سلسلة التراويح 14 ليلة الثالث عشر من رمضان
إعداد موسى عزوڨ
تاريخ النشر: 13/03/25 | 13:56
أولا : توطئة ( فكرة السلسلة ):
في كل عام من رمضان يجتهد المسلم لختم القرآن الكريم مرة على الأقل وهو يحرص على صلاة التراويح فتكون ختمة أخرى مع القيام. ومن هنا جاءت فكرة هذه ” السلسلة ” كتذكير للمسلم في كل يوم من رمضان يعرف على الأقل لمحة عن الحزبين قبل صلاة التراويح. فيمكن أن يسترشد به قبل الذهاب إلى الصلاة، وهو أساسا ملخصات المفسرين وما يخطر بالبال عند تلاوة القران، ولان الغاية طبعا ليست نقل ما قيل في التفاسير وهو مالا يمكن إجماله في مجلدات ولا توضيح التقسيمات المعروفة. وإنما هي محاولة لجمع خريطة، وذكر رؤوس أقلام حاولت قدر الإمكان جعلها مرتبة بلا إطالة ولا اختصار. ويمكن الاستفادة من “الخريطة الذهنية لسور القران الكريم” لتشكيل فكرة عامة (عنوان رئيس) وأفكار أساسية (عناوين فرعية حسب الآيات). حيث السور وآياتها أغصان تتفرع من شجرة جذعها الجزء (المكون من حزبين ) .
اليوم ثالث سجدة، وتقع في الآية 49 من سورة النحل. اثار الامام في درس صلاة العصر مسألة نسبها للشيخ الدردير المالكي في أقرب المسالك: (كره لمصل تعمد قراءة اية السجدة في الفريضة ولو صبح جمعة، فإن قرأها بفرض عمدا أو سهوا سجد لها ولو بوقت نهي؟ فتعرض أحدهم بالإنكار والتخطئة له، وجعل من ذلك مثارا للجدال واللغط عافانا الله، وإياكم بمنه وفضله. وان كنت ناصحا الامام بان لا يقدم الدروس أصلا في نهار رمضان وان كان ولابد فالأفضل الابتعاد كل البعد على مسائل الخلاف:” ويسبحان الله لاحظ انه وبدل ان تكون السجدة مدعاة لتوضيح روح الدعوة والتقرب الى الله و… تجعل بالفقه مثار جدل
ثانيا: اليوم الثاني عشر من رمضان الجزء الثالث عشر من القران :
في ليلة اليوم الثالث عشر من رمضان يقرأ الإمام في التراويح الجزء 14، ثمان ركعات بحزبين (27-28) على التفصيل التالي الجزء الرابع عشر : ( الحجر مكية 99 + النحل مكية 128 ) :
– الحزب 27 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ :” الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1)من سورة الحجر .
1/8 ثمن وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) من الحجر
¼ ربع نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) من سورة الحجر
1/8 ثمن وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) من سورة الحجر
½ نصف بِسْمِ اللَّهِ :” أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ” (1) من سورة النحل.
1/8 ثمن وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15) من سورة النحل.
¼ ربع :” وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ …(30) النحل.
1/8 ثمن وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ … (38) من سورة النحل.
(*) ثالث سجدة من حيث الترتيب من الأعلى في نهاية الحزب 27 الركعة الرابعة في صلاة التراويح .الاية :” وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) من سورة النحل.
– – الحزب 28 :”وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ” (51) من سورة النحل.
1/8 ثمن تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) من سورة النحل.
¼ ربع (70) وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71) من سورة النحل.
1/8 ثمن أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79) من سورة النحل.
½ نصف إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) من سورة النحل.
1/8 ثمن : (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) من سورة النحل.
¼ ربع : ( يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (111) من سورة النحل.
1/8 ثمن : (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) من سورة النحل.
ثالثا : الملاحظات ( توسعة الفكرة ):
في “الخريطة الذهنية لسور القران الكريم , تمنح فرصة لتشكيل فكرة عامة ( عنوان رئيس ) وأفكار أساسية (عناوين فرعية حسب الآيات ) لسور القران الكريم وهو اجتهاد مشكور :
1- – سورة الحجر مكية 99, تحت عنوان رئيس : ” حفظ الله تعالى لدينه ” تتفرع عنه 03 أغصان:
أ. في الغصن الأول : موقف المشركين من القران ( الآيات 1-9 ) . تكذيب الامم لرسلهم ( 10-15 ) من مظاهر قدرة الله تعالى ( 10-15) قصة الخلق وعصيان ابليس ومصيره ( 26-44)
ب. في الغصن الثاني : ثواب المتقين يوم القيامة ( 45-50) ضيف ابراهيم وابشيره بالولد ( 51-60) قصة قوم لوط ( 61-77)
ت. في الغصن الثالث : أصحاب الأيكة وأصحاب الحجر ( 78-84) الساعة واقعة لا ريب فيها وفضل الصفح الجميل ( 85-86) فضل الله تعالى على نبيه ( 87-99)
جاءت هذه السورة وكأنها رسالة قرانية من الله ليطمئن رسوله صلى الله عليه وسلم والمسلمين أن هذا القرآن محفوظ من الله تعالى وما على المسلمين إلا الاستمرار في الدعوة والصدع بالحق وعدم الانبهار بقوة أعدائهم او الشعور بالضعف والوهن امام الاعداء .
اذا اراد الله ان يهلك قرية ازداد شرهم وطغيانهم .
2- سورة النحل مكية 128, تحت عنوان رئيس :” التذكير بنعم الله ” ويتفرع إلى خمس أغصان :
أ. في الغصن الأول : مظاهر وحدانية الله وقدرته ( الآيات 1-21) . جزاء المستكبرين (22-29) .جزاء المتقين ( 30-34) بعض ضلالات المشركين ( 35-40)
ب. في الغصن الثاني :جزاء المهاجرين (41-42) حقيقة الرسل ومهمتهم ( 43-44) تهديد الكافرين ( 45-48) خضوع كل شيء لله ( 49-50) سجدة 03
ت. في الغصن الثالث : دعوة الى التوحيد (51-55) سفاهة المشركين (56-64) نعم الله وكفران المشؤكين ( 65-83) بعض مشاهد يوم القيامة ( 84-89)
ث. في الغصن الرابع : توجيهات للمومنين ( 90-97) القران والرد على المفترين ( 98-105) جزاء المرتدين صفاتهم والمؤمنين ( 106-111) عاقبة كفران النعمة ( 112-113)
ج. في الغصن الخامس :التحليل والتحريم بيد الله ( 114-119 ) الثناء على ابراهيم والحنفية ( 120-123) منهج الدعوة الاسلامية الحكمة والموعضة الحسنة ( 124- 128)
التسمية :
1 – بالنسبة لسورة الحجر: ” لَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ” (80) سورة الحجر 80
الْحِجْرُ يَنْطَلِقُ عَلَى مَعَانٍ: مِنْهَا حِجْرُ الْكَعْبَةِ. وَمِنْهَا الْحَرَامُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: “وَحِجْراً مَحْجُوراً” أَيْ حَرَامًا مُحَرَّمًا. وَالْحِجْرُ الْعَقْلُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:” لِذِي حِجْرٍ “وَالْحِجْرُ حِجْرُ الْقَمِيصِ، وَالْفَتْحُ أَفْصَحُ. وَالْحِجْرُ الْفَرَسُ الْأُنْثَى. وَالْحِجْرُ دِيَارُ ثَمُودَ، وَهُوَ الْمُرَادُ هنا، أي المدينة، قال الْأَزْهَرِيُّ. قَتَادَةُ: وَهِيَ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَتَبُوكَ، وَهُوَ الْوَادِي الَّذِي فِيهِ ثَمُودُ. الطَّبَرِيُّ: هِيَ أَرْضٌ بَيْنَ الْحِجَازِ وَالشَّامِ، وَهُمْ قَوْمُ صَالِحٍ. وَقَالَ:” الْمُرْسَلِينَ” وَهُوَ صَالِحٌ وَحْدَهُ، وَلَكِنْ مَنْ كَذَّبَ نَبِيًّا فَقَدْ كَذَّبَ الْأَنْبِيَاءَ كُلَّهُمْ، لِأَنَّهُمْ عَلَى دِينٍ وَاحِدٍ فِي الْأُصُولِ فَلَا يَجُوزُ التَّفْرِيقُ بَيْنَهُمْ. وَقِيلَ: كَذَّبُوا صَالِحًا وَمَنْ تَبِعَهُ وَمَنْ تَقَدَّمَهُ مِنَ النَّبِيِّينَ أَيْضًا. وَاللَّهُ أَعْلَمُ رَوَى الْبُخَارِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لَمَّا نَزَلَ الْحِجْرَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ أَمَرَهُمْ أَلَّا يَشْرَبُوا مِنْ بِئْرِهَا وَلَا يَسْتَقُوا مِنْهَا. فَقَالُوا: قَدْ عُجْنَا وَاسْتَقَيْنَا. فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ يُهْرِيقُوا الْمَاءَ وَأَنْ يَطْرَحُوا ذَلِكَ الْعَجِينَ. وَفِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّاسَ نَزَلُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَلَى الْحِجْرِ أَرْضِ ثَمُودَ، فَاسْتَقَوْا مِنْ آبَارِهَا وَعَجَنُوا بِهِ الْعَجِينَ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أن يُهْرِيقُوا مَا اسْتَقَوْا وَيَعْلِفُوا الْإِبِلَ الْعَجِينَ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَقُوا مِنَ الْبِئْرِ الَّتِي تَرِدُهَا النَّاقَةُ. وَرُوِيَ أَيْضًا عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَرَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَلَى الْحِجْرِ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ حَذَرًا أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ ثُمَّ زَجَرَ ”
تبدأ : الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) سورة الحجر 1 – 2
تختم فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ سورة الحجر 98 – 99.
2- بالنسبة لسورة النحل : (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)) سورة النحل 68
– تبدأ : أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) ) سورة النحل 1.
تختم : (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)) سورة النحل 126-128
—- ينتهي الجزء الرابع عشر عند الآية 128 من سورة النحل : ” َان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ” ليبدأ الجزء الرابع عشر بسورة الإسراء : ” سبحان الذي أسرى بعبده ليلا …..
والى لقاء محبكم عزوڨ موسى