أحمَق في بيتِ العَزاء

شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل –

تاريخ النشر: 25/01/25 | 18:07

(من الشعر السَّاخر– هذه القصيدة واقعيَّة نظمتُها في أحدِ الحمقى المهابيل، وتنطبقُ على العديد من الحمقى الإمعات والكراكوزات وغريبي الأطوار في مجتمعنا ).

أحمقٌ جاءَ يُعزِّي فضَرَط ْ – هوَ وغدٌ لا يُبالي بالغلط ْ
خالهُ المأفونُ كمْ قد فاقَهُ – بجنونٍ وعلى نفسِ النَّمَط ْ
عمُّهُ القزمانُ قد جسَّدَهُ – قزمٌ نذلٌ لئيمٌ كالرُّقَط
وَضُراطٌ من قفاهُ صاخبٌ – كم برازٍ من قفاهُ قد هَبَط
إنَّهُ الأهبلُ يبقى للمدَى – وَعليهِ كلُّ أمر ٍ اخْتَلط
وَبخيلٌ وَقمِيىءٌ أرْعَنٌ – بسلوكٍ واتّزانٍ ما انْضَبَط
حبلهُ في الكذبِ يبقى دائمًا – طولَ عمرٍ وزمان مُنبَسَط
نرفعُ الرأسِ بهِ يا وَيْحَهُ – لمثالٌ بجنونٍ وَشَطَط
إستُهُ المعطاءُ أضحَتْ مثلا – في ضراطٍ وفساءٍ مُرتبَط
إستُهُ الرَّخوةُ لا يردعُهَا – تخرُجُ الأقذارُ منها والجَلط
إستُهُ جبهة حربٍ قد غدَتْ – من برازٍ وضراطٍ انْضَغط
وَضراط من طراز رائع – قُوَّةُ الألفِ حصانٍ مُنتَشَط
ضرطة أطلقهَا في مَحفلٍ – رفعَ الرّجلَ قليلا ولبَط
ضرطة أطلقهَا داوية – كادتِ الحيطانُ تهوي في الوسَط
كركوزًا سوفَ يبقى للدُّنى – فليُلمَّعْ بحروفٍ وَنُقطْ
(أهبلٌ) هذا ( أبو الكرشِ)، غدا – مثلا .. من كلِّ خِزيٍ التقط
ذلكَ المأفونُ أنِّى يرعوِي – بطباع قد وَرِثهَا تُختَلط
إنَّهُ كيسُ حليبٍ إنتهَى – عَهدُهُ .. قد ثقبوهُ ففرَط
هُوَ كالإيدسِ في مُجتمع – رأسُهُ عن جسمِهِ يحتاجُ قط
هوَ في الأعراسِ كلبٌ جائعٌ – كم صُحونٍ من أرُزٍّ قد شَفَط
هُوَ بالحلوى شغوفُ نهِمٌ – ولقد صالَ على كلِّ سَفط
لمْ يُبارِكْ لعريسٍ أبدًا – وَنراهُ ينزوي مثلَ القططْ
بعدَ أكلٍ وضراطْ صاخبٍ – يتراخى وَيُرَى في النومِ غَط
إنَّهُ المَعتُوهُ نذلٌ جاحِدٌ – وَمعِ الأقذارِ والخِزيِ انْخَرط
إنّهُ اللوطيُّ يبقى أبدًا – لا يُجارَى بشذوذٍ ولوَط
ذلكَ الأهبلُ يبقى مَرِحًا – لا يرى الحُزنَ ويبقى مُغتَبَط
يُضحِكُ الثكلى وَيبدُو حُمقُهُ – وَعلى كلِّ مَحَطّاتٍ وَخَط
وَنراهُ ماشيًا في ثقلٍ – كرشُهُ مترٌ إذا ما سارَ رَط
ما رأينا مثلهُ في حُمقٍ – مثلهُ لم نرَ في البلدانِ قط
هُوَ نذلٌ وجبانٌ خانعٌ – وَيخافُ القط َّ إذا ما القط نَط
وإذا ما قفزَ الهرُّ بدَا – مثلَ صُوصٍ ذاهِلٍ أو فرخِ بَط
وَيكادُ النذلُ يقضي فزَعًا – وَلسانٌ وَبحلقِ إرتبَط
مثلُ مَنْ في إستِهِ الخازوقُ بلْ – وَكأنَّ سيفًا وبعضم اختَرَط
بمريضِ العقلِ لا يُجدي الدَّوَا – وَيُداوَى جسمُ مَنْ كانَ انْجَلطْ
وَدواليبٌ لهُ قدْ ثُقِبَتْ – كلُّ شيىءٍ مُذ سنينٍ قد فرَط
مُقرفٌ شكلا قبيحٌ منظرًا – وَبرأس وفي الذقنِ الشَمَط
قزمٌ في كلِّ أمرٍ أرعَنٌ – حُمقُهُ بعدَ خفاءٍ قد نبَط
إنَّهُ الرِّعْديدُ لا الصِّنديدُ في – كلِّ خطبٍ مثل فأر قد وَبَط
يُشهرُ الفارسُ سيفًا في الوَغى – وَهْوَ سيفًا من ضراطٍ اخْترَط
إنَّهُ يختَط ُّ دربًا أعوَجًا – وَلكلِّ أمرٍ شائن حاكَ الخطط
كلُّ مجنونٍ لهُ وَصْفَتُهُ – ولهذا المَسْخ جلدٌ بالسِّيَط
ولهُ الجَلدُ علاجٌ وَيُرَى – جلدُهَ النّتنُ عنِ الجسمِ قَشَط
قزَمٌ نذلٌ لئيمٌ حاقدٌ – وَلِخيرٍ ليسَ فيهِ ما يُمَط
هُوَ الصفرُ لكلِّ أمر ٍ خيِّرٍ – في مخازيهِ لهُ كلُّ السُّلط
مُمْحٍلٌ من كلِّ خيرٍ وَهُدًى — وَيُرى من كلِّ شيىءٍ قد قحَط
إنّهُ في البخلِ أضحَى علمًا – ليسَ يلقى، في الورى، إلا السَّخَط
هُوَ فأرٌ جاءَ من مُستنقع – بل ذبابٌ وعلى الأرضِ سَقط
وَمِن الرِّجسِ إلى الرِّجسِ يعو – دُ ..عنِ الأقذارِ دومًا ما شَحَط
كم هِجاءٍ لِوَضيعٍ قبله – مثله في كلِّ خزي وأحَط
وَعلى الرَّملِ قصيدًا قلتُهُ – يُطربُ السُّمَّارَ ليلا قربَ شط
وَبشعري إنّني خلّدتُهُ – يُضحِكُ المكلومَ من بعدِ القنط
وَخميرًا وفطرًا سوفَ أخْ – رِجُهُ منهُ ويزيدُ الوَجهَ لط
شغلوهُ قهوجيًّا يا لهُ – يُكثرُ الهذيانَ دومًا واللغَطْ
إنّهُ المعتوهُ عنوانُ الشَّطط ْ – وَيْحَهُ جاءَ يُعزِّي فضَرَط ْ
إنّهُ المعتوهُ مِنِّي سَيرَى ال – رُّعْبَ والهَولَ وَيُلقى في الغَطط

شعر : الدكتور حاتم جوعيه – المغار – الجليل –

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة