الثلاثي الإسرائيلي الأمريكي الإيراني والتخوف من سقوط نظام الأسد

الاعلامي احمد حازم

تاريخ النشر: 06/12/24 | 14:29

في عام 2015 اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار 2254 الذي ينص على خريطة طريق لتحقيق انتقال سياسي في سوريا، لكن الأسد رفض ذلك ولم يتم الانتقال. وبعد هدوء نسبي منذ عام 2020 في شمال غرب البلاد، شنّ تحالف من فصائل المعارضة السورية هجوما على مواقع النظام تقوده هيئة تحرير الشام في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وسيطرت على حلب ثاني أكبر مدينة في سوريا، وبعدهاسيطرت على مدينة حماة.

تعلمنا في مادة الرياضيات عن أنواع المثلثات، والتي ينتمي إليها المثلث المتوازي الأضلاع. وهناك في السياسة مثلث سياسي متساوي الأضلاع ولا سيما فيما يتعلق بسوريا ووضعها الحالي بعد سقوط حلب وحماة بأيدي المعارضة السورية وإمكانية اقتحام العاصمة دمشق. اسمعوا حكاية هذا المثلث.

فور انتشار خبر سقوط حلب بأيدي ثوار سوريا، كانت ردة العل الأولى من إسرائيل. نعم من اسرائيل. فقد سارع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الى عقد عدة مشاورات عاجلة في ضوء التقدم السريع الذي أحرزته فصائل المعارضة حيث عقد اجتماعا مع قيادة الجيش لبحث التطورات في سوريا. بعدها عقد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي اجتماعاً تناول الوضع في سوريا. إذاعة الجيش الإسرائيلي، قالت أن هناك “مفاجأة في إسرائيل، بالمعدل السريع لتقدم قوات الفصائل السورية وتستعدّ إسرائيل كذلك، لاحتمال انهيار وسقوط نظام الأسد، بسبب التقدّم السريع”

وبالرغم من أن أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين صرح لوكالة الأنباء الألمانية، بإن “سقوط دمشق يبدو الآن أكثر ترجيحاً مما كان عليه حتى وقت قريب للغاية” إلاّ أن مسؤولاً أميركياً قال لموقع أكسيوس الأمريكي:” نحن لا نعتقد أن الحكومة في خطر وشيك” لكنه اعترف من جهة ثانية أن الوضع الذي يمر به نظام الأسد يمثل التحدي الأكبر له خلال العقد الأخير” إذا أخذنا بعين الاعتبار أن خطوط الدفاع للجيش السوري تنهار بسرعة. وفيما يتعلق بإيران فإن نظام الأسد خاضع كلياً لأوامر طهران وكأن سوريا ولاية إيرانية.

إذاً نحن أمام مثلث سياسي متساوي الأضلاع غريب من نوعه تتشكل أضلاعه المتساوية من إسرائيل، أمريكا وإيران لأن هؤلاء الثلاثة كانوا أوائل المهتمين بما حدث مؤخراً في سوريا.

الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، يقول في آخر منشور له على صفحته الرسمية في مواقع التواصل: “الإعلام الإسرائيلي وعلى لسان مسؤولين إسرائيليين إنهم يقولون: سقوط نظام بشار الأسد سيكون خبرًا سيئًا بالنسبة لإسرائيل، لمعرفتهم أن نظام الأسد منذ العام 1970 هو حارس أمين لحدود إسـرائيل الشمالية. إسرائيل لا تريد سـقوط نظام بشار، وإيران لا تريد سـقوط نظام بشار. فمن يكون بشار الذي ترضى عنه إيران وإســرائيل، وبقاؤه يحقق مصالح إيران وإسـرائيل؟

ليس هذ فحسب. فتاريخ هذا النظام مليء بالمجازر وعمليات الإبادة ضد شعبه وضد الشعب الفلسطيني. وعلى سبيل المثال لا الحصر مجزرة حماة في العام 1982التي نفذها الجيش السوري بأوامر من الأسد وذهب ضحيتها حوالي أربعين ألف سوري وعملية إبادة مخيم الفلسطينيين “تل الزعتر” بالقرب من بيروت عام 1976.

حتى في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المتواصلة حتى الآن منذ أحداث أكتوبر الماضي، لم يسمع العالم أي موقف من النظام السوري وكأن قطاع غزة مقاطعة غير عربية في مكان مجهول في هذا العالم. بشار الأسد في هذه الحالة يشبه جهاز الجوّال الموضوع في حالة “ساكت”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة