قوَّة الكلمات

عاش توم وجاك متجاوريْن، وذات يوم غضِب جاك على توم لسببٍ ما وبدأ بنشْر شائعات تقول إنّ جارَه توم كان لصًّا. نتيجة لذلك، أُلقي القبضُ على توم. بعد مُضيّ أيّام ثبُتت براءةُ توم. بعد إطلاق سراحِه، رفع توم دعْوى ضدّ جاك لاتّهامه باللصوصيّة بدون وجه حقّ.

في المحكمة قال جاك للقاضي: ”كانت مجرّد كلمات، ولم تُؤذِ أحدا“.

ردّ القاضي على جاك: ”اُكتُب كلَّ ما قلتَه عنه على ورقة؛ مزِّقها إربًا إربًا وفي طريقك إلى البيت، اِرمِ ذلك خارجا؛ تعال غدًا لسَماع الحُكم.
في اليوم التالي، قال القاضي لجاك: ”قبل أن أنطِق بالحُكم عليك بالخروج وجمع قُصاصات الورقة التي رميتَها البارحةَ وإلا فستُشنق“.
قال جاك: ”لا أستطيع القيام بذلك، الريح بعثرتَها ولا أعرفُ أين أجدُها“.
عندها أجاب القاضي: ”بنفس المنوال، كلماتٌ بسيطة قد تُدمّر شرفَ رجُلٍ لدرجة لا يمكن تصحيحُ ذلك. إذا كنتَ غيرَ قادر على الحديث إيجابيًّا عن شخص ما، فمنَ الأجدر ألّا تقول شيئا“.

العِبرة: ”دَعُونا جميعًا أن نكونَ أسيادَ أفواهِنا، كي لا نكون عبيدَ كلماتنا“.

مداخلة من دكتور من محمود أبو فنّه
أثير الكلمات إيجابًا وسلبًا!

علاقاتنا مع الآخرين تتأثّر بما نقول وبما نفعل.
وقد قيل: الكلمة الطيّبة صدقة”.
والكلمات الطيّبة والبسمة الصافية مفتاح لقلوب الآخرين.
لكنْ هناك وجه آخر للكلمة واستعمالها وتأثيرها.
فقد قيل: “كلمُ (أي جُرح) اللسان أنكى من كلمِ السنان!”.
وقالوا: “مقتلُ الرجلِ بين فكّيه!”.
وقالوا: “ربّ كلامٍ أقطعُ من حُسامٍ!”.
ونجد من يقول: “الكلمةُ كالرصاصة إذا انطلقت لا تُستردّ!”.
وأحيانًا تنشب النزاعات وربّما الحروب بتأثير الكلمات والتصريحات.
وفعلًا، كم من ضحايا أبرياء سقطوا بتأثير الكلام المتطرّف المتعصّب.
من هنا، أدعو الجميع أن لا يتسرّعوا في كلامهم وأحكامهم، وبصورة خاصّة رجال الإعلام والأشخاص الذين يتبوّأون مناصب جماهيريّة، فهم يشكّلون قدوة للآخرين، ونتوقّع منهم الاتّزان والحكمة والنظرة الشموليّة!