تحرك درزي سوري لبناني على تصريحات نتنياهو

الإعلامي احمد حازم

تاريخ النشر: 06/03/25 | 11:48

الزعيم السياسي اللبناني الدرزي المذهب وليد جنبلاط، لم يهدأ له بال بعد سماعه تصريحات نتنياهو بشأن حماية الدروز في سوريا، فسارع الى عقد مؤتمر صحفي للرد على تصريحاته وعلى تعليماته التي أصدرها مع ووزير دفاعه يسرائيل كاتس للجيش بحماية سكان جرمانا الدرزية جنوب دمشق، علماً بأن ديوان نتنياهو قال إنه “سيضرب النظام السوري في حال مساسه بالدروز في جرمانا.”

كيف لا يفعلها “وليد بيك” وهو الذي يُعتبر زعيم الدروز في العالم العربي. وأبوه الراحل الوطني الكبير كمال جنبلاط السياسي العربي الوحيد (بعد عبد الناصر) الذي منحته موسكو “وسام لينين” لمواقفه الوطنية، لم يسمح وليد جنبلاط لنفسه السكوت على ما صرح به نتنياهو إزاء دروز سوريا وقرر الذهاب إليهم للتشاور مع زعاماتهم، الذين يعتبرونه مرجعهم السياسي الرئيس.

نتنياهو أظهر حِنّية وتعاطفاً مع دروز سوريا بشكل يدعو للتساؤل حول سبب ذلك. فلا رابط ديني ولا رابط قومي ولا رابط عرقي يجمع نتنياهو بهم. والأمر هو فقط عهر سياسي ومصالح ليس أكثر. من قال لنتنياهو ان الدروز في سوريا وهم أحفاد القائد الدرزي سلطان باشا الأطرش الذي قادة الثورة العربية في سوريا ضد الاحتلال الفرنسي، يطلبون مساعدته؟ أليس من الغباء أن يفكر نتنياهو في أن دعوته لحماية دروز سوريا ستلقى قبولا؟ كيف يمكن له أن يفكر في ذلك، وحفيدة سلطان باشا الأطرش ً الكاتبة ريم منصور الأطرش كانت قد وجهت رسالة إلى الدروز في الأراضي الفلسطينية للوقوف ضد إسرائيل.

الزعيم اللبناني وليد جنبلاط، الذي قال عنه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ذات يوم انه :” لا يلين ولا يستكين. ويقولها بصوت عال،ان سوريا واحدة موحدة والدروز أبناء سلطان باشا الأطرش جند العروبة لا مكان في صفوفهم لإسرائيل”. جنبلاط أعلن في المؤتمر الصحفي، انه سيزور سوريا مجددًا بعد أن طلب موعدًا للقاء الرئيس السوري أحمد الشرع. هذا الرد السريع من جانب وليد جنبلاط يعكس أهمية تصريحات نتنياهو على الصعيد الدرزي في لبنان.

ولذلك قالها جنبلاط صراحة وبشكل لا يقبل الشك “ان إسرائيل تريد استخدام الطوائف لمصلحتها وتفتيت المنطقة، مؤكدا أن “الذين وحدوا سوريا أيام سلطان باشا الأطرش لن يستجيبوا لدعوات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”. ووجه جنبلاط كلامه لإسرائيل قائلا بصراحة:” اننا كنّا وسنبقى ضد الصلح مع إسرائيل حتى قيام دولة فلسطينية”. جنبلاط الذي يرى في تصريحات نتنياهو “مكائد إسرائيلية”، قال “اننا نعول كثيرا على الشخصيات العربية السورية من كل الأطياف لمواجهة مخطط إسرائيل الجهنمي.”

وماذا على الصعيد السوري بمعنى كيف كانت ردة فعل الدروز في سوريا؟ دروز سوريا بشكل عام يرون أن التحركات الإسرائيلية في الجنوب السوري لا تنفصل عن مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، والتي تتجاوز مسألة حماية الأقليات إلى أهداف جيوسياسية واقتصادية أوسع.

ويعتقد بعض المحللين الدروز أن “إسرائيل لا تهتم بالدروز بقدر ما تهتم باستغلال ورقتهم لتحقيق أطماعها وان السيطرة على الموارد المائية، وخاصة حوض اليرموك، تمثل أحد أهم دوافع إسرائيل في هذه المنطقة.”

واضح تماما ان زيارة جنبلاط الثانية لسوريا تستهدف وحدة المواقف مع دروز سوريا بشأن تصريحات نتنياهو بتنسيق مع الرئيس السوري احمد الشرع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة