الزّمهرير واللّهيب

هادي زاهر

تاريخ النشر: 21/04/25 | 18:37

أمْرَكُمْ غَريبٌ.. غريب

أيّها الأُمَراء الرُّؤَساءُ وَالْمُلوكُ

تُزَمْجِرونَ عَلى شُعوبِكُمْ وَتَدَّعونَ السِّيادَةَ

وَتَقِفون ساكنين أذلّاء أمام الدّمّ المَسْفوك

بَلَعتُم السِنَتَكُم أمام الإبادة

انْكَمَش الصّعلوك

وَتَرَكَ المفرق

وانسحب الفيلق

لذتم جانبًا وتظاهرتم بالعبادةِ

وأَخَذت الأجسادَ أهلي تَتَطايَرُ أشلاءً

في الأجواءِ

تَتَساقط وَتَمْتَزِجُ بالثّراء

في كُلِّ نَظير

والسّائل الأحمر القاني يتدفّق.

فَقَدْتُم القدرة على المشي

مِنْ شِدّةِ الخوفِ وَالانزعاج

أضحَيتُم كالدّجاجِ

(يُسَربشخ) كما كانت تقول جدّتي

عندما يحلّق النّسر في الفضاءِ.

فأعتبركم السّفّاح

ديدانٌ.. جراثيمٌ وَصَراصير

وَصَدَقَ “النّوّاب” حينَ باحّ

“إنّ حَظيرة خنزير

أطهَر مِنْ أَطهَرِكُم”

وَلَوْ عادَ فَرَزدَق وَجرير

لعجزوا عن وصف درنكم

ويا للعجب العجيب

أمْرَكُم مُدهشٌ غَريب

كيفَ يذلّكم العمّ سام؟

ولا يَرتاح

دونَ أن يَدْعَمَ السّفّاح؟

يُجْلِسكُم على الهيبِ

وتَشعرون بالزّمهرير؟!

دَعني أستوعب هذا الأمرُ الغَريب

أيّها العليّ القديرُ.

**********************

وواصل السّفاح الابتهاج

غَمرته الغبطة والانشراح

وانتشى على مشاهد التّدمير

وعلى صوتِ الأنين، تحت الرّكام

ورقص على صوت الحشرجات.

أيّها الحكّام

إنّ الخلّ الأبيض، مياه المحيطات

لَنْ تَغسلَ عارَكُم

وَلَوْ عادَ أمرُؤ القَيس

وقامَ مِن مرقدهِ الحطيئة أبن أوس

لما اسعفتهم الكلمات

في وصفِ ما أنتم به من ذلٍّ وَنَجاسةٍ

فيا شَعبي الحبيب.. كفى مع النّحيب

خذ أمورك بالعزيمةِ والإرادة

لَنْ تَنْعَم بالحرّيّة والسّعادة

لَنْ تَصدَّ الإجرام التّهجير والإبادة

دون أن تَبعِدَ الدّين عن السّياسة!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة