جمعية إبداع تكرم الأديب والشاعر إبراهيم مالك

تقرير نادرة شحادة وتصوير سلام ذياب

تاريخ النشر: 25/12/24 | 9:22

أقامت جمعية ابداع مساء يوم السبت 21/12/2024 أمسية شعرية تكريمية راقية للأديب والشاعر ابراهيم مالك أحد مؤسسي جمعية إبداع حيث سيتم الحديث عن دراساته , قراءاته وكتاباته الأدبية .الأمسية برعاية السيد عصام شحادة رئيس مجلس كفرياسيف المحلي .شارك في هذه الأمسية لفيف من رجالات المجتمع ,أدباء , شعراء , مثقفين من أصحاب العلم والمعرفة , أصدقاء , فنانين ومعارف الأديب من القرى والمدن المجاورة .افتتح الأمسية العريف الأستاذ عبد الخالق اسدي عضو الهئية الإدارية بكلمة ترحيبية قال فيها :في أمسيتنا اليوم نكرّم معاً الشاعر القاصّ والصحفي إبراهيم مالك مغربي المولود في قرية سمخ المهجرة المطلة على بحيرة طبريا جنوباً .عام 1948 هجر من قريته سمخ الى حيفا وفيها قضى طفولته الواعية قليلاً , وهجر من حيفا عبر البحر الى عكا شمالاً ثم الى الجليل شرقاً مروراً بالمكر فالبعنة وصولاً الى كفرياسيف .تخرج إبراهيم مالك من المدرسة الإبتدائية والثانوية في كفرياسيف وأسهم مناخ أناسها في صقل شخصيته العلمية والثقافية وبلورة وعيه الاجتماعي والإنساني والسياسي استقر فيها حتى اليوم وأصبح وطنه الثاني . وخلال المرحلة الثانوية تفرغ للعمل السياسي واصبح ناشطاً سياسياً وأدبياً . جدير بالذكر أن إبراهيم مالك من مؤسسي جمعية إبداع ولذلك استحق التكريم منها ومنا .أصدر أكثر من 13 مجموعة شعرية وأكثر من 13 مجموعة نثرية وترأس مجلة ” كتابنا كتابنا ” .إبراهيم مالك قامة إبداعية من طراز خاص , كاتب عريق وشاعر ملهم وقارئ شغوف وليدثقافتين عربيتين إسلاميتين مغربيتين شرقيتين . إبراهيم مالك وليد الثقافة الإنسانية صاحب القلم المميز والروح المتحدية والإرادة الحديدية . دمت ذخراً لبلدك ومجتمعك ولجذورك .لك حبنا , لك تحياتنا , لك إحترامنا ولك الحياة .

ثم كانت مداخلة للأستاذ الناقد رياض مخول قائلاً :وإذ نكرم في هذا المساء الخاص شيخ الأدباء فأننا لا نستطيع أن نغطي جميع أدواره الفكرية والأدبية وغيرها . لكن من يقرأ إبداعاته على تنوّعها يجد فيها تفرداً فكرياً لإنسانياً مستوحى من ثقافات متعددة , شرقية قديمة وعربية وفلسطينية وغربية …والمدقق في ثقافة أبي مالك يجد أثر ثقافة وتراث أمريكا الجنوبية فيه التي يعتبرها اصل الوجود وبدء الإنسانية .ولا يمكننا أن نغفل أثر الفلسفة الديالكتيكية الماركسية الجدلية في شخصية أبي مالك . والجدلية في اساها هي علاقة إنسانية ترابطية .فقد كان شيوعياً إشتراكياً في نزعته الفكرية التي ما زالت تسكنه والمراجع لكتاباته في جريدة الإتحاد ومجلتي الجديد والغد وغيرها من المجلات الأدبية والفكرية المحلية وغير المحلية يجد ما كانت تتضمنه كتاباته من غنى فكري وسياسي وإجتماعي وإنساني حيث تتمثل فيها الجدلية بوضوح .وتظهر كتاباته أيضاً أثر الأدب الإنجليزي وخاصة شكسبير . أما الثقافة الفرنسية كما يصورها من خلال فولتير وروسو فقد قوّت عنده النزعة الإنسانية . ويبدو أن الثقافة الألمانية كانت من أكثر الثقافات التي أثّرت فيه .فتشبع منها وهي التي علمته الدقّة واحترام الزمن وفي نصوصه جمالية خاصة مميزة .المعنى والمبنى في أدب أبي مالك متلازمان لا يظهر الواحد منها دون الآخر لذا نجد في جميع كتاباته يستميلك بأسلوبه الخاص الذي يماثل فيه بين الطبيعة والفكر والفلسفة . تقرأ له جملة أو قطعة رومانسية مشحونة بالعواطف فتعيشها في حلولك الشعري معه لكنه سرعان ما ينقلك من خلالها الى عالم فلسفي فكري يجعلك تعمل فكرك في تأمّل فلسفي هادئ جميل فهو فنان يعرف كيف يهندس الكلام برموزه السيميائية مرتباً في سياقاته يجمع فيهت بين الدال والمدلول في سهولة ويسر دونما تعقيد .كان مولعاً بالموسيقى وقد زاد ولعه بها في برلين كما تبين كتاباته حين كان يتردد الى الكنائس ليستمع الى الموسيقى الكنسية .وكما يصرح هو أن تردده الى تلك الكنائس هو امتداد لطفولته التي عاشها في كفرياسيف حينما كان يتردد الى مدرسة الأحد في كنيسة البرتستانت أثناء المرحلة الإبتدائية .

من يقرأ كتابات أبي مالك الشعرية والنثرية يجد أن النزعة الإنسانية هي محور فكره وأدبه وفلسفته , فهو يؤمن بشراكة الإنسانية كما وصفها ميخائيل نعيمة فالإنسان أخو الإنسان في التعامل والسلوك الحسن والتسامح بعيداً عن التعصّب الديني .فهو ملتزم برسالته الإنسانية عبّر عنها في مواضيع كثيرة في نصوصه .كما كانت أيضاً مداخلة للمحامي حسن عبادي قرأ فيها كلمة نيابة عن الكاتب الشاعر والناقد فراس حج محمد من سلفيت جنوب نابلس وأهداه كتاب من الكاتب فراس محمد .وفي الختام كانت كلمة المحتفى به إبراهيم مالك الذي شكر فيها الحضور على مشاركتهم في هذه الأمسية الشعرية التكريمية وجميع المتحدثين في الأمسية , وتوجه بالشكر أيضاً الى إدارة جمعية إبداع وفنانيها على هذا التكريم الجميل , كما شكر بشكل خاص عريف الأمسية عضو الهيئة الإدارية الأستاذ عبد الخالق أسدي على عرافته الجميلة .ثم قدمت له الجمعية درعاً وباقة من الزهور تقديراً لعطائه وإبداعاته الأدبية الثقافية والإنسانية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة