إنطلاق مشرع قدوة بمبادرة للروح الطيبة في سخنين
تاريخ النشر: 10/12/24 | 13:37انطلق الأسبوع الماضي في مدينة سخنين مشروعا فريدا من نوعه تحت اسم “قدوة”، المنبثق عن جمعية “الروح الطيبة” من مجموعة أريسون، وذلك ضمن إطار برنامج ريادي اول من نوعه في المجتمع العربي يهدف لتعزيز الحصانة المجتمعية للشباب والشابات في البلدات العربية.
ويعتبر مشروع “قدوة” بمثابة مبادرة اجتماعية تطوعية تهدف إلى تأهيل شباب وشابات من المجتمع العربي ليصبحوا مصدر إلهام وقادة كل في مجاله، يعملون على تعزيز الروح القيادية وتعزيز مكانة الشباب في بلداتهم. وتستند هذه المبادرة إلى قيم التطوع، الاستدامة وروح المجتمع، وتهدف إلى تعزيز شعور الانتماء، والمسؤولية وتعزيز القدرات الشخصية لدى المشاركين.
وعشية اخراج هذا المشروع الى حيز التنفيذ تم إنشاء المركز المجتمعي الجديد في سخنين بجهود مشتركة من شباب وشابات البلدة، والمسؤولين في بلدية سخنين، ومئات المتطوعين والمتطوعات من جميع الفئات العمرية من أهالي المدينة، بما في ذلك المهنيين والمختصين كل في مجاله. وخلال ثلاثة أيام مكثفة، تحوّل موقف السيارات المجاور للبلدية إلى مركز نشاط مجتمعي، حيث كانت النقطة البارزة تحويل حافلة إلى مساحة إبداعية وملهمة تضم مكتبة، مقهى جماهيري، وزاوية فنون مميزة. ويستند هذا المشروع أيضا الى قيم أساسية هامة تعتبر ذات أهمية كبيرة بالنسبة للمجتمع العربي أهمها استخدام الأماكن العامة غير المستغلة وتسخيرها لصالح خدمة المواطنين من جهة، على ان تكون كافة الأدوات والمستلزمات المطلوبة لتشييد هذه المساحة، معادة التدوير بما في ذلك الحافلة وأدوات الزينة وغيرها من المستلزمات.
هذا وقد عمل الشباب جنبا الى جنب مع جمهور المتقاعدين من سكان المدينة على مدار ثلاثة أيام متتالية لتصميم الحافلة التي اعيد تدويرها، بما في ذلك عملية طلائها وتزيينها، زراعة النباتات والزهور من حولها، وإضافة عناصر فنية ومقاعد للجلوس، هذا كله ساهم في تحويل الموقع بأكمله إلى مساحة نابضة بالحياة بمشاركة الفنانين والمتطوعين وأبناء المدينة. إضافة إلى تخصيص هذه المساحة المجتمعية، تم أيضا ضمن هذا المشروع تأهيل 20 شابًا وشابة من سخنين خضعوا لـ 7 ورشات مهنية تمحورت حول رعاية الشباب في ضائقة من ابناء المدينة، الذين سيجدون في هذه المساحة بيتًا يحتضنهم في الأوقات الصعبة التي يواجهونها.
يأتي هذا المشروع “للروح الطيبة” في سخنين بهدف التمكين لشباب وشابات المدينة ومنحهم المعرفة والأدوات اللازمة لتوظيفها في مجالات متنوعة خاصة في مجالات العمل مع الشباب، وتعزيز الروابط المجتمعية، وتحسين المهارات الشخصية والمهنية. ويعمل المشاركون، الذين تلقوا تدريبًا شاملاً، في مجتمعهم ضمن نشاط تطوعي أسبوعي، مما يساهم في تعزيز الصمود المجتمعي، وتطوير الشعور بالانتماء، وتحسين جودة الحياة والأجواء العامة في المدينة.
وتحدث الطالب خلدون أبو صالح وهو أحد الطلاب المتطوعين المشاركين في العمل على إقامة المشروع مشددا على ان “المشاركة في مشروع فريد مثل هذا يعبر عن الإحساس بالانتماء والعمل لصالح المدينة لدى أجيال الشباب، خاصة اننا نحن أبناء وبنات مدينة سخنين نتجند ونساهم لتطوير مرافق المدينة من أماكن ترفيه ومساحات مميزة لخدمة أبناء سخنين، وكل هذا من خلال المشاركة في بناء هذا المشروع بشكل تطوعي ليقدم الخدمات على مدار سنين طويلة. نتحدث عن مشروع ريادي ذات قيمة معنوية كبيرة لأبناء المدينة كافة”.
وتحدث رئيس بلدية سخنين مازن غنايم الذي واكب فعاليات إقامة المشروع شاكرا كل المسؤولين القيّمين على هذا المشروع في جمعية الروح الطيبة وقال: “الجميع يسألون لماذا اخترنا هذا الموقع تحديدا، أي موقف البلدية، لاحتضان هذا المشروع؟ نحن نتحدث عن موقع مركزي في المدينة بالقرب من بلدية سخنين وانا دائما
أؤمن ان بلدية سخنين هي المؤسسة الوحيدة التي تعتبر ملكا لكافة أهالي سخنين على الرغم من الاختلافات الحزبية او العائلية. الهدف من إقامة هذا الحيز المميز يصب في صالح معالجة مشاكل التي يواجهها المجتمع عامة. هذا المشروع استقطب اليه العشرات من الشباب من أبناء المدينة خلال ساعات الفراغ ليكون بمثابة المكان الذي من خلاله سنسعى لاحتضان هؤلاء الشباب لنشر التوعية تجاه الأمور السلبية التي يواجهها المجتمع من خلال تقديم المحاضرات والورشات والفعاليات التوعوية وللتشديد على مكونات مجتمعنا الحضاري ذات الجذور العميقة”.
وأضاف غنايم أيضا: “واجبي كرئيس بلدية ان تكون لدينا خطة حول كيفية توفير الأطر الملائمة لشبابنا واولادنا. من هنا نرى اليوم المئات من الشباب المشاركين في هذا المشروع لأهمية هذا المشروع ذات الرسالة الإنسانية والمجتمعية الهامة التي تجمع الشاب والمسن مما يساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية والانتماء بين أبناء البلد الواحد واحترام الحيز العام لما فيه صالح أبناء المدينة”.
وقال مدير المجتمع العربي في جمعية الروح الطيبة من مجموعة “أريسون” هلال حاج يحيى مشيرا الى ان “سخنين تتوج اليوم باكروة مشروع قدوة الذي سيقام أيضا على مدار الأشهر القادمة في بلدات عربية عديدة. ان الاستقطاب الجماهيري اللافت في سخنين من قبل المئات من أبناء المدينة من شباب وشابات ومتقاعدين الذين عملوا على مدار 3 أيام متتالية لتأهيل هذه المساحة المميزة بأجواء مفعمة، ما هو الا أكبر دليل على نجاح هذا المشروع الذي بادرنا اليه في الروح الطيبة. هذا المشروع الذي بمجرد البدء في انشائه جمع حوله المئات من أبناء المدينة من كافة الشرائح العمرية الذي اجتهدوا وعملوا بروح التطوع ليقيموا هذه المساحة المميزة لخدمة أبناء المدينة كافة، الامر الذي أعاد الامل والتفاؤل بمستقبل أفضل خاصة لمجتمعنا العربي عامة في ظل الظروف والمتغيرات التي مررنا بها”.
وحول هذا المبادرة الى هذا المشروع أضاف حاج يحيى:” هذه المبادرة هي مبادرة تطوعية فريدة من نوعها موجهة للطلاب والشباب في القرى العربية في المجتمع العربي ليكونوا قدوة يحتذي بها الجميع ومن هنا أتت تسمية هذه المبادرة. تهدف المبادرة إلى تزويد الشباب من المجتمع بأدوات من خلال تقديم التدريب المهني المكثف لهم، تدريبًا عمليًا ونظريًا في مجالات مختلفة، لاكتساب المعرفة والمهارات اللازمة لتقديم الدعم والتوجيه بشكل تطوعي مستمر ومنتظم للشباب الآخرين وتطوير مهاراتهم القيادية والتواصلية، ليقوموا بدورهم بتوجيه وتشجيع الشباب الآخرين في مجتمعهم. ويشمل المشروع إنشاء مركز مجتمعي دائم بالشراكة مع شركة تجارية، ليكون بمثابة دفيئة يعمل هؤلاء الشباب خلالها على مساعدة وتوعية الشباب في أوقات الفراغ لبناء مجتمع قوي ومتماسك يكون الشباب قادرين فيه على تحقيق طموحاتهم وتطوير مجتمعاتهم، بالإضافة الى مكافحة الظواهر السلبية من خلال توفير بدائل إيجابية للشباب”.
الصور المرفقة تصوير علاقات عامة