هل أصبح عرب إسرائيل عرب القتل؟
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 18/02/25 | 18:21
صرت أخجل من نفسي عندما أكتب مقالاً عن تفشي العنف في مجتمعنا العربي، لأن حالات القتل المتزايدة التي يشهدها هذا المجتمع ليست من فعل غرباء بل من أفراده، مما يؤكد المثل الشعبي “دود الخل منو وفيه.” ولكثرة الأسئلة التي تردني من زملاء في دول عربية وأوروبية حول القتل المتعمد في المجتمع العربي، صرت أخجل من نفسي على الرد عليهم لأن الأسباب مخزية، وصرت أخجل من تردادها.
لماذا لا أخجل ومركز “تاوب” للأبحاث في إسرائيل نشر دراسة جاء فيها “أن المجتمع العربي لو كان دولة، لجاءت ثالثة بعد كولومبيا والمكسيك في معدل الجريمة على سلم دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية”. ووفقاً للجدول الذي يرصد معدل الجريمة، فإن كولومبيا تقف عند 35.71 حالة قتل لكل 100 ألف شخص والمكسيك 24.55 في حين أشارت النتيجة المتعلقة بالمجتمع العربي في إسرائيل إلى 11.11 جريمة لكل 100 ألف شخص وهو المركز الثالث عالميًّا، حتى أننا سبقنا أمريكا في هذا الموضوع لأن معدل القتل فيها 5.4 بالمائة.
كيف لا أخجل وأنا أقرأ تقريراً نشرته مؤسسة “غالوب” ألأمريكية للتحليلات والاستشارات المعروفة باستطلاعاتِ الرأي العام التي تُجريها في جميع أنحاء العالم يقول أن دولة الكويت التي يبلغ عدد سكانها (الكويتيين) مليون ونصف هي البلد الأكثر أمانا في العالم لعام 2024 ونحن المليون ونتصف في مجتمعنا العربي نأتي في الدرجة الثالثة في القتل عالمياً؟
منذ مطلع العام الحالي وحتى كتابة هذه السطور، وصل عدد القتلى في المجتمع العربي إلى 33 قتيلا قتلوا بالرصاص والدهس والطعن، بينهم امرأتان وثلاثة شبان برصاص الشرطة. وفي نفس الفترة من عام 2024، تم تسجيل 18 جريمة قتل، مما يعكس تصاعدًا مقلقًا في مستوى العنف.
نُقل عن الرسول الكريم سيدنا محمد عليه السلام قوله:” إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة” وقوله أيضاً “خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة…” لكن القتلة المجرمين لا يحترمون هذا اليوم. فثد كان يوم الجمعة الماضي يوماً داميا حيث شهد مقتل ثلاثة أشخاص من سخنين وكفر كنا.
في الثلاثين من شهر نوفمبر عام 2020 كتبت مقالا في هذا الموقع بعنوان: “المجتمع العربي بين سيفين حادين: مطرقة العنف وسندان العنصرية” قلت فيه “في الماضي كنا نسمع عن حالة قتل فنستغرب الحدث” واليوم نستغرب إذا مر يوم بدون سماع دوي رصاص وقتل شخص في مكان ما في مجتمعنا العربي. فقد أصبح القتل أشبه بجزء من حياتنا اليومية وهذا ليس فقط ما نعيشه اليوم بل هو أضعاف ما يحصل في العالم العربي.
المعلومات المتوفرة تقول ان معدل جرائم القتل في الدول العربية يصل إلى نحو 10 جرائم في السنة لكل مليون نسمة، في حين وصلت النسبة في المجتمع العربي في الداخل الفلسطينيّ (عام 2024) إلى 177 جريمة في السنة لكل مليون نسمة، وهذه نسبة مخيفة ومرعبة. فهل نصل الى موسوعة غينيس للأرقام القيسية في عدد ضحايا القتل؟ غير مستبعد.
وأخيرا…
لفت نظري سلوك مثالي لممرضة في إحدى صناديق المرضى في الناصرة. فقد ذهبت الى هناك للتطعيم وتفاجأت بأن الممرضة الشابة استعاذت بالله من الشيطان وبسملت قبل ان تغرز الابرة في جسمي، وبعدها قالت لي بكل لطف “فيها الشفا”. انها فعلا تستحق الشكر والتقدير، والشكر موصول أيضا لمديرة الصندوق التي توصي الموظفين باستمرار بالتعامل مع المرضى بكل لطف..