قصيدة البئر المهجورة ليوسف الخال والأدب العلاجي
بقلم: د غزال أبو ريا
تاريخ النشر: 08/12/24 | 8:22قصيدة “البئر المهجورة” للشاعر المرحوم يوسف الخال مطلعها”عرفت “إبراهيم”جاري العزيز،من زمان”عرفته بئرا يفيض ماؤها وسائر البشر تمر لا تشرب منها،لا ولا ترمي بها حجر” وقصيدة يوسف الخال تندمج ضمن الأدب العلاجي من شعر،قصة،ورواية تساعدنا على فهم الحياة والتعامل معها ومواجهتها،والقراءة كانت وما زالت وسيلة لعلاج النفس ودواء للروح،طاقة الأدب الكامنة فيه لبث الأمل ودعم النفوس المهددة بالسقوط.
وأعود إلى قصيدة يوسف الخال حيث يتحدث عن “إبراهيم” رمز العطاء ،البئر الذي لا يلتفت إليها أحد ولا يقدر عطاءها،إبراهيم مصدر العطاء والحياة لكن الناس لا يهتموا به كما يهتم بهم،يمنح إبراهيم الحياة للناس ويقابلونه باللامبالاة بل أكثر من ذلك يصفونه بالجنون.
وأعود إلى رسالة القصيدة أن في المجتمعات هناك أشخاص وبشكل إصراري يعملون على خدمة مجتمعهم،عندهم العطاء والتضحية ولكن الناس تتجاهلهم وأثناء تمريري القصيدة لمجموعة ،سمعت أصواتا فيها الشكوى أنهم يقابلون أناسا يستميتون في تحييدهم وتهميشهم وقصتهم كقصة إبراهيم والبئر المهجورة.
من المهم أن نأخذ من الأدب العلاجي أن نقوي الحصانة الفردية والجماعية المجتمعية ونطرد الأختراق لمعنوياتنا وصمودنا وعندما كنت معلما للغة الإنجليزية درست قصة تتحدث عن السود الذين عانوا وما زالوا يعانون في أمريكا وكيف يتوجه الجد لحفيده قائلا”لا تصدق بما يقولون عن السود،ونحن يا جدي هزمنا لأننا تبنينا ما قاله البيض عنا وقبعنا في سلم الدونية،يا حفيدي لا تسمعهم ،” ويكمل الجد “أنت وكل طفل أسود عندكم القدرات وتصلوا للتميز وتحقيق ذاتكم وللتفوق في كل المجالات”، ولأفراد مجتمعي الذين يشتكون أن قصتهم “كالبئر المهجورة” أكملوا في مسيرة العطاء وتكون قدوتكم شجرة النخيل ،لا تترددوا بتقديم الخير دائما وافعلوا كل ما هو جميل فهو مردود عليكم وما أجمل أن تعطي والمقابل ليس من الناس بل من الله سبحانه وتعالى.