آفاق المستقبل الزاهر والواعد لسوريا الجديدة
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 10/12/24 | 11:20ما جرى في سوريا من تطورات متسارعة واحدة من أهم وأخطر اللحظات في تاريخها الحديث، كون أن المرحلة الدقيقة الحالية تتطلب من جميع السوريين إعلاء مفاهيم التسامح والحوار وصون حقوق جميع مكونات المجتمع السوري ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار من اجل ضمان الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وسيادتها، ورفض التدخلات الأجنبية بكافة أشكالها، حيث تبقى تلك التحديات عناصر محورية وأساسية في الإجماع العربي حيال سوريا يتعين صونها والدفاع عنها ولذلك ندعو كافة القوى المهتمة بتحقيق الاستقرار إقليميا ودوليا إلي دعم الشعب السوري لتخطي هذه الفترة الانتقالية المليئة بالتحديات، بما في ذلك رفع أية عقوبات لتمكين السوريين من الانطلاق إلي آفاق المستقبل الزاهر والواعد لسوريا الجديدة .
تشكل التطورات والإحداث التي شهدتها سوريا وتلك الخطوات الإيجابية التي تم اتخاذها لتأمين سلامة الشعب السوري عمل ايجابي كبير وذلك حقنا للدماء والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها وأننا ننحاز ونقف بكل قوة ووضوح إلى جانب الشعب السوري وخياراته في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سوريا وندعو إلى تضافر الجهود للحفاظ على وحدة سوريا وتلاحم شعبها، بما يحميها من الانزلاق نحو الفوضى والانقسام ونشدد على دعم كل الجهود العربية والدولية وما من شأنه تحقيق أمن سوريا واستقرارها بما يصون سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها .
لا بد من الوقوف الى جانب الشعب السوري واحترام إرادته وخياراته السياسية، وبما يضمن أمنه واستقراره والحفاظ على منجزاته واحترام وحدة وسيادة وسلامة الأراضي السورية والحفاظ على أمنها واستقرارها متمنين دوام التقدم والازدهار للشعب السوري .
سوريا التاريخ العربي والإسلامي والحضاري العريق، سوريا البلد العربي الذي يحمل الفكر والإسهام الضخم في مسيرة الحضارة الإنسانية سيتمكن من تجاوز الصعوبات وصولا إلي تخطي المرحلة الحالية بسلام ووضع حد لتدخل الاحتلال الإسرائيلي وما سارعت إسرائيل إلي تحقيقه بشكل غير قانوني مستفيدة من تطورات الأوضاع الداخلية في سوريا سواء علي صعيد احتلال أراضي إضافية في الجولان أو اعتبار اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 منتهيا .
يجب على المجتمع الدولي الوقوف إلى جانب الشعب السوري والتعاون معه في كل ما يخدم سوريا ويحقق تطلعات شعبها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ومساندة سوريا في هذه المرحلة لمساعدتها في تجاوز ويلات ما عانى منه الشعب السوري الشقيق خلال سنين طويلة راح ضحيتها مئات الألوف من الأبرياء والملايين من النازحين والمهجرين وعاثت خلالها في سوريا الميليشيات الأجنبية الدخيلة لفرض أجندات خارجية على الشعب السوري .
آن الأوان ليعمل الجميع من اجل سوريا وأهمية تغليب جميع الأطراف السياسية لمصالح الشعب السوري، وبما يضمن استعادة دور سوريا الهام في المنطقة والعالم، والذي يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة نحو الحرية والاستقلال ولينعم الشعب السوري الشقيق بالحياة الكريمة التي يستحقها، وأن يساهم بجميع مكوناته في رسم مستقبل زاهر يسوده الأمن والاستقرار والرخاء، وأن تعود لمكانتها وموقعها الطبيعي في العالمين العربي والإسلامي .
التحدي الأكبر اليوم هو إطلاق عملية البناء والعمل ضمن نظام سياسي يلبي طموحات الشعب السوري ويحفظ حقوقه ويضمن إعادة بناء وطنه ومؤسساته ونظامه السياسي وبما يضمن أمن سوريا وسيادتها وحريتها والعيش الحر الكريم لكل مواطنيها ويضع سوريا على طريق بناء المستقبل وحماية سوريا من الإنزلاق نحو الفوضى والحفاظ على مؤسساتها الوطنية .