جبران خليل جبران عبقريّ في مؤلّفاته ورسوماته!

د. محمود أبو فنّه

تاريخ النشر: 01/01/25 | 13:32

سيرة حياة جبران بإيجاز:
لم يعمّر جبران كثيرًا، فعمره لم يتجاوز 48 عامًا، فقد ولد في 6.12.1883 في بلدة بشراي في لبنان، لكنّه تنقّل في حياته، فقد هاجر من لبنان إلى أمريكا عام 1894، ثمّ عاد لفترة قصيرة إلى لبنان ليعود إلى أمريكا، كما سافر إلى باريس عام 1908 ليدرس الرسم والتصوير، وفي عام 1910 عاد لأمريكا وهناك مكث حتّى وفاته في نيويورك في تاريخ 10.4.1931، ونقلت رفاته لبيروت في شهر آب ودفن في قريته “بشراي” الّتي ولد فيها.
أهمّ العوامل الّتي ساهمت في إبداعه وتألّقه:
– نشأته في أسرة عانت الفقر وبؤس الحال وسيطرة التّقاليد والإقطاع.
– تنقلّاته وقراءاته ودراسته الفنّ في باريس واكتسابه التّجارب المثرية.
– معاناته بفقد أخته وأخيه وأمّه نتيجة مرض السّلّ وهو في المهجر.
– حصوله على الدّعم من الآخرين خاصّة الفتاة الأمريكيّة ماري هاسكل.
– موهبته الفطريّة في الإبداع الأدبيّ والرّسم.
جبران عبقريّ موهوب:
أعترف أنّ هناك عباقرة، والعبقريّة لا تقتصر على مجال واحد.
فقد نجد عباقرة في الإبداع الأدبيِّ!
وقد يكون عباقرة في الموسيقى والغناء!
وقد نجد عباقرة في الرّسم أو النّحت أو التّمثيل..
وقد نجد عباقرة في العلوم والابتكارات وشتّى المجالات…
والأديب الشّاعر الرّسّام جبران خليل جبران – في رأيي المتواضع – عبقريٌّ!
كان جبران خليل جبران عبقريًّا مبدعًا متميّزًا في إبداعه الأدبيّ ورسوماته، وكان مبتكرًا مجدّدًا في أفكاره وأسلوبه ولغته وعباراته، وكانت له بصيرةٌ تخترق ضباب الحاضر لتبصر أشعّة المستقبل وأنواره، وتعبّر عن خفايا النّفس البشريّة، والقضايا الفلسفيّة المصيريّة الّتي تشغل النّاس، وترك إرثًا خالدًا من انتاجه الأدبيّ الفكريّ باللّغتين العربيّة والإنجليزيّة، وما قاله وكتبه في كتابه المشهور “النّبيّ” وفي غيره من مؤلّفاته أكبر شاهد ودليل على عبقريّته الفذّة!
مؤلّفاته وكتبه بالعربيّة:
كان أوّ ل كتاب يصدره جبران باللّغة العربيّة هو: “الموسيقى” عام 1905، ثمّ
صدرت له عدّة كتب: ” عرائس المروج” (1906)، “الأرواح المتمرّدة” (1908)، “الأجنحة المتكسّرة” (1912)، “دمعة وابتسامة” (1914)، “قصيدة المواكب” (1919)، “العواصف” (1920)، “البدائع والطّرائف: (1923).
مؤلّفاته بالإنجليزيّة المترجمة للّغة العربيّة:
“المجنون” (1918، “السّابق” (1920)، “النّبيّ” (1923)، ” رملٌ وزبد” (1926)، “يسوع ابن الإنسان” (1928)، “آلهة الأرض” (1931).
وهناك كتابان آخران نشرا له بعد وفاته هما: “التّائه” (1932)، “حديقة النّبيّ” (1933).
نصوص لجبران أوصي بقراءتها:
من الكتب الّتي أوصي بقراءتها: “الأجنحة المتكسّرة” ويصوّر هذا الكتاب قصّة حبّ جبران، هذا الحبّ الذي فشل ولم يتحقّق الزّواج بسبب التّقاليد وسلطة رجال الدّين والإقطاع.
وكتاب “النّبيّ” الّذي يعتبر القمّة في مؤلّفات جبران، وهو الّذي أكسبه الشّهرة لدى القرّاء في العالم. وفي هذا الكتاب يطرح جبران آراءه وفلسفته في الحياة في مواضيع شتّى مثل: المحبّة، العطاء، الزّواج، الأبناء، الحرّيّة، الدّين، السعادة… وغير ذلك.
ويظهر في الكتاب اعتقاد جبران بالتقمّص وتناسخ الأرواح ووحدة الوجود.
ومن النّصوص القصيرة أذكر:
قصّة: “البنفسجة الطّموح” – الفكرة المحوريّة في هذه القصّة هي الطّموح العالي المُتعب الّذي قد يؤدّي إلى فقدان الحياة.
فالقصّة تتحدّث عن بنفسجة طموح طلبت – وأُستجيب لطلبها – أنْ تتحوّلَ وردةً باسقةً بدلًا من أنْ تظلَّ بنفسجةً قصيرةً ملتصقةً بالأرض، وكان ثمنُ هذا الطّموح أنْ هبّت عليها، بعد أن تحوّلت لوردة، عاصفة قويّة حطّمتْها وأودت بحياتها!
لكنّ البنفسجةَ لم تندمْ على نهايتها القاصمة، فقد أعلنت أنّها استطاعت أنْ
تستشرفَ عوالمَ جديدةً، وأنْ تتمتّعَ بأجواء ومشاهد رائعة عندما أصبحت
وردةً لم يكن بمقدورها أنْ تحصلَ عليها وهي بنفسجة!
يبدو، أنّ الضّريبةَ الّتي ندفعُها بسبب الطّموح العالي قد تكون باهظة، وعلينا أنْ نرضى بهذه الضّريبة، وصدق المتنبّي “الشّاعرُ الذي ملأ الدّنيا وشغل النّاسَ بشعره” حين قال:
إذا كانتِ النّفوسُ كبارا – تعبت في مُرادها الأجسامُ!
نصّ: “الملك الحكيم” الّذي يحكي قصّة ملك “حكيم” أحبّه شعبُه … وفي يومٍ من الأيّام جاءت ساحرةٌ وسكبت مسحوقًا في البئر الوحيدة الّتي يشرب منها المواطنون، وكانتِ النّتيجةُ أنّ كلّ من يشرب من تلك البئر يُصاب بالجنون.. شرب الجميع فجنّوا ما عدا الملك ووزيره …
شاور الملكُ الوزيرَ… فاقترح عليه ذلك الوزيرُ أنْ يشربا ليصيرا مثل جميع المواطنين، ففعلا وجُنّا، فهتف الشّعب كلّه هتافات الفرح والسّعادة لأنّ الملكَ ووزيره انضمّا لهم – لجوقة “المجانين”!!
إنّ جبران ببصيرته النّافذة أراد أنْ يسخر من ذلك الملك “الحكيم”، فهو لا يقبل، ولا يرضى، ولا يبرّر “الجنون” حتّى ولو جنّ الجميع، وأنا مثلُه لا أقبلُ ولا أرضى ولا أبرّر “الجنون” وفقدانَ العقل والمنطق حتّى لو بقيتُ في الساحة وحدي!!
نصوص مغنّاة لجبران خليل جبران
من أشهر نصوص جبران الّتي لُحنّت وغنّتها فيروز نذكر:
– مقاطع من قصيدته الطّويلة: “المواكب”: أعطني النّاي وغنّ…..
– قصيدة أغنية اللّيل الّتي مطلعها:
– سكنَ اللّيلُ وفي ثوبِ السّكون – تختبي الأحلام
– قطعة من كتابه النّبيّ حول المحبّة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة