موسى عزوڨ عندما يحتفل بيوم العلم كيوم لوفاة علامة
تاريخ النشر: 14/04/25 | 9:21
في كل عام وفي السادس عشر 16 من شهر أفريل ( شهر الفول ) يتم الاحتفال بيوم العلم ، دون ان يطرح اشكال ولا سؤال عن سبب اختيار هذا اليوم بالذات وهو موافق ليوم وفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس .
في السنوات الاخيرة تم تداول السؤال وعلى نطاق واسع وبشكل جدي ، ولا شك ان ذلك يرجع لوسائل التواصل الاجتماعي و المعلومة المجانية ، هكذا جاء توثيق لسبب اختيار هذا اليوم في مذكرات وزير التربية في عهد بومدين وان الاختيار كان عفويا وفرديا دون اي دراسة . لكن المسجد و المدرسة كلاهما مازال في العهد القديم ، الجواب ذاته بل زاد الاتهام واصبح من يسأل متهم بالفوضى ! هذا ما سنحاول التطرق اليه من خلال المبحثين التالين وتذكر بالمناسبة محاولة الجميع أفراد وجماعات الانتساب لثورة التحرير وهي وتشكيلهم لا تقر لهم بذلك ، فمن حيث المبدأ والتشكيل الجمعية او الحزب و الزاوية أصلا أخذت الاعتماد من فرنسا فكيف يتصور نقلا وعقلا ان تحاربها ؟ واصلا الوظيفة المقررة لها هي التربية وليست الثورة !
أولا: في المسجد (الدرس والخطبة):
في كل عام وقبل ذكرى يوم_العلم ذكرى وفاة الرجل السلفي المصلح الشيخ الهمام عبد الحميد بن باديس . يخرج علينا الامام في درسه وخطبته المكررة والمبالغ فيها حد الهذيان ! ومعلوم ان المصلي في الخطبة لا يجوز له أن يحدث حتى من بجانبه ويقول له اسكت او انصت فما بالك بأن يعترض على ما يقول الامام ! كأنك عند طبيب الاسنان وكل ادواته في فمك ! والضرس يؤلمك .
في هذه السنة جعل الامام درسه عن مساهمة الجمعية في الثورة والخطبة خصصها كاملة للرد على من يسألون يحسن نية او سوئها عن سبب اختيار يوم وفاة عبد الحميد بن باديس كيوم للعلم ؟ دون ان يشير لا من قريب ولا من بعيد للسبب الحقيقي .
– في الدرس اذن توسع كثيرا وبالغ لدرجة أنه جعل الجمعية هي من قامت بالثورة ! كيف لا وقد درس مفجروا الثورة في مدارسها ! وان بن بولعيد ترأس مكتب الاوراس ؟ وبن مهيدي كذلك في بسكرة ! ..
– أما في الخطبة فقد استطلعها على غير العادة بقوله ان هناك من يسأل :” لماذ يوم العلم هو ذكرى وفاة عبد الحميد بن باديس؟ ثم انهم يذهبون ابعد من ذلك في همز ولمز و لماذا لم يختار يوم مولده او يوم تأسيس الجمعية ؟ ويجيب مباشرة وبطريقة تبريرية ان الحقيقة في اقتران يوم العلم بوفاة الشيخ هي رد على المستعمر ! ثم تناقض اكثر بمحاولة البرهان على ذلك بقصيدة محمد العيد آل خليفة ….
– والحقيقة الحقيقة والتي يجب أولا ان نصارح أنفسنا بها ولا نجامل في التاريخ ونحمله ما لا يحتمل ونعلم النشأ الصح .
1- بالنسبة للدرس : ان الجمعية تأسست في ظل الاستدمار وتحت قوانينه وهذا لا يعيبها أبدا لكن لم تكن أبدا ضد المستدمر ! وخصوصا في العمل المسلح ، بل حتى في الجانب السياسي كانت الى الاندماجيين أقرب…
2- بالنسبة للخطبة: حيث أنه من الثابت تاريخيا ان :”اليوم الوطني للعلم الذي احتفل به لأول مرة سنة 1976 تكريما لكفاح الشيخ عبد الحميد بن باديس (1889-1940) بمبادرة من الرئيس هواري بومدين “لتذكير الجزائريين بمزايا العلم”. في “مذكرات جرائري”، يسرد أحمد طالب ابراهيمي، الذي كان وزيرا للتربية الوطنية إبان تلك الفترة (1965- 1970) بشأن تأسيس اليوم الوطني للعلم بأن كل شيء بدأ بمناسبة حديث خصه به الرئيس بومدين ! و كتب السيد الإبراهيمي طالب في مذكراته أنه “خلال جلسة سنة “1966 ، قدم بومدين عرضا خاصا بالآثار الإيجابية للتربية حول تطوير الوعي السياسي . عندما طلب الرئيس بومدين من وزير التربية أن يقترح عليه تاريخا، اقترح هذا الأخير “بعفوية” يوم 16 أفريل ؛ فقد قال السيد الابراهيمي أنه فكر في يوم رحيل مؤسس و أول رئيس لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين لأنه و ببساطة ؟ كان يجهل تاريخ ميلاده.. وهنا تجدر الاشارة الى ملاحظات هامة بأسئلة للمتابعة عن من كان يحكم ثقافيا في الجزائر في تلك الفترة؟ . ماذا عن موقف النظام من جمعية العلماء المسلمين يومها والزوايا ؟ماذا عن الجدل بين مصطفى الاشرف التغريبي و المدرسة . وهذا ما سنحاول استشراق تجلياته والظلال من خلال المبحث التالي :
ثانيا : في المدرسة العلم والنشاط
في كل عام وقبل ذكرى يوم العلم بعدة أسابيع يتم التحضير للإحتفالات والنشاطات من الاناشيد و المسرح ، هذه السنوات الاخيرة ثارت عدة تساؤلات عن النشاط المدرسي بين الجد والهزل ! وعن الزام المعلم بالنشاط وتنقيط المردودية ! والتنافس في غير محله:
– من حيث القانون ليس من مهام المعلم !
– من حيث الفائدة الامر يتغير من عدة اوجه :
1- طبعا المسرح والاناشيد وكل النشاطات الهادفة لها اهمية كبرى وفائدة جمة للتلميذ و المدرسة …
1-1- لكن الملاحظ اليوم ان كثيرين ( معلمين و تلاميذ!) يتهربون من الدرس بحجة النشاط !
2-1- أتذكر جيدا ان الفرقة المسرحية والاناشيد في زماننا كانت تختار من افضل التلاميذ النجباء ( اصحاب العلامات ). والتحضير وقت الفراغ …..
أما اليوم فالمسرحية بالدارجة ! وموضوعها ضد العلم !!! وأصبحت تركز على الضحك ولم يعد يفرق بين السكاتش و المسرحية.
وفي الختام تجدر الاشارة الى رمزية الاحتفال بالعلم وبالمحتفى به ، لكن يجب الاستفادة أكثر من التاريخ والمصالحة بعد المصارحة معه.