على العالم أن يتحرك ليوقف سفك دماء أطفال غزة
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 16/12/24 | 8:15الأهداف الحقيقية وراء ما تقوم به دولة الاحتلال من تدمير ممنهج يهدف لتفريغ الأرض الفلسطينية من مواطنيها وتحويلها إلى مكان غير صالح للسكن البشري ومنطقة عازلة دائمة بالمفهوم العسكري، ولا يمكن فصل ما يجري من أحداث في الأراضي الفلسطينية مع ما حدث في لبنان وتحديدا جنوبه أو ما حدث مؤخرا في سوريا، والتهديدات المستمرة لبقية الدول العربية المحيطة وتهديد استقرارها السياسي وخاصة في ضوء أخر المستجدات في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس .
إن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة ما يجري حاليا في قطاع غزة يعد جريمة إنسانية كبرى تعكس وحشية الاحتلال وصمت العالم على معاناة شعب محاصر ومظلوم، وأن قيام جيش الاحتلال المجرم بقصف مبنى بلدية دير البلح، ومدرسة الماجدة وسيلة في مدينة غزة اللذين يؤويان نازحين، واستشهاد وإصابة العشرات، ضمنهم أم وأطفالها الأربعة، هو انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية، واستهداف متعمد للمدنيين العزل الذين معظمهم من النساء والأطفال .
العالم يواصل تجاهله لما يجري في قطاع غزة بينما يتعرض أطفال غزة يوميا لإراقة الدماء والجوع والمرض والبرد، مع استمرار حرب الإبادة الجماعية، وأن الهجوم على مخيم النصيرات وسط غزة مؤخرا رفع عدد الأطفال الذين قُتلوا في غزة خلال الشهر الأخير إلى أكثر من 160، أي بمعدل 4 أطفال يوميا منذ بداية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وكان قد استشهد 40 مواطنا بينهم أطفال ونساء وأصيب عشرات في المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بقصف مربع سكني في النصيرات بغزة .
من المؤكد ان الأطفال في غزة ليسوا مسؤولين عن الوضع، وليس لديهم القدرة على تغييره، لكنهم مع الأسف الشديد هم وحدهم يدفعون الثمن الأكبر بحياتهم ومستقبلهم كونهم فقدوا طفولتهم وحرموا من مواصلة تعليمهم وفقدوا أسرهم، وأن أكثر من 14 ألف و500 طفل قتلوا خلال الأشهر الـ 14 الماضية، وأن 1.1 مليون طفل بحاجة إلى حماية عاجلة ودعم نفسي، والمجاعة باتت تهدد حياتهم وخاصة في شمال قطاع غزة كون وصول المساعدات الإنسانية محدود للغاية وأصبح الأطفال يواجهون نقصا في الطعام والمياه النظيفة والأدوية والملابس الشتوية مع انتشار الأمراض القابلة للوقاية، مثل الطفح الجلدي والتهابات الجهاز التنفسي .
لا يمكن للعالم أن يظل غير مبال بينما يعاني هذا العدد الكبير من الأطفال يوميا من الدماء والجوع والمرض والبرد، وأن هذه المأساة المستمرة تكشف عن ازدواجية المعايير الدولية حيث يمنح الاحتلال الدعم المطلق من قبل دول كبرى، بينما يترك الشعب الفلسطيني يعاني تحت الحصار والقصف .
غزة اليوم ليست مجرد مدينة محاصرة، بل أصبحت رمزا للمأساة والظلم العالمي مع كل هذا الألم والمعاناة المستمرة منذ أكثر من 76 عاما وبات على المجتمع الدولي والعالم الحر التحرك لإنهاء هذه المجازر والكوارث وتحقيق العدالة لشعب طال انتظاره للحرية والكرامة، وإنهاء الحرب الدموية والحصار العنصري وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
إمعان قوات الاحتلال في انتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستهدافاتها المستمرة للمدنيين الأبرياء، ماهي إلا نتيجة حتمية لغياب تفعيل آليات المحاسبة الدولية، ولا بد من المجتمع الدولي ضرورة التحرك الجاد والفعال لوضع حد لهذه الانتهاكات الصارخة والمتكررة، حفاظاً على أرواح المدنيين وما تبقى من مصداقية الشرعية الدولية .