بقدر المخاض تنتهي السيطرة القطبية
بقلم قرار المسعود
تاريخ النشر: 11/03/25 | 10:43
يدرك كل متتبع للأحداث و التحولات العالمية منذ ألفين و أربعة عشر تاريخ نشوب النزاع الأوكراني-الروسي أو بداية تنفيذ المخطط المعد لتفكيك هيمنة القطب الأحادي، و تسارع هذه الأحداث التحولية الطارئة
بصحوة الأمم و الشعوب و المجتمعات، فجعلت المشاهد يقتنع أن زمن نهب ثروات المستضعفين و السيطرة عليهم من الغرب يتولى شيئا فشيئا و أن الهيمنة بواسطة الخوف والتهديد طريقة تجاوزت فعالياتها.
هذا الواقع المفروض أصبح ملموسا ميدانيا و متداولا و كشف بعض حقائق المبهرة التي كانت مدسوسة و رسم الصورة المثالية للديمقراطية التي كانوا يسوقونها عبر إعلامهم المكيف على نمط الأحداث
المضغوطة و الدعايات المزيفة. فكيف يا ترى يكون إتجاه مستقبل المعمورة من خلال ملامح تغيير نمط معالم السيرالجديد للسفينة؟. أكيد أن مَنْ خططوا لهذا التحول لهم منطقهم و ما يرجون من نتيجة. فمن الملاحظ في هذا التحول أن الطرف الأخر في تقديري تظامن مع الوضعية حتى يحافظ على جزء من مكانته أو يجد مقعد في القطار السائر.
هذه الطريقة المحتومة تعتبر من الفن السياسي في الحالات الحرجة و تفادي الخسارة و دهاء في تسيير الشؤون العامة للأمة لمَنْ لهم القدرة على التأقلم و التحول. عكس مَنْ ينتهج التعنت و الإستكبار الذي
يزيد العزلة لأن الغرب لم و لن يدرك انفلات دفة السفينة و توقيف مسار، و أن الزمان الماضي يتباعد و ما عاد يعود. و من المؤشرات والملاحظات على سبيل المثال لا الحصر التخلي عن التموين و تدعيم
الجامعات و الأنظمة التي أصبحت مجتمعاتهم تتطلع لتسيير شؤونها بنفسها كالحالة في سورية الشقيقة و الحوار المباشر الأمريكي مع منظمة حماس أو ما يدلى به من طرف الشعوب الغربية أو غيرها في الانتخابات التي تسفر على تعبير بالسلم و الاستقرار الحقيقي للأمة.
من بعض التصورات و الفرضيات في إحتمالات المستقبل، إما أن تكون حرب عالمية و بعدها إعادة خريطة العالم و يكون التسيير للفائز و ربما نمط القيادة أصعب مما هو عليه اليوم، أو الاتفاق على تقسيم
الكعكة أي القيادة بين القطبين الغربي و الشرقي بالإضافة لوجود دول عدم الإنحياز ككتلة تتشكل أو تنهض من جديد كقوة نتيجة هذا التحول. و لله في شؤونه الأمر الفصل. على أحسن تقدير لا ينبغي أن ننتظر معجزة، فطبيعة الإنسان لا تتغير و حين يمتلك القوة يتفرعن.