قمتان عربيتان مصغرة وطارئة …ماذا بعد؟

الاعلامي احمد حازم

تاريخ النشر: 28/02/25 | 15:13

لا يزال اقتراح الرئيس الأمريكي ترامب تهجير أهالي غزة الى الأردن ومصر الموضوع الرئيس في وسائل الاعلام العربية والأجنبية، ولا يزال هذا الموضوع يلاقي رفضا فلسطينيا وعربيا ودوليا بما في ذلك الاتحاد الأوربي. حتى بريطانيا التي تعتبر ذيل أمريكا في سياستها وقراراتها عارضت القرار، ليس لأنها تعارض التهجير من ناحية مبدئية ولكن لأن بريطانيا بموقفها هذا تريد توجيه رسالة الى ترامب بشأن قراره الأخير ضد الرئيس الأوكراني زيلينسكي، ولذلك جاء قرار بريطانيا كرد عليه. يعني موقف مقابل موقف. وهل يمكن أن نصدق أن بريطانيا التي عملت على تهجير شعب بأكمله من فلسطين عام 1948تعارض فعلياً قرار تهجير أهالي غزة؟

قمتان عربيان الأولى أسموها (مصغرة) انعقدت في الحادي والعشرين من الشهر الحالي في الرياض، والثانية أطلقوا عليها (طارئة) ستعقد في الرابع من الشهر المقبل أي في شهر رمضان المبارك في القاهرة. لكن قبل انعقاد القمتين سمعنا تصريحات أمريكية وإسرائيلية متضاربة. ترامب أعلن عن خطته لتهجير فلسطينيي غزة وبعدها تراجع وقال أنّه لا يريد فرض خطّته في غزّة. قبل تراجع ترامب، صرح مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بإنّ “الخطّة لا تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، بل إلى تحسين أوضاعهم، وفتح أبواب الحلول”. حكومة نتنياهو قالت إنّ الجيش الإسرائيلي يحضّر لإنشاء وحدة متخصّصة في تنظيم الهجرة الطوعية، ووزير المال بتسلئيل سموتريتش قال أنّ تهجير الفلسطينيين سيبدأ في الأسابيع المقبلة. إذاً نحن أمام تصريحات متناقضة. ليس مهما ما قالوه وما سيقولونه، لأن الأهم هو ما يريده أهالي غزة الذين يرفضون التهجير ويتمسكون ببقائهم في أرضهم الفلسطينية. هم لهم “الريفيرا” وغزة لها أصحابها.

لنعد الى القمتين. قال لنا العرب ان القمة العربية المصغرة التي جمعت قادة الأردن ومصر مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي (باستثناء سلطنة عملن) انعقدت في العاصمة السعودية، لمناقشة خطة إعادة إعمار غزة بمعنى لطرح بديل لمقترح ترامب، وماذا نجم عن هذه القمة؟ رسمياً لا شيء لدرجة ان المجتمعين الذين لم يستغرق اجتماعهم سوى ساعات قليلة لم يكلفوا نفسهم بإصدار بيان رسمي بشأن الاجتماع.

ولكن لماذا لم يصدر المجتمعون بياناً رسمياً حول لقائهم المتواضع؟ إعلامي لبناني صديق وثيق الصلة

بمقربين من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أكد لي خلال مكالمة هاتفية معه، ان خلافات ظهرت بين المجتمعين تتعلق بأمرين: أولهما تمويل إعادة بناء غزة وثانيهما من سيحكم غزة.

القاهرة ستستضيف قمة عربية طارئة في الرابع من الشهر القادم بشأن التطورات في غزة والضفة الغربية وكما قيل من أجل “صياغة موقف عربي متماسك وصلب وقوي بشأن القضية الفلسطينية بشكل عام، وتقديم طرح عربي عام يقابل هذا الطرح الأميركي.” والسؤال المطروح: هل ستكون هناك نتائج إيجابية، خصوصاً ولنا تجارب سلبية لهكذا قمم.

هناك نقطة مهمة أخرى وهي غياب أهالي غزّة عن النّقاش في مصيرهم. هذه النقطة وللأسف لم يتطرق اليها الاعلام العربي بل الاعلام الغربي. مجلّة “فورين أفيرز” وفي مقال لها بعنوان: “ما الذي يريده سكّان غزّة… الحرب أضعفت الدعم لحماس لكنّها جعلت السلام مع إسرائيل أكثر صعوبة” تحدثت فيه عن “الغياب الغريب لسكّان غزة” وعن تقرير مصيرهم. وجاء في مقال المجلة: “ما يزال شعب غزة يحتفظ بقيم أساسية قويّة تتّصل بهويّته الفلسطينية والدينية وتعلّقه بالأرض، وهي قيم يعتزم التمسّك بها، حتى لو كان القيام بذلك يتطلّب تضحية شخصية كبيرة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة