نازحو غزة يواجهون الابتزاز السياسي والتطرف

بقلم : سري القدوة

تاريخ النشر: 08/03/25 | 17:33

أمام الواقع الصعب الذي يواجهه الشعب الفلسطيني يصعد الاحتلال من عدوانه المتواصل على المحافظات الشمالية وخاصة على جنين وطولكرم وطوباس، الذي يترافق مع نصب جيش الاحتلال العديد من الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية عند مداخل المدن والقرى، بهدف تقطيع أوصال الضفة الغربية، في ظل غياب قدرة المجتمع الدولي على التدخل لوقف هذه الجرائم وسياسات سلطات الاحتلال التي لن تجلب السلام والأمن لأحد .

وكشف النقاب أيضا حول المعتقلين الذين أُفرج عنهم من سجون الاحتلال التي يعانون فيها سوء المعاملة، والإهمال الطبي، وعزل عدد منهم في زنازين انفرادية، وحرمان عائلاتهم من زيارتهم وتقليصها، وارتكاب جرائم بحقهم يعاقب عليها القانون الدولي، ما يستدعي تفعيل قضيتهم على الأصعدة كافة .

ويشهد قطاع غزة ابتزاز إسرائيلي كبير ضمن التهدئة ووقف إطلاق النار بينما شهد قطاع غزة في فصل الشتاء منخفضات جوية شديدة، تسببت في اقتلاع العديد من الخيام وغرق أخرى، ما زاد معاناة المواطنين، الذين يعانون أصلا تداعيات حرب الإبادة وترفض حكومة الاحتلال إدخال المساعدات الأساسية كالخيام والبيوت المتنقلة لإنقاذ الحياة في قطاع غزة ويزداد قلق المواطنين من انهيار هذه الملاجئ المؤقتة، تحت وطأة الرياح العاتية والأمطار الغزيرة، ما يفاقم معاناتهم في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة، حيث يقيم المواطنون الذين دمرت منازلهم داخل خيام بدائية، ويعملون خلال النهار على تثبيتها بحجارة وأخشاب في محاولة لحمايتها من الانهيار .

وتشير التقديرات الدولية ان قرابة 1.5 مليون شخص أصبحوا بلا مأوى بعد تدمير منازلهم، في حين يعاني جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون شخص عدم توفر أبسط الخدمات الحياتية الأساسية، وانعدام البنى التحتية، وبين السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 والتاسع عشر من كانون الثاني/ يناير 2025، شنت قوات الاحتلال عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد وإصابة ما يزيد على 158 ألفا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود .

وبينما يرتكب الاحتلال اكبر الجرائم التي تهتز لها البشرية اجمع ومع بدايات شهر رمضان المبارك يعاني الشعب الفلسطيني ويلات حرب الإبادة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة، واعتداءات الاحتلال والمستعمرين المستمرة التي طالت الأرواح والممتلكات، والمقدسات، والأراضي والأشجار، ونناشد المواطنين بضرورة أن يشدوا رحالهم في هذا الشهر الفضيل إلى مدينة القدس، ومسجدها الأقصى المبارك، الذي هو بأمس الحاجة إلى ذلك، في ظل ما يتعرض له من حملة شرسة تستهدف وجوده وقدسيته ووحدته بالتدنيس والعدوان وأهمية تعزيز الوحدة ورص الصفوف بين أبناء شعبنا، من أجل مواجهة عدوان الاحتلال وخاصة في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها فلسطين .

يجب على الأمة العربية والإسلامية والقادة في العالم الإسلامي والعالم الحر العمل على الوقوف في وجه مخططات التهجير ورفضها، ورفع المعاناة عن شعبنا في قطاع غزة، والعمل على اتخاذ القرارات العملية لدرء الأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية وأهلنا في غزة وضرورة تطبيق فوري لقرارات قمة القاهرة وبذل أقصى الطاقات اللازمة لوقف هذه الانتهاكات قبل فوات الأوان، ما يستدعي العمل على وقف ممارسة الإرهاب الرسمي الذي تمارسه سلطات الاحتلال .

لا بد من رفضه مخططات تهجير أهلنا في غزة كون ان هذه المخططات تعد تطهيراً عرقياً مرفوضاً وتتعارض مع مبادئ القانون الدولي، وهي تقويض حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هجروا منها عام 1948، ويجب تعزيز صمود شعبنا في غزة عبر إدخال المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية كافة، وأن تتم إعادة الإعمار في القطاع ليعيش أهله في أرضهم التي هي جزء من الدولة الفلسطينية بسلام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة