نحوَ مُجتمعٍ راقِ … "لِنُحسِّن اسلوبنا لِلأفضل "

تاريخ النشر: 01/12/11 | 3:28

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرَّحيمِ , والصّلاةُ والسّلامُ على رسولِ الله

” أنا حُرّ..! انا اعرِف ماذا افعَل.. انتَ لستَ مسْؤولاً عنّي!! من أنتَ حتى تنصحنِي؟!! هل تَظُنُّ نفسَكَ أفضَلَ مِنّي؟؟!!…”إنها تِلكَ الكلماتُ الهُجومِيّة , حينما ينصَحُ احَدهُم الآخرَ , فَيُمطِرُهُ بِوابِلٍ من الكَلِماتِ والعباراتِ الجارِحة ..!

فيبدَا الطّرف الآخر بالدّفاع :

” ماذا؟ هه ومن تظُنَ نفسَك؟ اهذا لأني نصَحتُك ؟ وبالعامِّية :

ايجعل ما حدا نصح ..! “وبالنِّهاية :

خسارَة منَ الجِهَتَيْنِ ..

الناصِح : لم تَصِل فِكرتُه , لم يُؤثّر بكلامِه ,و( لم يكُن راضِياً)

المنصوح : لم يَستَفِد من النصِيحة , لم يُصلِح اخطاءُه و ( لم يكُن راضِياً )!

حسناً حِواري الآن معكُم :

كيف نبني حِواراً بناءً ؟

كيف استَطيع ان أؤثّر بكلامي على الاخرين بدونِ تجريحٍ او نَقدٍ لاذِع ؟

**

والان مع سيناريو تخيلتُه فلنرى معاً :

” سلمى وحنان صديقتان بالصف الثاني ثانوي .. تريان فتاه تتكلم بساحة المدرَسة مع شاب..( الامر واضِح) تندَفِعُ سلمى على الفتاة بغضب :

– مش مربية مش مأدَّبِه انتي فوقك وتحتك , ما تستحي من ربِّك ! كيف تقبلي لحالك …؟

الفتاه بسرعة تتبنى الدفاع عن نفسِها لا يهمها ان تفكّر في الامرِ مَلِيّاً بإنها اخطأت حقا ً :

– هييي وشو مفكرة انت حالك؟ مين انتي اصلاً؟ ام الترباي يعني؟

والى اخره من هذه الالفاظ!!

تقف حنان حائِرة بينَ صديقَتها وتلكَ الفتاه الضّائِعة , فتأخُذها جانباً بهدوءٍ :

– اختي اتعلَمينَ ان هذا حرام؟ هذا لا يُرضي ربَّكِ وخالِقكِ , ارجعي الى الطّريقِ الصّحيح .. كوني على صواب! ربنا يِقبَل توبِة العبد النصوح.. سارِعي اختي بالتّوبِة انتِ فتاه ما شا الله عليكِ ما تخلّي اي انسان يوخدك ويرجعك متل السِّلعة الرّخيصة واكيد انت مش هيك…

**

تستمر الطريقة بهذا الشكل.. قد لا تقتنع الفتاه بكلام حنان , ولكن حنان لم تخطِئ على كُلّ حال ولم تُؤذِ الفتاه والفتاه قد تعود الى البيت وتفكِّر ملياً بالامر “)

**

إنها الطَّريقة التي يجِب ان تتبناها كل فتاه وكل شاب وكل فرد بالمُجتَمع ..

معاً .. نحوَ مُجتمعٍ راقٍ .. نحوَ اُسلوبٍ حِوارِيٍّ راقٍ

إنهُ ديننا :

(( وَلَوْ كُنْتَ فَظَّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِن حَوْلِك...))

صدَق اللهُ العَظيم

إنه الحَبيبُ المُصطفى صلى اللهُ عليْه , حينَ رأى اصحابُه الكِرامُ الأعرابيَّ يبولُ في المسجِدِ فزجره الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزرموه)، ورواه أيضاً البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال -لما هموا به قال-: (لا تزرموه) ونهاهم أن يتعرضوه وقال: (إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين)، فلما فرغ الأعرابي من بوله، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصب على بوله سجل من ماء، يعني: دلو من ماء، واكتفى بذلك، فدل ذلك على فوائد: منها: الرفق بالجاهل وعدم العجلة عليه، وأن المسلمين بعثوا ميسرين لا معسرين، وأن الرفق بالجاهل من التيسير، وأن الشدة عليه من التعسير..

**

وما عَلِمت الى القَليلَ من هذا الدِّينِ العظيمِ من عِندَهُ زِيادة رأي نقد اي شيء.. تَفضّلوا

مع تحياتي…. دانية خالد صعابنة – كفرقرع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة