” أمُّ اللغاتِ ” بمناسبة يوم اللغة العربيَّة
شعر: الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل
تاريخ النشر: 19/12/24 | 9:11 لقد أعجبني هذا البيت من الشعر لأمير الشعراء أحمد شوقي في اللغة العربية وجمالها:
( إنَّ الذي ملأَ اللغاتِ محاسنًا – جعلَ الجمالَ وَسرَّهُ في الضَّادِ )
فنظمتُ أنا هذه الأبيات الشعريَّة ارتجالا ومعارضةً له :
إنِّي المُتيَّمُ عاشقٌ للضَّادِ – لغةُ السَّما يسمُو بها إنشادي
لغةُ التَّخاطبِ والفنونِ جميعهَا – لغةٌ ستبقى مَنهَلَ الرُّوَّادِ
لغةٌ مُقدَّسةٌ تهادَى نورُهَا – إيقاعُهَا بردٌ على الأكبادِ
لغةٌ بها الحقُّ القويمُ قدِ ازدَهَى – والفجرُ يسطعُ من خلالِ سوادِ
هيَ مجدُنا ومنارُنا وَسُمُوُّنا – وَمآثرُ الأجدادِ والأحفادِ
لغةٌ تُوَحِّدُ صَفَّنا وكياننا – والكلُّ ينهضُ بعدَ طولِ رقادِ
وجنائنٌ تزهُو بُعَيْدَ ذبولها – أجواؤُنا تصفُو منَ الأحقادِ
أمُّ اللغاتِ بسِحرِهَا وَبهائِهَا – الكونُ يُسْحَرُ في جمالِ الضَّادِ
لغةُ المَحبَّةِ والتَّسامحِ والنّدَى – تبقى مدى الأجيالِ والآمادِ
أمُّ اللغاتِ لدى الشُّعوبِ تمجَّدَتْ – كم عاشقٍ فيها وكم من صادِ
كلُّ اللغاتِ أمامَهَا لقدِ انحَنتْ – وتناثرَتْ كتناثرِ الفرصادِ
لغةُ التّجدُّدِ والتّطوُّرِ دائمًا – لا .. لم تكن في القيدِ والأصفادِ
الضّادُ تسطعُ في يراعي دائما – وتتيهُ في حللٍ من الأبرادِ
وأنا العروبةُ صوتُهَا وَنشيدُهَا – شعري يُعيدُ روائعَ الأمجادِ
ووَهَبْتُ عمري كلّهُ لقضيَّتي – الكلُّ يشهدُ ثورتي وجهادي
وعلى جفونِ النجمِ رَفَّتْ رايتي – وبكلِّ مرتفعٍ صهيلُ جيادي
فمِنَ المحيطِ إلى الخليجِ لقد رَووا – شعري وبالإقبالِ والإسعادِ
أنا شاعرُ الشعراءِ دونَ مُنازعٍ – شعري وفنّي كلُّهُ لبلادي
أنا حارسُ اللغةِ الجميلةِ عندنا – من مَنهجِ الأشرارِ والأوغادِ
لم تستطعْ كلُّ الدُّنى تزيفَ تا – ريخي وطمسَ مآثر الأجدادِ
وَهُمومُ شعبي إنّني واكبتُها – طول الزّمانِ بمُهحتي وفؤادي
سيظلُّ شعري للدُّهورِ مُخلّدًا – نبراسَ هَديٍ للدُّنى وَرَشادِ