اضاءة على جمعية "الصوت" لتعميق الوعي الفلسطيني
تاريخ النشر: 30/11/11 | 11:33نشطت على ساحة الجماهير العربية الفلسطينية داخل الخط الاخضر العديد من الجمعيات الاهلية والمؤسسات الثقافية التطوعية ، التي اخذت على عاتقها تعميق وتجذير الوعي الفلسطيني والمساهمة في العمل الوطني والنضالي والنهضة الثقافية والفكرية والعلمية الفلسطينية . ومن هذه الجمعيات ، جمعية “الصوت”، التي تشكلت وتأسست في اواخر السبعينات بالناصرة ، مدينة الحب والسلام والعاصمة الثقافية لشعبنا . وكان من ابرز اعضائها الناشطين والفاعلين المناضل منصور كردوش ، والشاعر جمال قعوار، والشاعر احمد حسين،والاديب نواف عبد حسن ، والشاعر عمر حموده الزعبي وغيرهم .
وضعت “الصوت” امام ناظريها مشروعاً وبرنامجاً ثقافياً ينهض بثقافتنا الفلسطينية الانسانية التقدمية الملتزمة ، ويقدم فكراً فلسطينياً شجاعاً خالصاً من الافتعال والتأرجح بين الالتزامات والمواقف الغامضة على ساحة قضية واضحة وضوح الالم ، والعمل على اصدار الانتاج الادبي الابداعي الملتزم لادبائنا المغيبين والمحاصرين ، سواء منهم المستجدين او النابهين او المبعدين عن النباهة – على حد تعبير اللجنة الادبية.
وكانت “الصوت” افتتحت برنامج النشر باصدار “الكلمة الحرة” وهو كتاب يضم مقالات كتبها اعضاء الجمعية للتعريف بمبادئ الصوت واهدافها . ثم توالت الاصدارات المتنوعة في حقول الشعر والادب والفكر السياسي ، فصدر عنها كتاب “كامب ديفيد – تسوية ام تصفية” للدكتور حاتم صديق ابو غزالة من نابلس، وهو اسهام وجهد فلسطيني يفضح مؤامرة كامب ديفيد ويكشف ابعادها واهدافها ، ومجموعة “الريح والجدار” للشاعر جمال قعوار ، وقصائدها مرآة تعكس الواقع المأساوي في شعر ثوري صادق ، وكتاب “من اجل المستقبل” وهو عبارة عن استطلاع رأي حول فكرة انشاء جامعة عربية في البلاد، ومجموعة “الوجه والعجيزة” للقاص احمد حسين ، وتتسم بفنيتها المذهلة ووعيها النافذ ورؤيتها الواضحة لابعاد المأزق الجحيمي لابناء شعبنا الفلسطيني. اضافة الى كتاب “نحن والمستقبل” للدكتور قسطنطين زريق ، وهو بحث حول الاوضاع الراهنة لقضايا الامة العربية واستشراف لمستقبلها ، وديوان “منزرعون ” للشاعر منيب مخول ، الذي يتمحور حول قضية الارض والتشبث بالجذور والهوية ، وتتحدث قصائده عن الالم والنقمة والرفض ازاء ما يحدث من عمليات نهب ومصادرة .
وكذلك ديوان “صعلوك من القدس القديمة” للشاعر المقدسي فوزي البكري ، وهو شعر وطني صادق يعبر عن احاسيس كل فلسطيني يشعر بالقضية في مختلف نواحيها السياسية والطبقية والوطنية ، وقدم له الكاتب الفلسطيني المخضرم عادل سمارة بدراسة عميقة وافية ، وغير ذلك من منشورات ومطبوعات.
وبحكم الظروف الاقتصادية القاهرة ، ولاسباب ذاتية وموضوعية ، اغلقت جمعية “الصوت ” ابوابها وتوقفت عن اداء مهمتها ورسالتها الوطنية ، ولم تستكمل مشروعها الثقافي التعبوي الريادي والطليعي ، الذي يصب في خدمة النضال الوطني التحرري والمشروع الثقافي الفلسطيني .
والحق ان “الصوت” كان لها اسهام رائد واثر فعال في تنمية الذوق الادبي والثقافي ، وتأصيل الوعي الملتزم ونشر الفكر الفلسطيني المقاوم ، وقد عملت بجد واخلاص وتفاني من اجل ايصال الصوت الفلسطيني الى الآذان الواعية في المنطقة والعالم ، لأجل الحق والعدل والخير والسلام .
بقلم شاكر فريد