هل شنت حرب سرية على ايران؟
تاريخ النشر: 02/12/11 | 7:29نشرت صحيفة “ذي تايمز” البريطانية تقريرا أعدته شيرا فرينكل تقول فيه ان الانفجارات والاغتيالات الغامضة التي شهدتها ايران في الآونة الاخيرة تشير الى حملة اسرائيلية متصاعدة. وهنا نص التقرير: “تصاعدت سحب من الدخان فوق مدينة أصفهان – وكان ذلك دليلاً على أن آخر ضربة موجهة الى برنامج الأسلحة النووية الإيرانية المزعوم قد أصابت هدفها.
واثار الانفجار الثاني خلال عدة أسابيع على منشأة نووية أو صاروخية موجة من بيانات النفي الإيرانية والادعاء بأنها حوادث، ولكن يقال ان مرحلة جديدة من الجهود الرامية لتدمير طموحاتها النووية بدأ تنفيذها. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: “بدلا من عمل علني لديك عمل سري. هذه جبهة لمعركة جديدة، هذا نوع جديد من الحروب”.
وكانت إسرائيل تقود جبهة تهدف لمنع إيران من بناء قنبلة نووية، معتبرة الجمهورية الإسلامية ذات السلاح النووي بمثابة خطر وجودي. ولم يقم وزير الدفاع الإسرائيلي، في مقابلة إذاعية أمس، بالكثير ليقلل من التكهنات حول دورها في انفجار أصفهان وتفجير في قاعدة صاروخية غرب طهران.
وأقر إيهود باراك بأن إسرائيل هي المستفيدة إلى أقصى حد من إعاقة البرنامج النووي، وقال: “نحن لسنا سعداء لرؤية الإيرانيين يتقدمون في هذا البرنامج، ولذلك فإن أي تأخير، بتدخل إلهي أو سوى ذلك، مرحب به”.
وقد قتل أكثر من 20 عضوا في الحرس الثوري في انفجار وقع في قاعدة للصواريخ قبل أسبوعين، من بينهم الجنرال حسن مقدم، الذي يوصف بأنه مهندس برنامج الصواريخ. وتعد المنشآت في أصفهان مرتبطة بتحويل الكعكة الصفراء إلى سادس فلورايد اليوارنيوم، وهي جزء من عملية تخصيب اليوارنيوم ليستخدم كوقود أو مادة لبناء سلاح نووي. ووقع الانفجاران بعد تقرير دولي حول جهود النظام لتطوير أسلحة نووية.
وأنكر مسؤول أميركي الليلة الماضية الادعاءات الإيرانية بأن انفجار أصفهان حدث في موقع قريب وليس في منشأة نووية، لكنه قال إنه لم يكن من الواضح مقدار الضرر الذي أحدثه. ووقعت بضعة انفجارات أخرى غامضة وحوادث وفيات خلال العامين الماضيين. وتتراوح بين انفجار في قاعدة تؤوي صواريخ “شهاب” المتوسطة المدى قرب مدينة خرام أباد غربا في تشرين الأول (أكتوبر) 2010، إلى قتل درويش رضائي، وهو عالم نووي، في طهران في تموز (يوليو) الماضي. وكان نشر فيروس “ستوكسنيت” الحاسوبي العام الماضي، والذي دمر أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليوارنيوم، من أساليب الحرب الحديثة على البرنامج الإيراني.
وأخبر رئيس الامن الداخلي (الاسرائيلي) الميجور جنرال غيورا ايلاند صحيفة “ذي تايمز”: “ليست هناك صدف كثيرة وحين يكون هناك العديد من الأحداث فعلى الأرجح هناك يد موجهة، على الرغم من انها ربما كانت يد الله”. وذكرت مصادر أن الافعال السرية تناسب إسرائيل، لأنها تعرقل البرنامج النووي من دون استفزاز مواجهة مباشرة. وأخبر مسؤول إستخباراتي غربي الصحيفة أن تلك الأحداث كانت “مثالية بالنسبة الى اسرائيل”.
وأضاف: “البرنامج النووي الإيراني أصبح أبطأ قليلا. ومن ناحية أخرى فليس عليك أن تتحمل مسؤولية أي شيء، وإيران ستواصل إنكارها ووصفها بالحوادث”، مضيفا أن ذلك “يخدم الطرفين في الوقت الحالي”، لكنه “لا يمكن أن يستمر لوقت طويل”.
وقال باراك أمس أن إسرائيل “ليس لديها النية للعمل في الوقت الحاضر” في ما يتعلق بهجمة عسكرية مباشرة. وقد تدربت المقاتلات الإسرائيلية على مهمة طويلة المدى لضرب المنشآت. وأضاف: “لا يجب أن تتورط في حرب حين لا يكون ذلك ضروريا، لكن قد يحين وقت تحتاج فيه إلى مواجهة الاختبارات، لم يتغير موقفنا حول ثلاث نقاط: إيران نووية غير مقبولة، ونحن مصرون على إيقاف ذلك، وكل الخيارات مطروحة”.
وقد تكون كيفية إطلاق إسرائيل هجوما كاملا أمرا ما يزال قيد المناقشة من قبل مسؤوليها. وقالوا إنهم سيسعون للحصول على دعم الغرب، على الرغم من أن المسؤولين الأميركيين والبريطانيين قالوا انهم لا يعلمون ما إذا كانت إٍسرائيل ستعطيهم إشعاراً. كما أن هناك تكهنات بشأن انتقام إيراني. وقالت ألمانيا أمس إنها تحقق في خطط مزعومة من قبل إيران لاستهداف منشآت عسكرية أميركية هناك إذا شاركت أميركا في أي هجوم. وقال مدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق الجنرال عاموس يلدين ان ايران تمتلك ما يكفي من المواد لبناء ما يصل الى خمس قنابل خلال 18 شهرا”.
من احمد ابو زياد