جوائز شولاميت الوني لسنة 2024

بقلم اديب جهشان – مخرج وممثل - مؤسس مسرح السرايا العربي - يافا

تاريخ النشر: 11/12/24 | 12:41

جرى يوم 2024/12/9 في مسرح يافا – المسرح العربي عبري احتفال لتوزيع جوائز على اسم المرحومة شولاميت الوني التي عملت بمجال السياسة واسست حزب راتس وبعد ذلك زعيمة حزب ميرتس واشغلت منصب وزيرة التربية والتعليم في سنوات 1992- 1993 وعرف عنها نشاطها في مجال حقوق الانسان والمواطن في الدولة .
وقع الاختيار علي لمنحي جائزة تقديرية خاصة على تأسيس مسرح السرايا في يافا اضافة لمنح جائزة مشروع حياة فنية ثقافية ادبية للفنانة فريال خشيبون من حيفا مؤسسة ومديرة فرقة سلمى للفنون الاستعراضية على عملها الدؤوب لتطوير الفن الاستعراضي في المجتمع العربي وللكاتب المسرحي والمخرج يهوشوع سوبول .كذلك جرى في هذا الاحتفال توزيع كتاب المرحومة شولاميت الوني ” المرأة التي أغضبت مرتين – عندما قالت وعندما صدقت ” . كذلك تم توزيع جوائز على كتابات ادبية فازت باحداها الكاتبة بيان حامد على كتابها ” كأنني كنت استعارة ” .
فيما يلي الكلمة التي القيتها والتي تلقي الضوء على مراحل تأسيس مسرح السرايا العربي في يافا .
مسرح السرايا العربي في يافا يحمل معنى وأبعادًا مميزة، ليس فقط بالوقت الحاضر وإنما بسياق تاريخ الحركة المسرحية. مدينة يافا كانت مدينة مفعمة بالحيوية قبل قيام الدولة، وكانت تعتبر العاصمة الثقافية لفلسطين، كانت الحياة فيها غنية: دور السينما، النشاطات المسرحية الكثيرة، الصحف والمطابع وغيرها. لكن يافا كانت تفتقر إلى المسرح بالمعنى المُعَرَّف والمتداول للكلمة. فقد كانت نشاطات مسرحية مكثفة في النوادي، المدارس والمقاهي، إلى جانب عروض الفرق المسرحية من داخل يافا نفسها ومن المدن الأخرى، ومن الدول المجاورة: مصر، سوريا ولبنان. وقدّم مطربون وممثلون مشهورون عروضهم الفنية الغنائية والمسرحية في يافا.
السرايا هو المسرح الأول في يافا الذي تم تأسيسه كمسرح، وذلك بفضل كثير من الأشخاص المحيطين بي، والذين آمنوا بأهمية وجود مسرح عربي في يافا وعملنا معا لتحقيق الحلم.
قبل ما يقارب 28 عامًا وبعد لقاءات عدة مع المسؤولين في بلدية تل أبيب يافا، وبمجهود المحامي نسيم شقر (الموجود حاليًا خارج البلاد)، الذي كان عضوًا في البلدية ممثلا عن يافا، وبدعم السيد محمود دسوقي الذي عمل نائبًا لمدير المكملة ليافا، نجحنا بالحصول على هذا المبنى لإقامة مسرح عربي. لكن البلدية اشترطت لاستعمال المبنى أن يجري فيه نشاط مشترك عربي عبري. فقمت باختيار مسرح ميكومي اليافاوي، بإدارة يجئال عزراتي وجابي الدور، ليكون الشريك العبري وهكذا تسلمنا المبنى.
كان المبنى مليئًا بالقاذورات وتغمره روائح العفونة من بقايا طيور وحيوانات ميتة وأخرى معششة في المبنى. أنا لا أبالغ إن شبهت المبنى بالمزبلة ومقبرة الخردوات. كان الوضع مزريا ومختلفا تمامًا عما هو اليوم. استغرق تنظيف المبنى نحو عام كامل، وكان العمل مشتركًا بيني وبين يجئال عزراتي.
بدأنا العمل المتواضع جدًا بالمعدات، الأضواء والملابس، وكلها قديمة ومستعملة، التي حصلنا عليها من مسرح هبيما والكاميري. مسرح مكومي أقرض مسرح السرايا ميزانية لإنتاج أول عمل مسرحي: “أيتام يافا”، بمشاركة الممثلين: سهيل حداد، نورمان عيسى، ضرار سليمان ويوسف سويد مساعدًا للمخرج يجئال عزراتي. وقد شارك ممثلون آخرون خلال السنين في تطوير المسرح ومتابعة مسيرته.
وبدأت الأعمال المسرحية تزدهر، بفضل القسم العربي في وزارة الثقافة ومديره في تلك الفترة المرحوم موفق خوري، الذي دعم المسرح بحماس. في سنة 1998 أصبح المسرح مؤسسة كجمعية رسمية مسجلة. لقد ضحّى كثيرون بجهودهم عند التأسيس، وتطوعوا للخدمة في الهيئة الإدارية للجمعية: السيد محمود دسوقي، السيد أكرم حلو الذي أدار الأمور المالية للمسرح خلال سنوات طويلة، السيد عمر سكسك، السيدة نجوى حناوي، الدكتور غانم يعقوبي، السيد سليمان صايغ وأخيرا السيدة الشريكة ناهدة سكيس، وانضمت زوجتي المحامية تغريد جهشان أيضا كمستشارة قضائية للمسرح، والمرحومة ناديا حلو التي بذلت جهدها للمبادرة ولإنجاح مهرجان المرأة العربية آنذاك.
كما حظينا بمرافقة ودعم بلدية تل أبيب خلال السنين التي كرمتني مع زميلي يجئال عزراتي بجائزة جوتليب لإقامة المسرح العربي العبري في المدينة، وأخص بالذكر موظفي قسم الثقافة في تلك السنين: ميخال ليبستر، يعقوب مندل والمرحوم أفيغدور ليفين الذين أسهموا بتطوير المسرح.
اليوم يتم تكريمي بجائزة المرحومة شولاميت آلوني بعد أن توجه إليّ السيد يوسي فروست والسيدة ناهدة سكيس نيابة عن إدارة الجائزة. لقد عرفت المرحومة شولاميت آلوني شخصيًا عندما تم تعييني عضوًا في مجلس الفنون والثقافة، الذي كانت المرحومة عضوًا فيه مع فنانين آخرين: المرحومة حنة مارون وعوديد كوتلر وغيرهم. إنها امرأة عصامية قوية، نشطة ومنفتحة، عملت الكثير من أجل إثراء الحياة الثقافية في البلاد.
لهذه الامسية اعتبار خاص في حياتي الشخصية، وأرى أنها إقفال لدائرة مشروعي بإقامة مسرح السرايا، الذي نما وأثمر بالحياة الثقافية في يافا والبلاد، إضافة إلى مشروع المسرح العربي العبري في البلاد. أتمنى النجاح للمسرحين، والعمل المشترك القائم على الاحترام المتبادل، والتعاون والتفاهم والتعايش معًا، خاصة في هذه الأيام العصيبة، بعد أن انعدم التواصل بين المسرحين. وهنا أتوجه من هذه المنصة إلى مسرح يافا بالمبادرة لإعادة الوضع كما كان سابقًا في بداية الطريق.
وأخيرًا أشكر بشكل خاص عائلتي، خاصة زوجتي تغريد وبناتي الثلاث، نغم ونوا وناي، ناي ابنتي الصغيرة في ذلك الوقت أمضت أيامًا وأمسيات كثيرة معي، وكبرت في المسرح في مراحله الأولى. لقد تحملوا وصبروا كثيرا بكل حب وتفهم، بسبب غيابي القسري الكثير عن البيت في الأمسيات والليالي، علمًا منهن أن المسرح هو بيتي الثاني.
شكرًا جزيلا لكل من حضر وشاركني هذه الأمسية، والشكر الخاص للهيئة الإدارية للجنة الجائزة.
أديب جهشان – يافا 9.12.2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة