزيز شعورهم باليأس والحزن والمعاناه.
فؤاد سليمان:
عقب إتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، لا بد أن نتنفس الصعداء، أما أن
نتجاهل آلام عائلات قتلى غزة والمخطوفين الإسرائيليين، فذلك موقف غير مقبول. أعتقد
أن لا يليق للمرء أن يكون حياديا لآلام غيرة، ولا شك أن آلام عائلات ضحايا القتل
والمخطوفين من جميع الأماكن التي إستهدفتها هذه الحرب الشرسة شديد جدا، فالموقف
النقيد هو الصائب، ولذلك علينا أن لا نصرخ صرخة الإحتفالات حاليا، الدينية أم لا
الدينية. كما وعلينا أن نحاول أن نعالج جروحنا الفسية الناتجة عن الحرب، من ما يلقب
غاميا بال”تنطوز”، إلى تأثير الحرب على أحلامنا التي قد تشمل سيناريوهات حربية
مليءة بالصواريخ والطائرات
إن ضمير الإنسان مهم، والإنسان يواجه ذاكرته ويستنتج الأسنتاجات ويحاسب نفسه،
ففي حال أحتفلنا إحتفالا صاخبا بعيد الميلاد عقب هذه الحرب المدمية، فسنحاسب أنفسنا
لاحقا على ذلك. حربا كهذه التي إستغرقت أكثر من سنة بالجنوب، وبضع أشهر بالشمال،
لا بد أن تجرج بنفوسنا وقلوبنا جروحا متعددة، منها اليأس والإحباط وزيادة الضغط،
وأيضا البكاء الزائد تعاطفا مع الضحايا، لذلك علينا أن نفهم أن هذه الجروح ستستغرق
فترة طويلة نسبيا حتى تشفى، فعلينا أن لا نبالغ في أنماط الفرح حاليا أيضا إعتبارا
بصحتنا النفسية, أما بالنسبة لكرامتنا كمجتمع عربي داخل إسرائيل، فقد تمس سلبيا إن
بالغنا في فرحنا بالعيد، كما ويجب بالأحذان بالإعتبار أن الزمن طويل وأننا سننظر يوما
ما الى الماضي ونجازي أنفسنا
أنا كمواطن مسيجي يهمني ما يعتقده الآخرون عني، كما وكان المسيح بنفسه يهتم بكيف
يراه الآخرون، وأتساءل بيني وبين نفسي، كيف سيراني الغزي الذي قطعت يده وأنا
فارحا بعيد الميلاد؟ كيف ستراني مخطوفة إسرائيلية مرعوبة ويأئسة وأنا فرحا بعيد
الميلاد؟ كيف سيراني جندي إسرائيلي مصابا مستلقيا في المستشفى وأنا فارحا بعيد
الميلاد؟، فواضحا أن جميهعم سيروني بقالبا سلبيا، وذلك لأنني متجاهلا لمعاناتهم, لذلك
أختار التعاطف مع معاناه الضحايا وتجنب الفرح المبالغ به في زمن عيد الميلاد القادم
ها أنا أكتب موقفي هذا، أشرب شراب الليمون وآخذ رشفة من السيجارة بعد أن أنهيت
مكالمة هاتفية مع صديقي إلياس شوفاني عن أهمية التحليل الإجتماعي من أجل بقاءنا
واقعيون كشعب، وأقول لنفسي “فؤاد، من الأفضل أن تأخذ زمنا الآن للشفاء والإشفاء،
وليس للإحتفال”، فأنا أشجع موقف عدم المبالغة بإحتفالاتنا الآن