نتانياهو وحماية دروز سوريّة بيان
سعيد نفّاع
تاريخ النشر: 28/02/25 | 12:25
الحركة التقدّميّة للتواصل- درب المعلّم
الضائقة السياسيّة والمعيشيّة لدروز سوريَة
ليست سلعة في سوق المخطّطات الإسرائيليّة
(بيان)
طالعنا رئيس الحكومة الإسرائيليّة؛ بنيامين نتانياهو بالأمس القريب، وخلال كلمته في تخريج دورة ضبّاط بتصريح ديماغوغيّ آخر يُضاف إلى رصيده الغنيّ، قائلًا: “لن نتسامح مع أيّ تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريَة”.
جاء ذلك ضمن تصريحه بأنّ إسرائيل ستحتفظ بمواقعها في المناطق الإضافيّة التي احتلّتها في الجنوب السوري كإجراء دفاعي ووفق ما تقتضي الضرورة كقوله. وبأنّه لن يسمح لقوات هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد بدخول الأراضي الواقعة جنوب دمشق، ويطالب بالنزع التامّ للسلاح من جنوب سوريا، في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء (!).”
الحركة التقدّمية للتواصل تبيّن:
أوّلا: أعمى البصر والبصيرة الذي يعتقد أنّ نتانياهو المتّهم على يد غالبيّة من شعبه أنّه فرّط ويفرّط بحيوات الأسرى و\أو المخطوفين لدى حماس من أبنائهم، يهمّه مصير الدروز في سوريَة. وفي تناقض سافر، ها هو يُطالب بنفس التصريح بنزع السلاح من محافظة السويداء (!)
ثانيًا: ورود هذا التصريح مترابطًا مع ما قال عن الجنوب السوريّ، لا يبقي مجالًا للشكّ أنّه جاء محاولة لزجّ الدروز وقودًا في المخطّط القديم الجديد لإقامة الدويلة\ الحزام الأمنيّ العازل، من خلال استغلال المتاجرة في الضائقة المعيشيّة والسياسيّة التي تمرّ على دروز سوريَة. ولنا بالأمس البعيد القريب المثال الساطع في الحزام الأمنيّ في جنوب لبنان وإلى أين آل بأهله المصير.
ثالثًا: لو كان نتانياهو ومؤسّسته قلقين على الدروز أو يقيمون قيمة للدروز وقياداتهم لما أخرجوا دروز البلاد من مواطنتهم بِـ “قانون القوميّة”، ولما تركوا آلاف منازلهم عرضة للهدم لا بل وهدموا بعضها بِـ “قانون كامنيتس للتخطيط والبناء”.
رابعًا: لو كان نتانياهو ومؤسّسته قلقين على الدروز لما كانوا حرموهم ويحرمونهم حقّهم في التواصل الأهليّ والتواصل المذهبيّ، وقبل الأزمة السوريّة وبمعزل عنها.
خامسًا: أهل الجبل كأهل مكّة أدرى بشعابها، فاتركوا لهم يا أهلنا في فلسطين الخيار ودون أن “تحمّلوهم جميلة” بالمساعدات التي أغدقتم عليهم، وبغضّ النظر عن المصير الذي آلت إليه غالبيّتها. وقد حسمت الغالبيّة منهم الموقف الرافض لتصريحات نتانياهو انطلاقًا من تاريخهم العروبيّ المشرّف في تحرير وبناء سوريَة، وانتمائهم الوطنيّ والقوميّ لها.
سادسًا: لسنا من مؤيّدي النظام الجديد في سوريَة ولكنّا لا نرى خطرًا منه على الدروز في سوريَة. هذا التخويف والتهويل الحاصلان والمبالغ بهما ما هما إلّا “كلام حقّ يُراد به باطلًا”. وبغضّ النظر، فمن تصدّى للعثمانيّين عقودًا من الزمن، وتصدّى لإبراهيم باشا عقدًا كاملًا من الزمن والدولة العظمى فرنسا ثلاثة عقود من الزمن دون أن ينطر ظهيرًا من أحد قادر أن يحمي حياضه، ولن يحوجه ظهيرًا مشبوهًا من نتانياهو إن أقدم النظام أو أيٌ كان على النيل منهم.
سابعًا: إنّ الأصوات التحريضيّة التي تصدر من طائفيّين متخلّفين من العرب ضدّ الدروز على خلفيّة مواقف نشاز تصدر عن دروز في هذا السياق لا تمثّل الغاليّة الدرزيّة، هذه الأصوات مردودة على أصحابها ولن تكفي كلّ مساحيق الكون على تنظيف عيونهم من القذى الفائض المُزمِن.
ثامنًا: انتماء الدروز لعروبتهم وإسلامهم هو سياج رِفعتهم وبقائهم. هكذا قال شكيب أرسلان وهكذا قال سلطان الأطرش وهكذا قال كمال جنبلاط، وليس هنالك من هو أكبر من أولئك في المشهد العربيّ الدرزيّ اليوم، لا في سوريَة ولا في لبنان ولا في بلادنا.
الحركة التقدّمية للتواصل- درب المعلّم
27 شباط 2025
اللجنة التنفيذيّة
للتواصل
عماد دغش – سكرتير 4030870-050
سعيد نفّاع – الناطق الرسمي 7208450- 050