عبد الرحمان والسفارة الفرنسية
ترجمة وتعليق معمر حبار
تاريخ النشر: 27/03/25 | 17:58
LAKHDAR BENTOBBAL، LA CONQUÊTE DE LA SOUVERAINETÉ”, CHIHAB ÉDITIONS, mars, 2022, Alger, Algérie, Contient 305 Pages.
أوّلا: مقدمة لابدّ منها:
ممّا جاء في الأخبار[1] وبتاريخ: 16 مارس فيما 2025، ونقلا عن وكالة الأنباء الجزائرية:
“تستغل فرنسا 61 عقارا داخل الجزائر مقابل إيجارات رمزية تكاد تكون معدومة.
من بين هذه الممتلكات مقر السفارة الفرنسية في الجزائر والذي يمتد على مساحة شاسعة تبلغ 14 هكتارا في أعالي العاصمة مقابل إيجار زهيد للغاية لا يكفي حتى لاستئجار غرفة صغيرة في باريس.
إقامة السفير الفرنسي المعروفة باسم “الزيتون” Les oliviers تغطي 4 هكتارات وتدفع عنها إيجارات رمزية منذ عام 1962 وحتى أوت 2023 وهو امتياز لم تمنحه فرنسا للجزائر على أراضيها أبدا”.
اعتراف القارئ المتتبّع:
هذا البيان الرسمي هو الذي دفعنا لإعادة قراءة الجزء الثّاني من مذكرات لخضر بن طوبال رحمة الله عليه باللّغة الفرنسية. وقد سبق أن قرأنا الجزء الأوّل[2] وعرضناه عبر مناشير، ومقالات. وكذلك فعلنا بالجزء الثّاني لمن أراد الزّيادة.
مصدر الخيانة:
حين انغمس القارئ المتتبّع في قراءة المذكّرة من جديد وقف مطوّلا على اسم عبد الرحمان فارس. باعتبار لخضر بن طوبال ذكره عبر عدّة صفحات. وبأنّه هو من باع قطعة الأرض الضخمة جدّا لفرنسا لكي تستعملها سفارة فرنسا بالجزائر. والجزائر يومها تعيش وقف إطلاق النّار.
وذكر أيضا علاقة عبد الرحمان فارس المشبوهة بفرنسا المحتلّة. وذكر أمثلة عن ذلك. ونقلناها بأمانة، وصدق ونحن نقوم بترجمة الصفحات المعنية.
ملاحظات ضرورية:
قام القارئ المتتبّع بترجمة الصّفحات المتضمّنة اسم عبد الرحمان فارس. لأنّها لها علاقة بجذور الموضوع المذكور.
الأسماء التي ذكرت في أعقاب عبد الرحمان فارس لا علاقة لها بالموضوع، وليست معنية به. لكن الأمانة فرضت على القارئ المتتبّع أن يقوم بترجمتها.
سعى القارئ المتتبّع أن تكون التّرجمة حرفيا. ودون التّدخل فيها.
كلّ العناوين الفرعية من وضع القارئ المتتبّع.
ثانيا: الصفحات المعنية بالترجمة:
عبد الرحمن فارس: وسيطا لفرنسا:
من بين 114 سؤال وجّه لكريم بلقاسم: أنّه اتّهم مثلا، أنّه أنشأ منظمة موازية داخل فدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني.
واتّهم أيضا باتّصالاته مع شخصيات فرنسية. وتمّ ذلك عبر وسطاء بالدائرة الحكومية الفرنسية كعبد الرحمان فارس، وجون عمروش. 205
جاء تحت فصل “فصل إطلاق النار”، وفي هامش صفحة 267: الصخرة السّوداء Rocher Noir هي حيّ إداري أنشئ في شرق العاصمة خلال فترة مخطّط قسنطينة نهاية مارس 1962 أثناء المرحلة الانتقالية (الانتقال من السّيادة الفرنسية إلى السّيادة الجزائرية) في الصّخرة السّوداء. تمّ تنصيب الجهاز التّنفيذي المؤقّت برئاسة عبد الرحمان فارس.
فرنسا المحتلّة تفرض عبد الرحمان فارس:
في إيفيان، اتّفقنا على أنّ كلّ طرف يختار ممثّليه فيما يخصّ المعنيين لتمثيلهم على مستوى الجهاز التنفيذي. لكن كلا منهما له الكلمة الأخيرة يقولها في اختيار الطرف الآخر. 269
من بين الأسماء التي احتفظ بها الفرنسيون. كان هناك بن شيخ من تيارت، وبيوض من الصحراء. 270
لم نرى من الحكمة معارضة بن شيخ لأثره الضّعيف. لكن نفس الحالة بالنسبة لبيوض الذي نعرفه من قبل. رغم معارضتنا، انتهت المحادثات بفرض الفرنسي اسم بيوض علينا. ولم نشأ أن نجعل منه مسألة مبدأ لأنّ الرهان كان في العودة إلى الحرب.
لكن كنّا بالعكس صارمين بشأن رفض عبد الرحمن فارس. لكن هنا أيضا استطاع الطرف الفرنسي أن يتجاوز معارضتنا وأدمجه في الجهاز التنفيذي المؤقّت. 270
قادة الثّورة الجزائرية لا يثقون في عبد الرحمان فارس:
جاء تحت عنوان: “انتقال صعب”: 288-289، وبالضّبط في صفحة 289:
هؤلاء (قوات الداخل) اعتبروا الصخرة السّوداء Rochet Noir هيئة فرنسية. بالإضافة، لم تكن لهم أيّة ثقة في عبد الرحمان فارس حيث اللّعبة لم تكن واضحة جيّدا.
كان يتّخذ مبادرات خطيرة تدعو أحيانا إلى الخيانة، مثل هذا العقد الممضي مع الفرنسيين بشأن سكن الزيتون Villa des Oliviers . لقد سمح، بهذا الخبث، للدولة الفرنسية بامتلاك وبكامل الملكية قطعة أرض ضخمة في قلب العاصمة.
عبد الرحمان فارس، كان مازال موظف فرنسي، وأبرم العقد باسم الجزائر التي كانت تملك حينها استقلالية إدارية، ومالية تسمح لها بإجراء صفقات تتعلّق بالعقارات. ونفس الأمر يتعلّق بقطعة الأرض التي توجد بها حاليا سفارة فرنسا، والتي أصبحت هي أيضا، ملكية فرنسية.
الخميس 27 رمضان 1446هـ، الموافق ل 27 مارس 2025
الشرفة – الشلف – الجزائر
[1] Télévision Algérienne – المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري [2] Daho Djerbal “LAKHDAR BENTOBBAL Mémoires de l’intérieur”, CHIHAB ÉDITIONS, Octobre, 2021, Alger, Algérie, Contient 401—
الشلف – الجزائر
معمر حبار