نحن شعب “صباح الخير” و “شكرا” وليس شعب “بوكرتوف” و”تُداربا”
الإعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 09/03/25 | 12:24
المنطق يقول انه من المفترض أن يفتخر كل شعب بلغته وأن تفتخر كل أقلية في أي مكان بلغتها وثقافتها. فما بالك إذا كانت هذه اللغة هي اللغة العربية لغة القرآن الكريم، واللغة التي أشاد بها كبار فلاسفة العالم لقوتها وجمالها. الفيلسوف الفرنسي وليام مرسيه قال متغزلًاً باللغة العربية: “العبارة العربية كالعود، إذا نقرت على أحد أوتاره رنت لديك جميع الأوتار وخفقت، ثم تحرك اللغة في أعماق النفس من وراء حدود المعنى المباشر موكبًا من العواطف “.
أما المستشرق الأمريكي وليام ورل فقد قال عن لغتنا: “إن اللغة العربية لم تتقهقر في ما مضى أمام أي لغة أخرى من اللغات التي احتكت بها، وينتظر أن تحافظ على كيانها فى المستقبل كما حافظت عليه فى الماضى، وللغة العربية لين ومرونة يمكنها من التكيف مع مقتضيات هذا العصر”
أما نحن في مجتمعنا العربي، ورغم المكانة الكبيرة للغتنا العربية في هذا العالم، إلاً اننا نرى البعض ولا سيما من المثقفين المفترض بهم الحفاظ على الهوية العربية يفضلون العبرية على العربية. حتى أن مدرسين للغة العربية المؤتمن عليهم تدريس أولادنا اللغة العربية، تراهم يكتبون أسماءهم باللغة العبرية على وسائل التواصل الاجتماعي. فهل يخجل هؤلاء من لغتهم أم أنهم مصابون بعقدة “الخواجا”؟
في بلدات عربية نرى جميع يافطات المحلات التجارية بالعبرية، لماذا؟ أنا أتفهم الأمر لو كان صاحب مطعم أو أي محل تجاري يستخدم اللغتين، لكني لا أستوعب كيف أن صاحب محل عربي وفي بلدة سكانها عرب يستخدم فقط اللغة العبرية.
وأنا أسأل هؤلاء “المتعبرنين” العرب: هل رأيتم صاحب محل يهودي يستخدم العربية فقط كيافطة لمحله؟ وهل رأيتم متجرأ يهودياً كبيراً أم صغيراً يحمل اسمه بالعبرية والعربية ؟ فلماذا نحن كذلك؟ حتى أن تخاطب الناس فيما بينهم في المجتمع العربي تستخدم مفردات عبرية، وأنا طبعاً لا أعمم وأستثني من ذلك الفئة الاجتماعية التي تحترم لغتها العربية.
قرأت عن جمعيات نسوية عديدة بحجة الدفاع عن حقوق المرأة تحت مسميات مختلفة، لكني لم أقرأ عن جمعية واحدة تختص بالدفاع عن اللغة العربية والحفاظ عليها. فمن حقي إذا القول ان اللغة العربية تتعرض لمؤامرة عليها لتذويبها من الذين يدخلون في أحاديثهم العادية مفردات عبرية وهذا لا يليق بنا و لا بكرامة لغتنا الجميلة. وكثيراً ما ألاحظ أن البعض في مجتمعنا “يرطن” العبرية كتأكيد على الثقافة، وفي الحقيقة ان هذا “الرطن” هو جلد ذاتي وجلد للغة العربية. رحمة الله على الفنان سيد مكاوي صاحب صرخة ” الأرض بتتكلم عربي”
وأخيراً…
في ليلة واحدة: مقتل شابين في كفر قرع وفي زيمر، إصابة شابين بجروح خطيرة جرّاء تعرّضهما لإطلاق نار بالقرب من مدينة الناصرة. فعلاً نحن شعب لا يستحي مع احترامي لعقلاء هذا المجتمع