معرض جديد بعنوان “طبيعة وألوان” في زركشي سخنين
امين بشير
تاريخ النشر: 15/12/24 | 20:13أقيم في صالة العرض ” جاليري زركشي” في سخنين مساء السبت معرض جديد ضمن مجموعة “نلتقي لنبدع ونوثق” بعنوان ” طبيعة وألوان” بمشاركة مجموعة من الفنانين المبدعين تحت اشراف وزارة العلوم والثقافة، ورعاية “جمعية جوار في الشمال”.وقد حضر حفل افتتاح المعرض كوكبة واسعة من الفنانين التشكيليين، وإدارة الجمعية، بمشاركة السيد مازن غنايم رئيس بلدية سخنين، والسيد نضال حاج رئيس مجلس كوكب أبو الهيجاء، ومجموعة من المتابعين متذوقي الفنون التشكيلية. الأستاذ أمين أبو ريا كانز المعرض، ومدير مركز التراث البلدي قال: “تُعد الألوان إحدى أقوى الأدوات لجذب انتباه المشاهد للمعرض الفني وتركيزه على التفاصيل وذلك بفضل الثقل البصري الذي يؤثر من خلاله اللون على عين الإنسان ويجعلها تطيل النظر اعتمادًا على درجة اللون وتركيزه. مثلًا تجذب الألوان الزاهية والمشرقة العين البشرية غريزيًا. كما يؤثر اللون على إدراك المستخدم لحجم ووزن العناصر في اللوحة فتميل الألوان الأكثر دفئًا، مثلما يؤثر اللون في اللوحة على إطلاق حكم بمدى جودتها يؤثر اللون على إدراك المشاهد لها.هنا لا بد من التطرق الى انخفاض القدرة عند البعض على رؤية الألوان أو ما يُسمى علميًا بعمى الألوان وهو ما يحتّم على الفنان المبدع الانتباه لتباين الألوان بشكلٍ كافٍ ومراعاة هذا الموضوع.عمر أشجار بلادنا وحجارتها من عمر الأرض ومنها حديث التكوين من صلب الطبيعة أو من صنع الإنسان. نجدها متجذّرٌة في الأرض أو مرميٌّة أو محطّمة.نعلم ان في الحجر حياة على عكس ما قيل عنه فهو يروي حكايات التكوين والأمكنة وحكايات الناس الذين مروا به احتموا به أو حاولوا تطويعه. من خلال الحجارة الموجودة في الطبيعة وطرق تموضعها وهندسة أشكالها حين تكون مهملة أو مجتمعة بعضها ببعض كعائلة على السواقي وفي مجرى النهر أو مرمية على الأرض بغير تنسيق أو مرفوعة على سقالة أو مصفوفة على طرق لا يمر بها أحد تشرق عليها الشمس وينحني عليها الليل وتظل أثراً شاهداً على الطبيعة وتحولات فصولها.
نلتقي دائما كفنانين ومبدعين لنرسم معا أولا ونوثق معالم بلادنا ثانيا والقسمين هامين لان الأول يساعد كل فنان على تطوير قدراته الفنية وامتلاك طرق وأساليب وتقنيات جديدة الى جانب إنعاش الذاكرة الفنية وثانيا لتوثيق معالم البلاد التي سرعان ما تقطع اشجارها وتتغير معالمها وتقتلع حجارتها وتتبدل مبانيها فكأننا في سباق تسارع مع الزمن ان كنا ننجح في توثيق هذه المعالم او لا.
هذا والقى كل من السيد مازن غنايم رئيس بلدية سخنين والسيد نضال الحاج رئيس مجلس كوكب أبو الهيجاء المحلي والسيد مصطفى أبو ريا الرئيس الاسبق لبلدية سخنين مداخلات اشادوا فيها بعمل الجمعية وبالجهد الكبير الذي تبذله في صقل شخصية المجتمع ككل داعين لتكثيف الفعاليات والنشاطات الفنية والادبية في المجتمع العربي الذي يئن وينزف نتيجة تفشي العنف. هذا وشارك الفنان خالد أبو علي بمداخلة فنية تمثيلية قصيرة لاقت استحسان الجمهور، واختتم الحفل بتكريم الفنانين المشاركين بشهادات تقديرية.وجاء في نشرة ادارة الجاليري: “في معرضنا هذا اليوم عودة إلى رسم الطبيعة الصامتة وإن كان الوصف ليس دقيقاً فالطبيعة التي تظهر في أعمال الفنانين التقطتها اللوحات في لحظة حيوية جداً يظهر من عنوان المعرض “طبيعة والوان” فإننا أمام مشاهد خصبة خضراء ومفعمة بالضوء والحركة”. هذه الميزات التي جمعت الفنانين لكن كلاً منهم قدّمها متفرّدة بضربات الفرشاة السريعة والقوية أو تلك الهادئة والأقل خشونة. لذا نرى ان تعبيرية اللوحات تتجلى من خلال الترتيب الصوري المكتمل. إن المشاركين والمشاركات يتقنون ترتيب العناصر كما لو أنهم يضبطون ديكور غرفة. العناصر بسيطة لكنها متنوعة. يرغبون في أن يكون كل تفصيل من اللوحة مرئياً بما يكفي ليؤدي دوره سواء أكان ثانوياً أو أساسياً.رسم الطبيعة مغامرة في أرض طرقت كثيراً ولم تعد الوجهة التي تلفت نظر الفنانين. الالوان أساسية صريحة وتركت لها مساحة لتظهر وتكتمل بكل طبقاتها وتدرجاتها لذلك يكون النظر إلى الأعمال مريحاً ومنساباً.لم يعد الفنانون اليوم يكترثون كثيراً لرسم المناظر الطبيعية والعودة إلى ذلك أشبه ما تكون بالمغامرة في أرض طرقت كثيراً ولم تعد تسترعي الكثيرين لكن تجارب تجعلنا نعيد النظر في هذه الفكرة.وحدهم المبدعون يلوذون بالصمت عند ممارسة الإنجاز والإبداع والرسام من ينجز أعماله دون ضجيج أو دعاية مصاحبة نعتقد أنه بذلك يعبر عن ضرورة الهدوء لممارسة الإبداع والإنجاز.لقد استطاع اهل الفن المشاركون أن يعيدوا رسم المشهد الوطني وتنسيق ألوانه بعناية دون صخب أو ضجيج وبعد قرابة الثلاث أشهر من العمل بهدوء بدأت الإنجازات تتحدث عن نفسها وتفرض نفسها على الساحة الفنية.مع هذه المشاهد الفنية لطبيعة منطقتنا والسهل المحبب الى قلوبنا التي تنقلنا من أحضان الطبيعة بجمالها المستتب والأخّاذ إلى ما يسكن فيها أو يحرك استقرارها نحو الاضطراب والحذر.