أمسية حول المفكّر الفلسطينيّ خليل السّكاكينيّ في كفركنّا

تاريخ النشر: 17/03/25 | 8:33

جاءنا من النّاطق الرّسميّ للاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين، الشّاعر علي هيبي: يوم الخميس الموافق لِ 17/2/2025 في قرية “كفر كنّا”، وفي قاعة المركز الجماهيريّ في القرية، عقد الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين أمسية فكريّة وثقافيّة، كان الهدف منها تعريف الحاضرين عن آثار المفكّر الفلسطينيّ والأديب خليل السّكاكينيّ ومشاريعه التّربويّة والأدبيّة، تخليدًا لذكراه ولأعماله ولمشروعه التّربويّ، وقد كانت المؤسّسات الثّلاث: الاتّحاد القطريّ والمجلس المحلّي والمركز الجماهيريّ قد دعت للأمسية باستضافة مجلس كفر كنّا المحلّيّ وتحت رعايته. وقد حضر الأمسية لفيف من أعضاء الاتّحاد وأصدقائه وكوكبة من أهالي “كفر كنّا” والقرى والمدن المجاورة.وبعد الاستقبال تولّت عرافة الأمسية الكاتبة عرين قبطي، عضو الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين، وبعد الشّكر والتّرحيب تطرّقت إلى برنامج الأمسية داعية المتكلّمين فيها: السّيّد فتحي حمزة عضو المجلس المحلّيّ ومدير مشروع “بيت المعلّم” في القرية ممثّلًا لرئيس المجلس السّيّد عزّ الدّين أمارة الّذي تغيّب لأسباب وظروف قاهرة، السّيّدة فتحيّة خطيب “أمّ مبارك” مركّزة الثّقافة والأدب في المركز الجماهيريّ، د. محمّد هيبي رئيس الاتّحاد القطريّ، د. محمّد حبيب الله عضو إدارة الاتّحاد ومؤلّف كتاب “الفكر التّربويّ عند السّكاكينيّ”، د. ليلى حجّة عضو لجنة المراقبة والشّاعر نظمات خمايسي عضو إدارة الاتّحاد. وفي كلمتها الافتتاحيّة تطرّقت بأسلوب شاعريّ رقيق تناول جزءًا من مسيرة خليل السّكاكينيّ السّياسيّة والوطنيّة والفكريّة.

أمّا كلمة المجلس المحلّيّ فقد ألقاها السّيّد فتحي حمزة عضو المجلس المحلّي ومدير مشروع “بيت المعلّم” في “كفر كنّا”، وقد رحّب بالحاضرين وبمبادرة الاتّحاد القطريّ لإقامة هذه الأمسية الهامّة. وكذلك رحّبت بالحضور السّيّدة فتحيّة خطيب فهنّأت المسلمين والمسيحيّين بشهر رمضان المبارك والصّوم المسيحيّ، وهي مركّزة الثّقافة والأدب في المركز الثّقافيّ، وقد استهلّت بقصيدة قصيرة لخليل السّكاكينيّ، أضفت أجواء جميلة على الأمسية، وبكلمة رقيقة تطرّقت إلى أدب السّكاكينيّ وحياته، مشيدة بدوره في عضويّة المجمع اللّغويّ في “القاهرة”.وكانت الكلمة التّالية للأمين العامّ للاتّحاد، د. محمّد هيبي، وبدوره بارك لأعضاء الاتّحاد وأصدقائه وعموم الحاضرين وشعبنا وأمّتنا برمضان والصّوم المسيحيّ، وذكر أنّ لتزامنهما دلالة قوميّة ووطنيّة، وكذلك شكر البلد المضيف الممثّل بالمجلس والمركز. ونوّه بكفر كنّا كبلد للثّقافة والحبّ والرّمان، بلد يلبّي نداء الأدب والأدباء، وشكر مساهمة الجميع في إنجاح هذه الأمسية الثّقافيّة. وذكر أنّه في هذه القاعة أقيم قبل عدّة أشهر اجتماع المجلس العامّ للاتّحاد القطريّ، وهذه الأمسية كان يجب أن تعقد قبل أربعة أشهر ولكنّ ظروف حرب الإبادة على “غزّة” حالت دون ذلك، وقد اخترنا لها موضوعًا، مشروع السّكاكينيّ في الفكر والثّقافة والأدب. وذكر مستهلًّا بقول السّكاكينيّ: “إذا أردت إنهاض أمّة فنمِّ فيها حسّ الجمال”، ومن ثمّ تطرّق إلى نشاطه السّياسيّ والوطنيّ، حيث قاد سنة 1908 حركة شعبيّة لتعريب الكنيسة الأرثودكسيّة، وأقام الكثير من المؤسّسات والمدارس مثل المدرسة الدّستوريّة، وهو أوّل رئيس للمجلس الوطنيّ الفلسطينيّ.

أمّا الأديب نظمات خمايسي، ابن “كفر كنّا”، فقد قام بمراجعة كتاب صديقه عن السّكاكينيّ، وتدقيقه لغويًّا، ومن ثمّ قسّم كلمته إلى قسميْن: الأوّل سيرة مؤلّف الكتاب د. حبيب الله كشخصيّة تربويّة على مدى خمسة عقود قضاها في سلك التّعليم في كلّ المراحل، زيادة على مؤلّفاته في مجال التّربية والأدب والثّقافة عامّة. أمّا القسم الثّاني فكان للكتاب حول السّكاكينيّ، وعلى وجه التّحديد حول فكره التّربويّ، وأشاد خمايسي بالسّكاكينيّ الّذي وصّى ابنه أن يكون معلّمًا، وعدّها كأشرف المهن والرّسالات.أمّا المداخلة الأساسيّة عن السّكاكينيّ فكانت لمؤلّف الكتاب، وتركّزت حول الفكر الفلسفيّ والتّربويّ عند السّكاكينيّ، وقد أشاد حبيب الله بكاتبة ألمانيّة ألّفت كتاب “شمس العرب تسطع على الغرب” معترفة بفضل الثّقافة العربيّة على الفكر الغربيّ والّذي بشكل عامّ حاول طمس دور العرب. وأحد أبرز من كان له أثر في ذلك هو السّكاكينيّ، وفي مجال الفكر التّربويّ بالذّات، وكذلك الفكر التّربويّ عند الغزاليّ وابن خلدون. والسّكاكينيّ كما ذكر حبيب الله تربويّ عملاق ألّف كتب مناهج اللّغة العربيّة في بلاد الشّام والجزيرة العربيّة، وقد تكلّم عن المنهاج وعن طرق التّعليم وألّف كتاب “الجديد” وكتب “مرشد المعلّم”، وقد أنهى حبيب الله كلامه بذكر فضل السّكاكيني عليه كتربويّ، فقال: “لقد تعلّمت من السّكاكينيّ الكثير”.أمّا المداخلة الأخيرة فكانت من نصيب د. ليلى حجّة، الّتي ذكرت أنّ أوّل وظيفة جامعيّة لها كانت عن السّكاكينيّ واللّغة العربيّة، حيث أنشأ السّكاكينيّ مدرسة “النهضة” ووضع ثقافة تعليميّة، وقد أسّس التّعليم على النّمط الأوروبيّ، وكان أوّل من ألّف منهجًا تعليميًّا في كتاب “راس روس”، وقد أسّس حبّه للّغة فيه الميل إلى التّأليف في المناهج، زيادة على أنّ السّكاكينيّ كان ذا حسّ وطنيّ عروبيّ فشارك في الثّورة العربيّة الكبرى وآمن بالقوميّة العربيّة ونادى بالوحدة. وله مواقف اجتماعيّة، فقد كان نصيرًا للمرأة ودافع عن حقوقها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة