” سلسلة التراويح”.3. ثاني ليلة من رمضان

في رواية مسلم عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اقرؤوا القرآنَ فإنَّه يأتي يوم القيامة شَفِيعًا لأصحابه، اقرؤوا الزَّهرَاوَين البقرةَ وسورةَ آل عِمران، فإنهما تأتِيان يوم القيامة كأنهما غَمَامَتان، أو كأنهما غَيَايَتانِ، أو كأنهما فِرْقانِ من طَيْر صَوافٍّ، تُحاجَّان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بَرَكة، وتركها حَسْرة، ولا تستطيعها البَطَلَة ”

أولا : توطئة ( فكرة السلسلة ):

في كل عام من رمضان يجتهد المسلم لختم القران الكريم مرة على الأقل وهو يحرص على صلاة التراويح فتكون ختمه أخرى مع القيام. والإمام عادة يحاول في الدرس ذكر ما سيتلى في الحزبين أثناء صلاة التراويح ومن هنا جاءت فكرة هذه ” السلسلة ” كتذكير للمسلم في كل يوم من رمضان يعرف على الأقل لمحة عن الحزبين قبل صلاة التراويح. فيمكن أن يسترشد به قبل الذهاب إلى الصلاة، وهو أساسا ملخصات المفسرين وما يخطر بالبال عند تلاوة القران، ولان الغاية طبعا ليست نقل ما قيل في التفاسير وهو مالا يمكن إجماله في مجلدات ولا توضيح التقسيمات المعروفة. وإنما هو محاولة لجمع خريطة، وذكر رؤوس أقلام حاولت قدر الإمكان جعلها مرتبة بلا إطالة ولا اختصار. ويمكن الاستفادة من “الخريطة الذهنية لسور القران الكريم” لتشكيل فكرة عامة (عنوان رئيس) وأفكار أساسية (عناوين فرعية حسب الآيات) .حيث السور وآياتها أغصان تتفرع من شجرة جذعها الجزء .

1- الفكرة العامة في سورة آل عمران هي : ” الثبات ” . ( السورة مدنية )

2- الأفكار الأساسية ( 02) :

1- الأولى :الثبات فكريا في واجهة الأفكار الخارجية ( الايات من 01-120) . وهي بدورها تقسم الى خمسة أفكار :

1-1- قدرة الله وتوحيده ( الآيات 1-6) . ثم 1-2- انقسام الناس في القران واتجاه المؤمنين ( 7-9) . ثم -1-3- عاقبة الكافرين والتعلق بالشهوات ( 10-17) . ثم -1-4- وحدانية الله وإقامة الحجة ( 18-20) .

1-2- 1- قتلة الأنبياء وطبيعة اهل الكتاب ( 21-25) .-1-2- قدرة الله على كل شيء ( 26-27). 1-2-3- حكم موالاة الكفار ( 28-30) .1-2-4- ثمرة محبة الله ( 31-32)

1-3- قصة مريم عليه السلام ( 33-59) وهي بدورها فيها قصص الأنبياء عليهم السلام : – مريم ( 33-37) . زكريا ( 38-41). تبشير بولادة عيسى ( 42-48) . قصة عيسى ( 49-59) .

1-4- أهل الكتاب ( 60-91) وهي بدورها تحوي : – ايات المباهلة مع نصارى نجران ( 60-64) .- الرد على اهل الكتاب ( 65-85) .- اليأس من هداية الضالين ( 86-91)

1-5- 1- البر بالانفاق مما نحب ( 92). 1-5-2- افتراء اليهود على يعقوب عليه السلام ( 93-95) .1-5-3- مكانة البيت الحرام ( 96-97) . 1-5-4- الرد على اهل الكتاب ( 98-99) . 1-5-5- توجيهات المونين ( 100-110).

2- الثانية : كيفية الثبات داخليا ( الآيات من 121-200) .

وهي بدورها تقسم الى خمسة أفكار :

2-1- 1- غزوة بدر واحد ( 121-129). 2-1-2- واجبات المؤمنين وامتحاناتهم .2-1-3- خطاب للمؤمنين وأسباب هزيمتهم في احد ( 142-156) . 2-1-4- الترغيب في الجهاد ( 157-158) .2-1-5- صفات الرسول صلى الله عليه وسلم ( 159-164)

2-2- 1-أسباب هزيمة المسلمين في احد ومنزلة الشهداء (165-174).2-2-2- التحذير من الشيطان واوليائه ( 175-179) .2-2-3- بخل اليهود وعاقبته ( 180-184) . 2-2-4- فناء الدنيا وفضل الصبر ( 185-186) .

2-3- 1- صفات اهل الكتاب ( 185-186). 2-3-2- وحدانية وقدرة الله . 2-4-3- مميزات اولوا الالباب ( 191-195) . 2-3-4- عاقبة الكافرين والتحذير منهم ( 196-197) .2-3-5- جزاء المتقين ( 198-200) .

اليوم الثاني من رمضان:

اليوم الثاني من رمضان : مع القرآن 3 – صلاة التراويح في بلدي #الجزائر3 صحا فطوركم . اليوم الثاني ( 02) من رمضان #مع_القرآن 3 :

في ليلة اليوم الثاني من رمضان يقرأ الإمام في التراويح الجزء الثالث والأخير من سورة البقرة . ثمان ركعات بحزبين (5-6) على التفصيل التالي:

الجزء الثالث: سورة البقرة ( تلك الرسل فضلنا ) + سورة آل عمران ( قل أؤنبكم .) :

5- الحزب الخامس : – تلك الرسل فضلنا .(بداية من الآية 253 من سورة البقرة ) :

1) 1/8 الم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه …(251)

2) 1/4 قول معروف مغفرة خير ..(263)

3) 1/8 يايها الذين ءامنوا انفقوا من طيبت ….(266)

4) 1/2 ليس عليك هداهم … (272)

5) 1/8 وان كان ذو عسرة …(279)

6) ¼ وان كنتم على سفر … (283)

7) 1/8 ان الله لا يخفى عليه شيء …( الاية 05 من سورة ال عمران ) .

6- الحزب السادس – قل أؤنبئكم بخير ….( الاية 15 من سورة ال عمران ) .

1) 1/8 الم تر الى الذين اوتوا نصيبا …..( 23)

2) ¼ ان الله اصطفى ادم ونوحا ……….(33)

3) 1/8 واذ قالت الملئكة يمريم ان الله …( 42)

4) 1/2 فلما احس عيسى منهم ………..(51)

5) ¼ ومن أهل الكتاب … من الآية ……(74) الى الاية (90) من سورة ال عمران .

6) 1/8 قال ءاقررتم و أخذتم على ذلكم اصرى (80)

وقد أبدع الشيخ إبراهيم الدويش في تقسيم سورة البقرة على شكل شجرة تحت عنوان رئيس: ” الاستحلاف في الأرض ومنهجه ” تتفرع عنه خمسة 05 أغصان وباستعمال الألوان يجعلك تعيش الصور الذهنية والحالة التي يتلقى اهل القران الذكر :

1- في الغصن الأول : أصناف الناس في العبادة : الآيات1-20 على التفصيل : (المومنين :1-5. الكافرين:6 -7. المنافقين : 8-20).

2- العبودية وأهميتها: الآيات 21-39 على التفصيل (العبودية وأهميتها : 21-29 . قصة بداية العبودية : 30-39)

3- الاستجابة وحقيقة العبودية : الآيات 40-152 على التفصيل (أ- مثال سلبي 40-:”123 نقض العهد 40-103 توجيه في حقيقة العبودية 104-123″ ب- مثال ايجابي 124-152 ” قصة إبراهيم 124-141.قصة القبلة 142-152″

4- شمولية العبادة لجميع مناحي الحياة الآيات 153-253 على التفصيل ( أ-الابتلاء 153-158. ب- علامات العبودية 159-167 ج- الحياة والعبادة 168-214 . د- الأسرة وأحكامها 115-242 ه- جالوت طالوت والاستجابة 243-253 )

5- التعظيم أساس العبودية : الآيات 254-286 على التفصيل : (أ- قصة التعظيم والتوحيد 254-260) ب- الصدقة برهان العبودية 261-283 ج- ختم السورة بالتأكيد بان العبادة لله وحده 284-286.

في ختام سورة البقرة يكون مسك الدعاء بعد آيتي الكرسي والدين المشهورتين ( وتكون السورة من الطوال ثلاث أجزاء بما يقابل 5 أحزاب ونصف الحزب ). تليها في الترتيب سورة آل عمران. وهما يحملان اسم ” الزهراوان ” بمعنى : المُنِيرَتَانِ، وَأَصْلُ الزَّهْرِ: الحُسْنُ وَالضِّيَاءُ والصَّفَاءُ- نقول في الجزائر عن الحظ ” الزهر ” ) . فوجب التذكير بما ورد في ذكرهما من أحاديث :

قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. وقال: إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليالٍ. وقال صلى الله عليه وسلم: من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه. وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت.وقال صل الله عليه وسلم : إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان . وقال صل الله عليه وسلم: اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة.

وقال صل الله عليه وسلم: اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما. اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة السحرة. رواه مسلم.

تبدأ سورة ” ال عمران – ( عمران والد موسى وهارون ومن نسله أب مريم عليهم السلام – ) وهي مدنية- 200 اية- ” بنفس حروف سورة البقرة : ” الف لام ميم ” ويتأخر ذكر الكتاب بعد آية ” الله لا اله الا هو الحي القيوم “. يصل الحزب 06 في الآية 14 يتم الجزء 3 في الاية 92.

نزلت في قضية مجادلة نصارى نجران حين وفدوا إلى المدينة والى غاية الآية 33 حيث يذكر ( إن الله اصطفى ..) ويمتع الشيخ الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير : ” انتقال من تمهيدات سبب السورة الى واسطة بين التمهيد والمقصد . كطريقة التخلص . فهذا تخلص لمحاجة وفد نجران ….فابتدأ هنا بذكر ادم ونوح ..وذكر إبراهيم وهو أبو المقصودين بالتفصيل وبالخطاب.

وهنا يبدأ التفصيل حيث نذرت امرأة عمران ( يقال مات زوجها وتركها حبلى ) ما في بطنها( هو في العادة ذكر ) خالصا لخدمة بيت المقدس ؟لما اكتشفت أنها أنثى قالت ” متأسفة وبعفوية ” : “ربي إني وضعتها أنثى ؟ – كان التعليق بالمنطق اليماني :” الله اعلم بما وضعت ؟” ثم يليه المنطق العقلي المتداول :” وليس الذكر كالأنثى ” ( وبحرف العطف –و- تواصل جملتها :” إني سميتها مريم “.(36) . وهنا يلزم الترتيب فنجد حرف –ف- :” فتقبلها ربها بقبول حسن “….وفي تواصلية للمشهد سريعة الكافل زكريا يسألها بعد أن يجد عندها رزق من أين لك هذا ؟فيسأل الله الولد ولما يجاب يستغرب ؟ ثم يعود مرة أخرى ليبشر مريم بالولد فتستغرب ؟يبدأ سرد قصة سيدنا عيسى عليه السلام(46-61) وقبل الختام بالابتهال ذكر بمنطق داحض للنصرانية بان مثل عيسى كمثل ادم فكلاهما دون أب ؟ فكان أولى بالتأليه الأول ؟ لتجد نفسك أمام لافتة منطقية كبيرة : ” إن هذا لهو القصص الحق وما من اله إلا الله “..لينتقل مباشرة إلى محاججة أخرى لسيدنا إبراهيم عليه السلام فيكون المنطق “الواضح ” كيف تجادل وتحاجج في إبراهيم ؟ والكتاب المزعوم ( توراة او انجيل ) المعرفة به نزل من بعده ؟ بل كان حنيفا مسلما ؟ ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه .(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ۝ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ۝ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ۝ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) آل عمران:65- 68

ينتهي الجزء 03 في الاية 90 من سورة ال عمران .ليبدأ الجزء 04 من الآية 91 من نفس السورة ( اياتها 200) . بان كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل . ليواصل الحديث عن ” أهل الكتاب عموما “.والخلاصة أن امة الإسلام ” خير امة أخرجت للناس ” لماذا ؟ هذا ما سنحاول طرحه في : صلاة التراويح في بلدي #الجزائر4 #صحا_فطوركم .