سوريا الجديدة… الشرع الذكي حررها وبوتين الغبي قتل شعبها
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 14/02/25 | 16:29
النظام في سوريا لم يعد نظام “الأسد الى الأبد” لأن هذا النظام ومنذ التاسع من الشهر الماضي طار إلى الأبد، وحل مكانه شرع جديد من أحمد الشرع الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية في سوريا. القاسم المشترك بين سوريا الجديدة وبين روسيا ان الدولتين تحملان نفس الأحرف عربيا، لكنهما لا تسيران في نفس النهج سياسياً، وهذا ما دفع بالرئيس الروسي بوتين الى المسارعة في ارسال وفد رفيع المستوى إلى سوريا، يضم نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، ومبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف. وذلك لأول مرة منذ الإطاحة بنظام الأسد.
فماذا تريد روسيا بوتين من سوريا الشرع؟ الرئيس المؤقت لسوريا أحمد الشرع يُعرف عنه ذكاؤه الحاد، ولو لم يكن بهذه الصفة لما أطاح بنظام حكم سوريا بالحديد والنار أكثر من نصف قرن. ويقال عنه انه رجل دولة من الطراز الأول موهوب ويقظ يعرف ويعي ماذا يقول وماذا يفعل وملم بأوضاع سوريا والظروف الإقليمية والمتغيرات العالمية ويعتبر رجل المرحلة المتمرس والمؤهل لبناء وطنه، ولو لم يكن بهذه الصفات لما أصبح رئيساً لسوريا.
خلال مكالمة هاتفية أخبرني صحفي عربي مقيم في موسكو مقرب من دوائر بوتين، أن الرئيس الروسي أوصى موفديه بوغدانوف ولافرينتييف بالحذر من ذكاء أحمد الشرع والانتباه لكل كلمة يقولها، لأن الشرع ليس بشار الأسد. بوتين حمّل مبعوثيه الى سوريا مهمتين أساسيتين لتنفيذهما أو على الأقل لإيجاد مخرج لهما: أولهما دفع تعويض لروسيا وثانيهما الاحتفاظ بقاعدة بحرية في طرطوس وقاعدة حميميم الجوية بالقرب من مدينة اللاذقية الساحلية.
ميخائيل بوغدانوف، طالب مضيفه بدفع مبلغ 40 مليار دولار ثمن اسلحة عسكرية روسية مختلفة تسلمتها سورية منذ سنوات. الشرع لم يتلعثم في الرد وقد فاجأ القادم من روسيا بجواب مقنع لم يكن يتوقعه، حيث أفهم بوغدلانوف أن هذه الأسلحة تسلمها بشار الاسد ليقتل بها الشعب السوري وبشار هو في روسيا، وعلى روسيا استرداد ثمن السلاح الذي قتل به السوريين من بشار، وعلى روسيا ان تسدد للشعب السوري مبلغ 400 مليار دولار تعويضاً عن الدمار الذي سببته الصواريخ والطائرات والقذائف المدفعية التي تسلمها لبشار ليقتل بها مواطني سوريا. ولم يتوقف الشرع عند هذا الحد فقط، بل أفهم ضيفيه الروسيين ان على روسيا أيضاً وقبل كل شيء دفع اموال الفوسفات السوري الذي تستغله روسيا منذ سنوات وإيجار القواعد الروسية البحرية والجوية والبرية في سوريا. هذا هو أحمد الشرع.
وسائل الاعلام الروسية تحدثت عن اللقاء وكأن كل شيء ” حليب وعسل” اذ قالت ان المحادثات التي جرت في دمشق مع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، “ركزت على دور روسيا في استعادة ثقة الشعب السوري من خلال إجراءات ملموسة”. لكن كيف يمكن للشعب السوري أن يثق بدولة عملت على قتله من خلال دعمها للمجرم بشار الأسد؟ وهل يعتقد بوتين صديق ترامب أن الشعب السوري ينسى بكل بساطة ” ويا دار ما دخلك شر؟” فلو فكّر بوتين بهذا الشكل فهو في منتهى الغباء.