السياسة العثمانية تجاه الاحتلال الفرنسي للجزائر 1847.1830

معمر حبار

تاريخ النشر: 31/12/24 | 22:21

الأستاذ التركي آرجمنت كوران: “السياسة العثمانية تجاه الاحتلال الفرنسي للجزائر 1830-1847″، ترجمة الأستاذ التونسي عبد الجليل تميمي، 1970، جامعة تونس، من 126 صفحة.
مقدّمة القارئ المتتبّع:
قرأت الكتاب أوّل مرّة بتاريخ: الثلاثاء 10 جمادى الأول 1438، الموافق لـ 07 فيفري 2017.
العناوين من وضع صاحب هذه الورقة التي بين يديك..
حول الكتاب:
نشر العمل كرسالة دكتوراه سنة 1953 بجامعة إستنبول بتركيا، ونشرته جامعة إستنبول سنة 1957.
اعتمد الكاتب التركي على رئاسة الوزراء، ووزارة الخارجية التركية في بحثه لينال به شهادة الدكتوراه.
الكاتب التركي هو الذي سمح للكاتب التونسي أن يترجم هذا الكتاب بخط مكتوب منشور عبر الكتاب، ونشرته جامعة تونس مترجما إلى اللّغة العربية سنة 1970.
المترجم:
يرى المترجم أنه لم يعد البحث عن الأرشيف من الأمور الصعبة بل أصبح عدم معرفة الباحث للغتين أو أكثر هو المعيق ولم يعد من المقبول. ويرى أن أحمد باي ربما يفوق الأمير عبد القادر.
الكاتب التركي كان صادقا في وصف الكراغلة:
قال الكاتب: الكراغلة هم الذين يطلقون عليهم لقب العبيد ويعاملون معاملة العبيد.
أقول: ما ذكره الأستاذ التركي في أطروحة الدكتوراه سبق أن قرأته وعبر كتّاب من جنسيات مختلفة. والفرق الوحيد هذه المرة أنه جاء من أستاذ تركي، وجامعة تركية، وأرشيف تركي، وإشراف تركي. فتحية تقدير للأستاذ التركي الذي لم يغير ولم يبدّل.
كان الأتراك لا يولون أبناء النّساء الجزائريات اللواتي يتزوجن بالإنكشاريين الأتراك ويسمى هؤلاء المواليد بالعبيد. وتعتمد الدولة التركية بالجزائر على القرصنة لتطفئ بها ثورة الإنكشاريين باعتبارها ضرائب.
نظرة الكاتب التركي للجزائريين:
الدولة العثمانية التي تخلّت عن أراضي أوربية بحكم معاهدة 1699مع النمسا، والبندقية، وبولونيا، وروسيا لم تعد قادرة أن تتحكم في الجزائر.
يصف الكاتب التركي الجزائريين بـ “الأهالي !!”.
قرر الباب العالي عدم التدخل فيما يحدث بين الجزائر، وفرنسا إثر تهديدات فرنسا باحتلال الجزائر ابتداء من سنة 1827.
الباشوات القادمين للجزائر وتونس وطرابلس لم يكن همهم غير جمع المال والعودة إلى إستنبول.
الأمر الذي كان يهم الدولة العثمانية هو الإبقاء على المعاهدة التي أبرمتها مع فرنسا، ولم يكن يهمها أمر الجزائر الخاضعة تحت الاحتلال الفرنسي.
تشبّث الأغاوات بالحكم وأمست الاغتيالات بسبب الكرسي سنة معمول بها.
الأتراك والمحتلّ الفرنسي:
أعلمت فرنسا الباب العالي أنها ستحتل الجزائر مسبّقا.
الدولة العثمانية كانت تتسول ولم تكن تقوم بالعمل الدبلوماسي خاصة بعد الرفض المهين المتكرر الذي سمعته من طرف فرنسا والتهرب الروسي الانجليزي والنمساوي عدّة مرّات بعد طرح قضية الجزائر طيلة سنوات 1830-1847.
تشبّث الأغاوات بالحكم وأمست الاغتيالات بسبب الكرسي سنّة معمول بها، وانتقل بعدها الحكم للداي ابتداء من 1671.
محمّد علي والأتراك للتنافس على الجزائر:
حين سقطت الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي كانت الدولة العثمانية في نزاع مع محمد علي حول النفوذ.
كان محمد علي حاكم مصر يحلم باحتلال تونس، والجزائر عبر 40 ألف جندي، وكان ذلك حين علم بسعي فرنسا لاحتلال الجزائر، ومنعته إنجلترا من فعل ذلك.
طالبت فرنسا الباب العالي بإرسال جيش مصر التّابع للدولة العثمانية لتأديب حسين باشا. وكان محمد علي يحلم بضم تونس وليبيا والجزائر إليه عبر 40 ألف جندي ويمنع تسليح الموانئ، ويدفع الضرائب للغرب عن طريق الضرائب التي يتحصل عليها من طرف البواخر التي تحطّ بالبحر الأبيض المتوسط وترفض موانئ السودان هروبا من الضرائب التي يفرضها محمد علي الباهظة.
انجلترا كانت ترفض احتلال الجزائر من طرف محمد علي لأنّ ذلك سيعزّز مكانة فرنسا البحرية على حساب المكانة البحرية الانجليزية. وبناء على طلب من انجلترا تراجع محمد علي عن احتلال الجزائر. 47 -57
وفي عام1831 يرسل محمد علي باشا من مصر جيشا لوالي سورية ليجبره على استعادة الجنود 6000 الذين هربوا من ظلم محمد علي باشا فنشبت حرب بين الباب العالي ووالي مصر. أقول: والجزائر تحت الاحتلال.
الأتراك وسيّدنا الأمير عبد القادر:
ظلّت الدولة العثمانية ترفض بشدّة إبرام فرنسا للمعاهدة مع الأمير عبد القادر. لأنّه في نظرها عربي لا يليق إبرام المعاهدات معه. وأن هذا مناف للعلاقات الوثيقة بين فرنسا والدولة العلية.
بعد إبرام المعاهدة بين فرنسا والأمير عبد القادر، كان السفير العثماني بباريس يرى أن فرنسا تعقد معاهدات مع شخص عادي.
وكان السفير العثماني يقول للسفير الانجليزي مستنكرا معاهدة فرنسا مع الأمير عبد القادر أن فرنسا سعت لهذه المعاهدة مع الأمير لتتفرغ أكثر وأحسن لاحتلال قسنطينة إثر معاهدة تافنة 30 مارس 1837.
والسفير العثماني بباريس الذي كلف بالتحدث عن عودة الجزائر للدولة العثمانية، كان ينصح بعدم التركيز على الموضوع لكيلا تخسر الدولة العثمانية علاقاتها مع فرنسا بسبب الجزائر. وكلّف بإعاقة إبرام المعاهدة وأن الدولة العثمانية لا تعترف بالمعاهدة المبرمة بينهما.
وذكر أفندي باشا في 28 أوت 1837 للكونت موليه أن إبرام فرنسا معاهدة مع شيخ عربي مثل عبد القادر يعد عملا منافيا لعظمة فرنسا.
أقول: كان سيّدنا الأمير عبد القادر أفضل بكثير من الدولة العثمانية، وهي التي استقوت حين سمعت بما قام به.
تونس تعين المحتلّ الفرنسي لاحتلال الجزائر:
رفض والي تونس مساعدة الجزائريين خاصة قسنطينة حين كانت تحت الحصار وقد تمّ احتلالها بتاريخ: 13 أكتوبر 1837. لأنّه لم يرد أن يخسر الاحتلال الفرنسي المجاور له.
الباشوات القادمين للجزائر وتونس وطرابلس لم يكن همهم غير جمع المال والعودة إلى استنبول إلى أن انتقلت القوة فعليا إلى الإنكشاريين ابتداء من سنة 1596.
بربروس والجزائر:
توفى بربروس بعد عامين من فتح الجزائر سنة 1516 وأصبح الحاكم الوحيد في الجزائر.
تيقن بربروس أنه لن يستطع حكم الجزائر لوحده فاستعان بالسلطان سليم الذي أمده بـ 200 جندي وأعطى امتيازات للإنكشاريين الذين يذهبون للجزائر. لكن بربروس غادر الجزائر في نفس السنة 1520 بسبب رفض الجزائريينس له، وهو العام الذي أعلن فيه الجزائر مقاطعة تابعة لتركيا. وبعد 5 سنوات من القرصنة عاد بربروس ليحتل الجزائر سنة 1525، وأسس ميناء قويا يحتمي به.
وبعد احتلاله لتونس 1535 لم يعد يهتم بالجزائر. وبعد موت بربروس 1546 ورثه ابنه، وطرد شارل الخامس من الجزائر بعد أن كبّده خسائر باستثناء وهران التي بقيت تحت الاحتلال الاسباني رغم محاولات استرجاعها.
التنافس الروسي الإنجليزي لاحتلال الجزائر:
معاهدة بين روسيا وانجلترا ضد الجزائر وفي 1816 وصلوا لميناء الجزائر. وخضع عمر باشا لتهديد الأسطول البريطاني الهولندي وأطلق سراح الأسرى المسيحيين، ولم تعد أساطيلهم تتعرض للتهديد والقرصنة الجزائرية.
رفضت روسيا وانجلترا التدخل لدى الاحتلال الفرنسي لإعادة الجزائر للدولة العثمانية. واقتصر العمل العثماني على الجانب الدبلوماسي غير الفاعل. وكانت مضيعة للوقت لأنّها كانت ضعيفة ولا تملك وسائل الضغط.
أقول: الدولة العثمانية كانت تتسوّل ولم تكن تقوم بالعمل الدبلوماسي خاصّة بعد الرفض المهين المتكرر الذي سمعته من طرف فرنسا، والتهرّب الروسي الإنجليزي عدة مرّات بعد طرح قضية الجزائر.
المحتلّ الفرنسي يهين تركيا:
بعثت فرنسا وعبر سفيرها بتركيا بتاريخ: 02 أوت 1827 رسالة إلى الباب العالي تطلب منه ترضية من الداي إثر حادثة المروحة. وبما أنه لم يقبل وجبت الحرب ضده وضد الجزائر. وقرر الباب العالي عدم التدخل فيما بين فرنسا وداي الجزائر.
أقول: فرنسا أعلمت الباب العالي أنها ستحتلّ الجزائر ولم تفعل شيئا.
جاء في: “فصل علم الباب العالي باحتلال الجزائر”. احتلّت فرنسا سيدي فرج بـ 37.000 جندي محتل. وفرنسا رفضت استقبال طاهر باشا مبعوث الدولة العثمانية. ما يدل على الإهانة، والتفرّغ لاحتلال الجزائر الذي لم تفعل الدولة العثمانية أي شيء بشأنه.
أقول: تعاملت الدولة العثمانية مع احتلال الجزائر من طرف فرنسا ببردة، وخوف، وتملّق لفرنسا ولم تمارس أيّ ضغط أو تهديد. بل سعت لإعدام الداي حسين إرضاء لفرنسا وضمّ الجزائر إليها من جديد، بينما كانت في الوقت نفسه تتنازل لأراضيها لحساب الغربيين. وأعلمت فرنسا الدولة العثمانية أنّها لن تطلب منها تعويضا عن احتلالها للجزائر لأنها وجدت أموالا طائلة بالخزينة الجزائرية.
طالبت الدولة العثمانية من بريطانيا السعي لدى فرنسا المحتلّة للجزائر للحفاظ على مصالح العثمانيين بالجزائر. ولم يستلم الباب العالي أي ردّ من الاحتلال الفرنسي رغم الرسائل والسفراء الذين أرسلهم الباب العالي مذكرة فرنسا بالمعاهدة بينهما.
أقول: هذا هو الذي يهم العثمانيين فقط، ولا تهمهم الجزائر.
بعد إبرام معاهدة الصلح بين روسيا والدولة العثمانية أرسلت المفتي أفندي إلى الجزائر ليطلب من حسين باشا ألاّ يتدخل بين النمسا ومراكش، ويسعى للتفاهم بين فرنسا والباشا.
أقول: كلما طالبت الدولة العثمانية عبر السفير الانجليزي الذي أخبرها أنه لن يطالب فرنسا بالتراجع عن الجزائر، وسفراء فرنسا والذين أخبروهم بأنه لا يمكن التراجع عن احتلال الجزائر إلا وزادت فرنسا من توسيع احتلال الجزائر كاحتلالها للمرة الثانية لقسنطينة، والنمسا أيضا.
تركيا تتخلّى عن الجزائر رسميا بعدما تخلّت عنها من قبل:
سنة 1847 لم تذكر الجزائر ضمن جدول الولايات التابعة للدولة العثمانية، وهي نفس السنة التي فرض على سيّدنا الأمير عبد القادر وضع السّلاح.

الأربعاء 1 رجب 1445هـ، الموافق لـ 1 جانفي 2025
الشرفة – الشلف – الجزائر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة